قال عبد السلام لعزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي المندمج في فيدرالية اليسار إن البلاد تعيش على وقع استمرار مظاهر الأزمة، والتراجعات الحقوقية، مقابل توسع المقاربة الأمنية، وطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
واعتبر لعزيز في كلمة خلال المؤتمر الاندماجي لفيدرالية اليسار أمس السبت أن البلاد تعيش على وقع استمرار مظاهر الأزمة التي تعود في عمقها لاختلالات بنيوية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهو ما فضحته الأزمة الصحية.
وأضاف أننا نعيش اليوم على وقع الاستغلال المفضوح للأزمات المتتالية والعودة القوية للسلطوية من خلال ضرب الحقوق والحريات والتضييق على كل أشكال التعبير عن الرأي ومنع وقمع الاحتجاجات السلمية حول المطالب الاجتماعية والقضايا المجتمعية.
وعلى المستوى السياسي، سجل لعزيز أن الدولة تعيد إنتاج نفس المقاربات من خلال إعادة رسم الخرائط الانتخابية وصنع الاصطفافات الحزبية وخلق التوازنات المرحلية والهشة ورسم سيناريوهات تحدد دور الفاعلين بشكل يخدم منطق الدولة الاستبدادية في مشهد يزيد من نفور المواطن من السياسة.
واعتبر أن النخب السياسية السائدة أصبحت أكبر من يسيء للسياسة بانبطاحها وخضوعها للمصالح الشخصية وإرادة المخزن، ويبدو ذلك واضحا من خلال التراجعات الحقوقية والعودة القوية للمقاربة الأمنية في تدبير كل القضايا.
وطالب لعزيز بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية سياسية وأساسا معتقلي الحراكات الشعبية والصحافيون والمدونون.
كما لفت إلى أن الحكومة الحالية امتداد لسابقاتها من حيث الاختيارات والسياسات والمقاربات التي تخضع لاستراتيجيات معدة سلفا وخارج المؤسسات المرتبطة بصناديق الاقتراع، أصبحت معبرا واضحا عن الرأسمال الريعي ولوبيات الفساد.
وخلص إلى أن هذا الواقع يتطلب المزيد من الجهد لبناء يسار قوي قادر على القيام بمهامه التاريخية الديمقراطية، وأكد أن محطة المؤتمر الاندماجي رغم أهميتها التاريخية ما هي إلا حلقة في مسلسل يستمر لتجميع كل قوى اليسار المناضل ومن يؤمنون بضرورة التغيير الديمقراطي الحقيقي.