محسن طاليس.
“تمخض الجبل فولد فأراً”.. مثل عربي شهير، ينطبق بالمقاس على ما تعيشه مدينة فاس خلال المرحلة السياسية الحالية، والتي يترأس مجلسها الجماعي عبد السلام البقالي بلون حزب التجمع الوطني للأحرار، بقلب اشتراكي، في شخص التقدميين، وبعين البام والاستقلال، خوفا من غضبهم عليه.
جملة «تمخض الجبل فولد فأراً»، تقال كثيراً في بعض المواقف.
فما معناها؟
هذه العبارة تعني أنّ الجبل بقوته وعظمته وكبر حجمه عندما أراد أن يلد شيئاً، كان من المفترض أن يلد جبلاً مثله، لكنّه ولد فأراً!
هذا دليل عدم الإنجاز بعد توقع الكثير، وتقال هذه العبارة، أيضا، عند انتظار شيء كبير، وإنجاز عظيم، من شخصٍ أو مؤسسة أو جماعة، ولكن في المقابل لم يخرج منهم شيءٌ مفيد، ولم يكن الإنجاز بقدر الجهد والوقت الذي بذل.
في سوق الانتقالات السياسية قبل انتخابات 8 شتنبر، انتقل البقالي إلى الأحرار قادما من التقدم الاشتراكية وفي جعبته مسار فاشل من التسيير الجماعي، ولم يكن يتوقع حتى في منامه أنه سيصبح عمدة لأعرق مدن المغرب وأكثرها شعبية عبر العالم.
لم يكن يعلم التجمعيون بفاس، أن كفاحهم المستميت وعملهم لمدة 5 سنوات متتالية، سينتج شخصا ظهر ضعيفا وبمستوى سياسي هزيل، في اخر دورة للمجلس الجماعي لمدينة فاس، بغياب كلي لمشروع حزب التجمع الوطني، ليجد الاحرار بفاس أنفسهم أمام عمدة لا يحمل من الأحرار إلا الاسم، وبمنطق ومنهجية أحزاب أخرى.
يقول أقرب المناضلين من عمدة فاس الحالي، المنتمي لمقاطعة جنان الورد” “الفقيه لي تسنينا براكتو دخل الجامع ببلغتو”، ومثل شعبي أصبح التجمعيون بفاس يتداولونه على نطاق واسع بسبب ضعف العمدة الحالي، وعدم تواصله مع الهياكل التنظيمية، وفشله في تحقيق التوازن مع جميع رؤساء المقاطعات، بل حتى نوابه يشتكون من أسلوبه في العمل، كأن الرجل لم يتعلم بعد أبجديات التسيير بالمجالس الجماعية رغم السنوات الطويلة من التجربة والخبرة التي يتوفر عليها.
وصفه شباط ،عمدة فاس السابق، بالضعيف سياسيا، وقال عنه آخر: “عمدة فاس لا يعلم شيئا عن التسيير، وتحدث مقرب منه: “البقالي يغرد خارج السرب”، وهو يرد على كل هؤلاء بعصبية كبيرة.. ” أنا لي كنعرف وانا هو نخاع الديمقراطية وانا.. وانا.. في مشهد أضحك العالم بأسره”.