لماذا أجاب بايدن بـ “لا” رداً على سؤال حول إمكان تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب؟ وما سر الابتسامة التي علت وجهه.. صادقة أم مزيفة؟! علماء النفس يجيبون
مبتسما أجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن ب ” لا” عن سؤال عن إمكان تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب، وذلك أثناء رد للصحفيين لدى وصوله إلى البيت الأبيض.
بايدن كان يهم بالدخول إلى البيت الأبيض عندما طرحت عليه إحدى الصحفيات سؤال نصه: “هل يجب تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب؟”، ليجيب بايدن بـ”لا”، بينما علت وجهه ابتسامة خفيفة مع نظره باتجاه الصحفية.
الصحفية نفسها سألت الرئيس الأمريكي بعدها: “لمَ لا يا سيدي الرئيس؟”، لكنه تجاهل الإجابة ، وواصل المسير.
صادقة أم مزيفة؟
السؤال الذي فرض نفسه: هل كانت ابتسامة بايدن صادقة أم مصطنعة؟
فالابتسامة الصادقة حسب علماء النفس هي تلك التي تظهر فيها تجاعيد العين وحول الشفتين بشكل متساوٍ، وكذلك تكون الابتسامة الصادقة على شكل wave.
بمعنى أن الإنسان الذي يبتسم ابتسامة صادقة يبتسم بشكل تدريجي،والأهم أنه ينهيها أيضا بشكل تدريجي ولا يتوقف عن الابتسام فجأة.
أما الابتسامة المزيفة أو المصطنعة فهي التي تظهر على الشفاه فقط دون ظهور أي تعبيرات للوجه على الجزء العلوي منه، وكذلك لا تظهر الأسنان في تلك الابتسامة المزيفة، وغالبا يخفي الشخص خلف هذه الابتسامة مشاعر أخرى سلبية.. كالخوف أو الحزن، الغضب، الضيق.
لا تجرؤ أمريكا على تصنيف روسيا كدولة إرهابية؟
برأي السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق فإن أمريكا لا تجرؤ على تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب، مشيرا إلى أن أمريكا باقية على هوامش علاقات مع الدول العظمى،ومنها روسيا.
وأضاف الأشعل لـ “رأي اليوم” أن أمريكا هي التي ترعى الإرهاب فهي التي صنعت داعش والقاعدة وسواهما.
وقال إن أمريكا لو أقدمت على تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب، فإن ذلك سيترتب عليه سلوك أمريكي ،مستبعدا حدوث ذلك.
وقال إن روسيا مصرّة على تغيير النظام الدولى، وأمريكا والغرب مصرّان على استمراره،واصفا المعركة بأنها معركة عض أصابع.
ووصف الأشعل تصريحات الرئيس الأوكراني زيلنسكي بأنها حادة ، مفسرا ذلك بقلة خبرة الرئيس الأوكراني.
ووصف الأشعل قطع الغاز عن أوروبا بأنها الورقة الأخيرة،متوقعا استمرار الصراع لأمد طويل، لأنه صراع سياسي وايديولوجي.
وخلص إلى أنه لا توجد إرادة دولية لإيقاف الحرب.
حسناً فعل
من جهته قال د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية الرئيس الامريكي جو بايدن فعل خيرا برفضه الانصياع لضغوط الكونجرس عليه بتحريض مباش ومستمر من الرئيس الاوكراني زيلينسكي ، لإدراج روسيا علي قوائم وزارة الخارجية الامريكية للدول الراعية للارهاب في العالم.
وأضاف أنه لو أقدم على هذه الخطوة الحمقاء والمتهورة ، لكانت هذه هي إحدى أكبر سقطاته في ادارته لسياسة امريكا الخارجية، وأكثرها كارثية لما سوف تجلبه من مضاعفات عنيفة بالنسبة لاستقرار النظام الدولي ، ولأنه سوف يعقبها علي الفور قطع روسيا لعلاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكية ، وهو ما لم يحدث حتي خلال اسوأ فترات الحرب الباردة القديمة.
وقال إنه في ظل هذا المناخ المتدهور بشدة من العلاقات الغربية الروسية ، ومن العلاقات الامريكية الصينية ، ومن الأزمات الإقليمية والدولية الساخنة في كل مكان في العالم ، لم يكن لينقصها اقدام امريكا علي تفجير ازمة عالمية جديدة بتصنيفها لروسيا ، وهي ركيزة اساسية ومهمة من ركائز التوازن والاستقرار الدولي ، كدولة راعية للارهاب ، وهي الدولة التي لا سجل لها في دعم الارهاب الدولي في اي صورة يمكن ان تؤخذ عليها.
وقال إن إن تصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب- لو حدث- لانطوى على مغالطات وافتراءات لا أساس لها ، وعلى كذب وتضليل دعائي ممنهج ، ويعبر عن مشاعر عدائية بالغة الحدة والتطرف في التعامل معها بما لا يليق بوضعها ومكانتها كقوة دولية عظمي لها ثقلها الدولي الكبير علي كافة الأصعدة الامنية والاستراتيجية والسياسية والاقتصادية كما برهنت على ذلك أزمات الطاقة والغذاء الأخيرة التي تكاد تدمّر أوروبا وتضعها على حافة كارثة اقتصادية وانسانية حقيقية.
وقال إن مشاركة روسيا في حل العديد من الأزمات الدولية والاقليمية باتت أمرا لا غنى عنه، مؤكدا أن هذه حقيقة لا ينقصها اعتراف أحد بها،لأنها تفرض نفسها علي العالم فرضا.
وقال مقلد إن هذا الذي يثيره الكونجرس ويحرّض ادارة بايدن على احتضانه وتبنيه ، هو إجراء يقصد منه احكام عزلة روسيا الدولية ، وبث الكراهية لها بتشويه صورتها وتسخين مشاعر العالم ضدها ، وهو ما يعتقد الكونجرس أنه سيؤدي الي مقاطعتها وإضعافها وتأزيم أوضاعها ، وتضيبق خياراتها ، وتحجيم دورها ، وخنقها ، وضرب مصالحها الدولية في الصميم بقطع روابطها مع الخارج كدولة راعية للارهاب ، الخ.
وقال إن ما تفاجئنا به امريكا كل يوم من سياسات تصعيدية مستفزة تشعل فتيل التوتر والصراع في العالم وتزيده انقساما وتباعدا عن بعضه ، في غياب تهديد حقيقي لأمنها القومي ولمصالحها العليا كقوة كونية عظمي .
وأنهى مؤكدا أنها حرب باردة من نوع جديد وخطير لن تترك جبهة واحدة في العالم إلا وسوف تمتد اليها ، لافتا إلى أنها حرب منفلتة في إدارتها ولا عقلانية في اسبابها وحساباتها ويمكن ان تذهب بعيدا في تطرفها وهوجها وفي سرعة اشعالها للحرائق والنيران والازمات في كل مكان .
وأردف: من يدري ما الذي يمكن ان يحدث غدا فيما اذا انتقل هذا الهوس الهستيري ضد روسيا والصين من الكونجرس الي البيت الابيض ليضع العالم وقتها على حافة حرب نووية مدمّرة قد لا تقوم له بعدها قائمة.
الخوف
في ذات السياق ذهب البعض إلى أن الخوف فقط هو الذي دفعه لقول هذا الكلام مثل مافعل سابقا ،ومنها غلطة تغيير الحكم في روسيا وتراجعه عنها بسرعة ووضوح.
وماذا عن بلاك ووتر؟
آخرون لم يجدوا سوى السخرية من بايدن، قال قائل منهم: بلاك ووتر و فاغنر ليست منظمات إرهابية سيادة الرئيس، إنها منظمات خيرية تنشر المحبة و البهجة على شعوبنا في الشرق الأوسط، أليس كذلك؟!!