كيف نشأت الفرقة 192 الجزائرية ، فرقة الموت، المتورطة في قتل 200.000 مواطن جزائري والرئيس الجزائري محمد بوضياف ؟؟
في مختلف دول العالم ، هناك دولتان التي توجد بها ، فرقة الموت ، الصين الشعبية، والجزائر التي سمتها الفرقة ” 192 ” .
ولقد تم إكتشاف جرائم فرقة الموت هاته بعد الأحداث الأليمة التي وقعت في سنة 1988 ، والتي كان من ضحاياها الأوائل ، المطرب القبائلي ، المعطوب وناس والقيادي بالصف الأول بالجبهة الإسلامية للإنقاذ ، المهندس محمد عبد القادر حشاني .
للعلم ، أن الفرقة 192 المسماة ، فرقة الموت، الجزائرية تأسست على يد كل من الجنرالات التالية أسماءهم ، العربي بلخير ومحمد مدين ، الملقب بتوفيق ، ورئيس قيادة أركان العامة للجيش الشعبي السابق ، إسماعيل العماري . وكان من مهامها الأساسية قتل الضحايا بطريقة أسرع و دون ترك الآثار .
ولقد بدأ عنف فرقة الموت ، الفرقة 192 ، في سنة 1994 بعد إنتهاء التدريبات الخاصة لهذه العناصر الأمنية المحترفة .
وبالأخص ، حين بدأ الصراع مع الجماعات الإسلامية المسلحة ” G.I.A ” ، وكان أول من أغتيل على يد هذه الفرقة العسكرية هما ، محمد سعيد وعبد الرزاق رجام سنة 1995 .
وحسب مصادر الإستخبارات العسكرية الفرنسية، فإن الفرقة 192 كانت وراء إغتيال ما يقارب 200.000 مواطن جزائري إبان الحرب الأهلية الجزائرية التي إندلعت بين الإسلاميين والنظام العسكري الحاكم في الجزائر في بداية التسعينات حين تم إلغاء النتائج البرلمانية الجزائرية التي فازت بها جبهة الإنقاذ الإسلامية.
لكن أكبر جريمة نفذتها فرقة الموت هي إغتيال الرئيس الجزائري السابق محمد بوضياف الذي كان مقيم لسنوات بالمغرب.
ومن الشخصيات الأمنية والعسكرية التي حاولت إزالة الفرقة 192 من الوجود وتفكيك عناصرها ، هو العقيد قاصدي مرباح ، الذي ولد في 16 أبريل 1938 بمدينة فاس المغربية ، لأسرة أمازيغية ، تنحدر من منطقة آيث لحسن بأعالي بني يني بمنطقة القبائل ، عسكري جزائري يعد من أهم الأسماء التي ساهمت في تأسيس جهاز المخابرات الجزائري منذ إستقلال الجزائر سنة 1962 .
هذا الجهاز الذي كان يعرف أنذاك بالأمن العسكري ،( S.M.) ، بالموازاة مع تولي أحمد بن بلة رئاسة الجزائر ، وبومدين قيادة الأركان ووزارة الدفاع الوطني .
وكان قاصدي مرباح من أشد المقربين من الهواري بومدين ، ومؤيديه خلال إنقلاب سنة 1965 على الرئيس بن بلة ، وهو سر تمسك بومدين بمرباح وإبقائه على رأس جهاز الأمن العسكري حتى سنة 1979 ، حيث استبعد بعد وفاة بومدين إثر مرض مفاجئ ، رغم دعمه لفكرة تولي الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية خلفا لبومدين .
ولهذا تشبت به الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد ، الذي عينه على رأس عدة قطاعات وزارية كالصناعات الثقيلة ثم الزراعة والصيد البحري ، لدرجة أنه وصل لرئاسة الحكومة الجزائرية . وهذا هو جوهر الخلاف بين الجنرال العربي بلخير والعقيد قاصدي مرباح الذي طالبه في عدة مرات تفكيك الفرقة 192 بسبب الخطر الذي تمثله على مصالح الدولة الجزائرية العليا .
وبلغ الصراع بينهما لدرجة انه لم يعد يسمح له بلقاء الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد ..
ورغم هذه الصعاب، لم يبقى قاصدي مرباح مكتوف الأيدي ، إذ نجح في في إحداث إنشقاق كبير بين صفوف ضباط الفرقة 192 البالغ عددهم 82 الذين أسسوا حركة الضباط الوطنيين الذين كانوا المستائين من عمليات التصفية التي قامت بها فرقة الموت الجزائرية . ولهذا لأول مرة أسست داخل الجيش الشعبي الجزائري خلية الحكيم بقيادة كل من قاصدي مرباح والجنرال محمد الظواهري والسعيدي فاضل صحبة بعض الضباط الوطنيين . وكانوا يعقدون لقاءاتهم وإجتماعاتهم خارج وزارة الدفاع الجزائرية .
وبقيت سرية من سنة 1993 لغاية 1997 ، وبعد ذلك خرجت للعلن . ومن الضباط الوطنيين الذين أسسوا هذه الخلية ، الجنرال محمد توابيح والعقيد الهاشمي الذين أغتيلوا على يد عناصر الفرقة 192 بمدينة بشار سنة 1998 . وفي أواخر سنة 1998 سيظهر في المشهد السياسي الجزائري بوتفليقة الذي كان توارى للوراء بعد الأحداث الدامية التي شهدتها الجزائر بعد إلغاء الأنتخابات البرلمانية وسيطرة العسكر على القرار السياسي . وحين أنتخب بوتفليقة كرئيس للجزائر، كان أول قرار إتخذه إحالة الجنرال محمد مدين ، الملقب بتوفيق ، المدير العام لجهاز الإستعلامات العامة على التقاعد ، وتعيين بدله المستشار الأمني للرئيس البشير طرطاق مديرا عاما لهذا الجهاز الإستعلاماتي . دون أدنى شك ، أن الفرقة 192 متورطة في كل الجرائم المجهولة التي شهدتها الجزائر خلال الحرب الأهلية ، والذي كان مهندسيها الثلاثي ، الجنرال العربي بلخير ، والجنرال إسماعيل العماري ، والجنرال محمد مدين الذي سنخصص له تحقيقات ميدانية متتالية عن من هو الجنرال توفيق ؟؟؟ ، رجل الظل في المخابرات الجزائرية .
المملكة أمام عصابة إجرامية بكل المقاييس مكونة من الجنرالات العسكريين الذين خططوا ونفذوا في صمت وبهدوء وبدم بارد قتل أكثر من 250.000 مواطن مدني جزائري ، فما بالك ماذا يمكن أن يفعلوا للشعب المغربي إذا أحسوا أن المملكة المغربية ضعيفة سياسيا وعسكريا ؟؟
نور الدين الزياني / هولاندا..