كيف تحول ضابط الدرك الملكي المتقاعد ، برتبة مساعدلاجودان مبارك الطرمونية ، السائق السابق للجنرال دوكودرامي حسني بنسليمان وأبناءه ، عبد الرزاق وسعيد عثمان إلى ديناصور إنتخابي وإقتصادي وسياسي بإقليم الجديدة ؟؟

فرحان إدريس..

أثناء التحقيق الميداني حول المجزرة القضائية التي تعرض إليها كل من العدولين محمد صدوق ابن المصطفى وأحمد بلاتي ، بسبب الدعوة القضائية المرفوعة ضدهما من طرف صوفيا السايس حسني إبنته من الزوجة الأولى بتهمة تزوير توقيع وصية إرث عادية ..
كان إسم عائلة كبير يتكرر بشكل دائم ، في كل إتجاهات شبكة العلاقات العامة التي كونتها الطبيبة صوفيا العاملة بالمكتب الوةطني الشريف للفوسفاط فرع آسفي بإقليم الجديدة ..
هذا الإسم ، هو عائلة الطرمونية المتكونة من الأب مبارك الضابط السابق بصفوف الدرك الملكي برتبة مساعد لاجودان ، الذي كان يشغل لعقود من الزمن السائق الشخصي للجنرال دوكو درامي بنسليمان ، وأبناءه الثلاثة ، عبد الرزاق وسعيد وعثمان الزعيم الأول للشبيبة الإستقلالية ..
ويمكن الجزم ، أن مبارك الطرمونية الدركي الذي إختار إقتحام عالم السياسة من أجل التخلص من زي الدرك الملكي ، وفضل المغادرة الطوعية لقطاع تحكمه الأوامر الفوقية والتعليمات الصارمة، بالرغم من علاقته الوطيدة بالجنرال دو كور دارمي حسني بن سليمان الذي كان يتقاسم معه الإنتماء لمنطقة أولاد افرج في عمق دكالة.
كان مبارك الطرمونية يعلم علم اليقين ، أن دخول السياسة من بوابة الإنتخابات في منطقة أولاد افرج وخميس متوح بالتحديد ليس بالأمر الهين، في ظل هيمنة تاريخية للزهراوي على المنطقة التي لطالما تحولت إلى حلبة سياسية في الإنتخابات الجماعية والبرلمانية.
لم يتقبل الدكاليون دخول دركي برتبة عالية تربة السياسة ، فقد كان مبارك بالنسبة للكثير منهم «ضرسة في المخزن»، حين كان البعض يلجؤون إليه كلما تأبطوا ملف نزاع يحتاج لتدخل من «أصحاب الوقت»، وكان مبارك بالنسبة للفرجيين واحدا من أصحاب القرار في الرباط.
حصد الرئيس مبارك نسبة عالية من الأصوات في جماعة متوح ، وأضحى النائب البرلماني الأول بإقليم دكالة الذي حصد أعلى نسبة من عدد الأصوات المعبر عنها، فقد إختار في حملته الانتخابية التركيز على أسباب النزول وأسرار التحول من دركي إلى سياسي، وظل يؤكد في حملاته على رغبته في «خدمة دكالة» ليس كرجل سلطة أمنية بل كمنتخب.
إحتل الرجل الرتبة الأولى بالإقليم أمام أقوى المرشحين وأشدهم شراسة بدكالة ولعل أهم خصلة في مجال السياسة الحقيقية يمتاز بها الطرمونية. قال بعض السياسيين إن الأصوات التي نالها أكدت أن الدركي حتى وإن تخلص من هندامه ووظيفته لازال «الجدارمي» مرادفا للسلطة. يقول مبارك إنه فاز في دائرة إنتخابية تفوق مساحتها مساحة دولة بلجيكا.
ارتدى مبارك رداء حزب الإستقلال بديلا للبزة العسكرية، وإنضم إلى السياسيين الذين لطالما كان وهو في سلك الدرك يحتاط من خطاباتهم، بل إنه أصر على أن يسلك نجله عثمان نفس الطريق السياسي ، ويزج به في عالم الشبيبة الإستقلالية حيث أضحى النائب السابق لرئيس جهة الدار البيضاء سطات، وعضوا في المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الإ ستقلالية التي إنتخبته مؤخرا كاتبا عاما لها ..
أسئلة عديدة حول ، المسار السياسي للبرلماني مبارك الطرمونية ؟؟ ، والصعود الصاروخي لنفوذ عائلته بإقليم الجديدة سواء على المستوى الإقتصادي أو السياسي ؟؟ كيف تحول هذا البرلماني عن حزب الإستقلال مبارك الطرمونية إلى ديناصور إنتخابي وسياسي وإقتصادي ؟؟
مثلا يتحكم في القيادة الجهوية للدرك الملكي ، ويؤثر على سير مراكز الدرك الملكي وخاصة التابعة لتراب جماعته والمحيطة بها والقريبة منها ، لدرجة أن كل أبناء الجماعات الترابية التي يحكمها هو أو نجله عثمان تجدهم يشتغلون في سلك الدرك الملكي المحلي منه أو الجهوي أو الوطني ..
وكلمته مسموعة لدى القيادة العليا للدرك سواء من حيث التنقيلات والتوظيفات للمقربين منه ، وكل هذه الخدمات ليست بالمجان كما هو معلوم ..
وهناك شهادات عديدة حية لفعاليات المجتمع المدني بإقليم الجديدة وجهة دكالة على العموم ، تقول بأن هذا السياسي الدركي السابق بتصرفاته منذ دخوله عالم السياسة جر شبهات جمة على جهاز الدرك الملكي المؤسسة العسكرية الأولى بالمملكة ..
هذا الإغتناء الفاحش لعائلة الطرمونية تطرح العديد علامات الإستفهام ؟؟ لأن المعلوم أن السياسي ، البرلماني أو المستشار يصبح من أصحاب الملايير في ظرف سنوات إما بنهب الميزانيات العامة التي تخصص عادة من وزارة الداخلية للمجالس الحضرية والجهوية أو من التجارة في المخدرات أو التعاطي للتهريب الدولي ..
الظهور القوي لمبارك الطرمونية في المشهد السياسي والإقتصادي بعاصمة جهة دكالة في السنوات الأخيرة ، جاء بعدما أزاح القيادي الصحراوي الكبير حمدي ولد الرشيد الأمين العام السابق لحزب الإستقلال حميد شباط وإنتخب نزار بركة على رأس القيادة العامة لحزب الميزان ..
وحسب جهات سيادية ، فإن هناك علاقات إقتصادية متشعبة كبيرة تربط بين الرجلين والسياسيين الكبيرين بحزب علال الفاسي ، لدرجة أنه بعض الأوساط الأمنية تصف البرلماني مبارك الطرمونية بمحاسب الأوحد لعائلة آل الرشيد ..
وهذا ما جعل رئيس جماعة تموح من أكبر خدام الدولة المغربية ، بعدما إستولى على مئات هكتارات الدولة مجانا بإقليم الجديدة بالجماعة ، هذا النفوذ الواسع من السلطة والملايير التي يتحكم فيها من التجارات الغير المشروعة جعلته يؤثر بشكل كبير في أجهزة الأمن الإقليمي وووكلاء النيابة العامة والقضاة بمدينة الجديدة ، بل هناك من المتتبعين السياسيين الذين يجزمون ، بأن كلمته مسموعة في كل المحاكم الإبتدائية والإستئنافية المنتشرة فوق التراب الوطني للمملكة بحكم المصاهرة الموجودة بينه ورئيس النيابة العامة الحالي ،الأستاذ حسن الداكي الذي زوج نجليته الإثنين لأبناء مبارك الطرمونية..
الأكيد ، أن هذا النفوذ الكبير والسلطة الواسعة الذي يتمتع به البرلماني مبارك الطرمونية داخل إقليم الجديدة وخارجها ، مردها الأساسي هو إشتغاله لسنوات في جهاز الدرك الملكي بالقرب من الجنرال دوكودرامي حسني بنسليمان الذي يعتبر من إحدى كبار العائلات المخزنية على مر تاريخ المملكة المرتبطة بالأسرة العلوية الحاكمة في المغرب ..
وهذا ما جعله من الدينصورات الإنتخابية والإقتصادية والسياسية الكبرى الموجودة في كل مدينة وقرية مغربية ، التي يستعملها المخزن السياسي كواجهة له منذ بداية حكم الملك محمد السادس ..
وبالتالي ، لا أجهزة الأمن المختلفة من شرطة قضائية وإستخاربات ودرك ملكي ولا النيابة العامة ولا القضاء يتدخل لمحاسبة هؤلاء على قضايا الفساد السياسي والمالي والإداري العديدة والإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي إرتكبوها ولازالوا لأنهم يخدمون الأجندات الخفية للجهات العليا ..
أي أن البرلماني مبارك الطرمونية وأبناءه ، عبد الرزاق وسعيد وعثمان رئيس أكبر جماعة، على الصعيد الوطني بأحد اولادافرج بإقليم الجديدة من خدام الدولة المغربية بإمتياز ..

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
……………………………..وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch