لتوسيع التطبيع وتجارة الأسلحة: إسرائيل تتجنّد لمساعدة السودان… الكيان يفرِض ستارًا مُكثفًا على بيع الأسلحة وألف شركةٍ تُسوِّقه! هل الخرطوم أصبحت زبونًا لإذكاء معركة البرهان وحميدتي؟

Advertisement

الناصرة- من زهير أندراوس:
من سخريات القدر أنّ دولة الاحتلال الإسرائيليّ تُعرِب عن استعدادها للمُساعدة في السودان عقب الأحداث المؤسفة التي ألمّت في البلاد مؤخرًا، وفي هذا السياق، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة إنّ وزير الخارجية إيلي كوهين شدّدّ في أثناء النقاش الخاص الذي نظّمه الأمين العام للأمم المتحدة، بهدف جمع مساعدة إنسانية دولية للسودان، على التزام إسرائيل العمل على تحقيق التهدئة في السودان، وعلى العلاقة القائمة بين الدولتين منذ زيارته إلى السودان ضمن إطار توسيع دائرة التطبيع وتعميق اتفاقات أبراهام.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الصحيفة، أعرب كوهين عن استعداد بلاده للمشاركة بصورة فعالة مع شركاء آخرين في إعادة بناء مخزون الغذاء في السودان وتأمين الموارد الضرورية. ومما قاله كوهين في الجلسة: “نحن نعمل كي نكون شركاء كاملين في الازدهار والاستقرار الإقليمي من خلال المشاركة في مؤتمر يهدف إلى تقديم المساعدة الإنسانية إلى السودان مع زعماء آخرين من دول المنطقة ومن خارجها”، على حدّ تعبيره.

وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قالت في بيانٍ رسميٍّ في الـ 23 من شهر شباط (فبراير) الفائت إن الجانبين الإسرائيلي والسوداني وضعا اللمسات النهائية على اتفاق لتطبيع العلاقات، ومن المتوقع إقامة مراسم التوقيع عقب نقل السلطة من الجيش إلى حكومة مدنية في الخرطوم.
وجاء هذا الإعلان بعد أنْ قالت وزارة الخارجية السودانية إنّه تمّ الاتفاق خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيليّ إيلي كوهين على “المضي قدمًا في سبيل تطبيع علاقات البلدين”.
جديرٌ بالذكر أنّه بعد عقود من عدم الاعتراف، تعهد السودان باتخاذ خطوات تجاه العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في إطار اتفاق أبرم عام 2020 بوساطة إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب إلى جانب اتفاقات تطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب المعروفة باسم (اتفاقيات إبراهيم).
وزيارة كوهين للخرطوم هي الأولى لمسؤول إسرائيلي يعترف بها السودان رسميًا على الرغم من زيارات متبادلة من مسؤولين من البلدين في السنوات القليلة الماضية، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيانها إنّه “خلال الزيارة التي تمت بموافقة الولايات المتحدة، وضع الطرفان اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق”.
وأضافت الخارجيّة الإسرائيليّة إنّه “يتوقع اتمام مراسم التوقيع بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها في إطار عملية الانتقال الجارية في البلاد”.
وقال ليئور خيّاط، المتحدث باسم وزارة الخارجية الذي شارك في الوفد “نحن بالتأكيد نتطلع إلى توقيع الاتفاق ومن ثم وجود ممثلين دبلوماسيين في كل من إسرائيل والسودان، ولم نصل بعد إلى مرحلة اتخاذ قرار بشأن السفارة هنا وهناك”.
وقال مكتب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنّ كوهين بحث مع البرهان سبل تعزيز آفاق التعاون بين البلدين في الشؤون الأمنية والعسكرية وكذلك في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم.
ويُشار في هذا السياق إلى أنّه يُنظر إلى جيش السودان على أنّه مَنْ بادر بالتحرك لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتولى الجيش زمام الأمور في البلاد منذ انقلاب في عام 2021 ولكنه يقول إنّه يعتزم تسليم السلطة إلى حكومةٍ مدنيّةٍ.
وتوافقت المحافل الإسرائيلية على أنّ اتفاقيات التطبيع الأخيرة مع البحرين والإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب، و”العلاقات السرية” مع دول عربية أخرى، ستزيد من صفقات بيع السلاح الإسرائيلي في المنطقة، لأنّ المزيد منها سيُباع للدول “المطبعة”، فأموالها كثيرة، وتسعى لترقية جيوشها، وفق محدد أساسي عنوانه أنّ التفوق الأمنيّ والعسكريّ الإسرائيليّ لن يتضرر.
وتفرض إسرائيل ستارًا ثقيلاً من التعتيم الأمني على صفقات الأسلحة، لكن الحديث يدور حول وجود ألف شركة إسرائيلية تعمل في بيع السلاح، ودأبت على إبرام صفقات ضخمة حول العالم، ولكن حتى اللحظة لم تُنشر معلوماتٍ مؤكّدةٍ عن قيام إسرائيل ببيع السودان الأسلحة، لكن ما أقّرت به إسرائيل هي بيعها للأسلحة في دارفور وجنوب السودان.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.