لماذا إلتزم ممثلو إمارة المؤمنين داخل المغرب وخارجه الصمت إزاء الرسوم الكارياتورية المسيئة للرسول الأعظم محمد ؟ ولماذا لا أحد تجرأ على إنتقاد الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في إهانته للإسلام والمسلمين ؟

Advertisement

فرحان إدريس…

العديد من المهتمين بالشأن الديني لمغاربة العالم يتساءلون لماذا ممثلي إمارة المؤمنين بالمغرب داخل أرض الوطن وخارجه إلتزموا الصمت المطبق إزاء الرسوم الكاريكاتورية المسئية للرسول ألأعظم محمد ؟؟ بينما كانوا أول المنددين بجريمة مقتل الأستاذ الفرنسي صامويل باتي الذي عرض تلامذته على نفس الرسوم المنشورة في مجلة شارل إيبدو وقتل بعد ذلك على يد أحد الشباب المسلمين الشيشانيين ..
ألا يعتبرهذا السلوك مسا بمقدسات مليار ونصف من المسلمين ؟؟ ولماذا هؤلاء يكتبون مقالات فورية عقب العمليات الإرهابية التي وقعت مؤخرا في بعض المدن الفرنسية ؟؟
لماذا لا يدينون بشكل فوري السلوك العنصري للرئيس الفرنسي الذي أكد في جنازة المعلم الفرنسي المقتول بأنه مع حرية التعبير ونشر الرسوم المسيئة للنبي محمد (ص) ؟؟ لماذا لا تجرؤ مجلة شارل إيبدو على نشر رسوم مسيئة للنبيين عيسى أو عليها السلام على سبيل المثال بإسم حرية التعبير ؟؟ لماذا حرية التعبير بلاحدود بالغرب عموما مسموحة فقط لمهاجمة المسلمين المقدسات الإسلامية عموما ؟
إمارة المؤمنين بالمغرب لها إمتداد تاريخي يصل لما يقارب 1200 سنة وشملت مؤخرا بعض الدول الإفريقية المسلمة بتأسيس ما يسمى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ، لماذا ممثلوها داخل المغرب وخارجه لم يتجرأوا على إنتقاد الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الذي أهان الإسلام بوصفه بالإرهاب والفاشية والمسلمين بالمتطرفين ؟؟ لماذا صمت علماء المغرب يبنما تكلم أساقفة فرنسا حين صرحوا بأن حرية التعبيرلها حدود فيما يخص الرموز الدينية سواء كانت مسيحية أو إسلامية أو يهودية أو غيرها ؟
ولا نتحدث بطبيعة الحال عن ممثلي إمارة المؤمنين فرنسا ، محمد الموساوي رئيس إتحاد مساجد الذي تبنى بشكل كامل رؤية الرئيس مانويل ماكرون الفرنسي لإصلاح الشأن الديني الإسلامي بالديار الفرنسية والعربي مرشيش عميد المسجد محمد السادس بسانت اتيان وخليل مرون المسؤول الأول عن مسجد إيفري الموجود بضواحي العاصمة الفرنسية باريس ..
هؤلاء كلهم لم نسمع لهم ولو صوت واحد معاكس لما نطق به من رئيس الجمهورية الفرنسية من إهانات وإتهامات غير مسبوقة إتجاه الإسلام والمسلمين وتأييده لنشر الرسوم المسيئة للنبي محمد(ص) ..
وفي إتصال هاتفي مع أحد النشطاء في الحقل الديني بفرنسا حول لماذا هناك صمت رهيب من طرف الأئمة والدعاة إتجاه ما يتعرض له الإسلام والمسلمين بفرنسا ؟؟
أجاب بالحرف الواحد : مع الأسف لم تعد توجد هنا حرية التعبير بفرنسا لأن جهاز الإستعلامات الفرنسي يراقب كل ما يكتب من صغيرة وكبيرة و من تعليقات حول الأحداث الأخيرة لاسيما بعد مقتل المعلم صامويل باتي ، وبالتالي يصنف كل واحد حسب ما يدون في مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ، وزاد هناك فعلا إرهاب حقيقي يمارس من طرف الدولة الفرنسية على جميع الأصعدة والمستويات ضد المسلمين الفرنسيين ولاسيما المنحدرين من أصول أجنبية ..والكل مهدد بفقدان الجنسية والترحيل لبلده الأصلي ..
لهذا لا أحد يتجرأ على معارضة المقاربة الكارثية للرئاسة الفرنسية الحالية التي كانت السبب الرئيسي في العمليات الإرهابية الأخيرة لشباب فرنسي مسلم غير مؤطردينيا وضحية للفكر الإسلامي المتطرف ..
المشكل هو الدولة الفرنسية سمحت بنشر الرسوم الساخرة من الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم ) دون أن تحسب الردود الفعلية لما يقارب ستة ملايين مسيم فرنسي أغلبيتهم من الشباب ..
وشجعت ما قام به المعلم صامويل باتي بعرض هذه الرسوم المستفزة على تلامذته بالقسم ، على عكس ما فعلت السلطات البلجيكية التي أوقفت عن العمل معلم بلجيكي قام بنفس السلوك لحين عرضه على المجلس التأديبي بالمؤسسة التعليمية ..
الغريب ، أنه لم يسمح في ربوع المملكة لخروج مظاهرات سلمية للتنديد بتصريحات الرئيس الفرنسي العنصرية حول الإسلام والمستفزة لمشاعر المسلمين حول نبيهم العظيم , مما يؤكد أنه هناك طبقة سياسية فرانكفونية تمسك بزمام السلطة على جميع الأصعدة والمستويات لا تسمح بأن تتضرر صورة وسمعة الجمهورية الفرنسية داخل المغرب وخارجه ، وهذا ما يفسر خروج البيان الإعلامي لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج حول الرسوم المسيئة للرسول صلوات الله ربي وسلامه عليه بعد مرور خمسة أيام ..
ونختم بأسئلة حول قضية نشر الرسوم الساخرة للرمزالأعظم والمقدس لهذه الأمة الإسلامية محمد (ص) ؛ يا ترى لو نشرت مجلة شارل إيبدو رسوم ساخرة ومسيئة للحكام العرب والمسلمين ،كيف كانت ستكون ردة فعلهم ؟؟ وكيف كان سيتصرف مسؤوليها إتجاه هذه الحادثة المفترضة ؟؟ هل كانوا سيصمتون كما صمتوا إتجاه الرسوم الساخرة والمسيئة للرسول محمد ؟؟ هل كانوا سيدعمون مقاطعة البضائع والمنتجات الفرنسية في دولهم وفي كل مكان ؟؟ وهل صحيح أنهم كانوا سيقيمون والدنيا ويقعدونها من أجل رد الإعتبار لحكامهم ؟؟ ألهذه الدرجة أصبح الرسول محمد سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلوات والسلام رخيصا في نظر العلماء والمسؤولين وحكام العرب والمسلمين على السواء ؟؟

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي…

……………………الكتابة الخاصة لسي ياسين المنصوري ..
…………………….رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
…………………….وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
……………………..وزارة الجالية والهجرة
……………………..المجلس العلمي الأعلى بالرباط
……………………..وزارة المالية
…………………….مجلس الجالية
…………………….مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….للسفارات المغربية بالخارج ..

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.