لماذا البنية السرية الحاكمة الفعلية في مملكة محمد السادس تريد قتل الأستاذ سليمان الريسوني أمام أعين العالم ؟ و ما هذه الوقاحة للمندوب العام للسجون المغربية محمد صالح التامك ؟ وكيف يمارس الكذب والتضليل الإعلامي على الرأي العام المغربي ؟
فرحان إدريس..
الشعب المغربي داخل أرض الوطن وخارجه يتابع بألم هذه المجزرة القضائية التي ترتكب طوال أكثر 12 شهرا في حق الصحفي الجريء الأستاذ سليمان الريسوني بسبب مقالاته النقدية للمديرية العامة للأمن الوطني والديستي التي يوجد على رأسها السيد عبد اللطيف الحموشي ..
هذا الصحفي الذي يعتبر من أفضل كتاب الإفتتاحيات اليومية في الصحافة الورقية في عصرنا الحالي بعد توقيف الأستاذ توفيق بوعشرين مؤسس جريدة ” أخبار اليوم ” ومدير النشر بها ، يخوض منذ أكثر من خمسين يوما إضرابا على الطعام بسبب إيمانه بالظلم الذي تعرض له من طرف البوليس السياسي ، الديستي والنيابة العامة بالدار البيضاء ..
إعتقال تعسفي من طرف الفرقة الولائية للشرطة القضائية التي يرأسها الضابط الإدريسي المالك للعقارات العديدة بمدن جهة الدار البيضاء وسطات وحسابات بنكية بالملايين لمجرد تدوينة لمثلي مجهول إتهمته بالإحتجاز والعنف ومحاولة الإغتصاب الجنسي ..
لكن الأغرب من كل هذا أن يقوم المندوب العام للسجون المغربية القيادي السابق بجبهة البوليساريو محمد صالح التامك الإنفصالية الذي حارب لعقود من الزمن الوحدة الترابية للمملكة المغربية بالكذب على الرأي العام المغربي والدولي بأن الصحفي البطل الاستاذ سشليمان الريسوني لا يخوض إضرابا على الطعام منذ أكثر من 52 يوما ، وأنه في الزيارة الأخيرة التي قامت بها زوجته الناشطة الحقوقية خلود المختاري مع نجله هشام بأنه رفعه بين يديه ، وكان يبدو في صحة جيدة خلافا للأخبار التي تتدوالها بعض الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة بأنه على حافة الموت القريب..
وإدعى السجان رقم بالمغرب بأن زوجة سليمان طالبته في اللقاء بأن يستمر في إضرابه على الطعام حتى يخرج إما للقبر أولإقامته بالدار البيضاء ..
كيف يعقل أن يكذب مسؤول سامي على سجين يخوض منذ ما يقارب شهرين معركة الأمعاء الخاوية من أجل الحصول على محاكمة عادلة ؟؟ وكيف يستغل القنوات العمومية التي يمولها الشعب المغربي من أجل أن يصرح بأكاذيب لا أساس لها من الصحة ؟؟ الكل يعرف أن عائلة الريسوني بما فيهم على الخصوص زوجته خلود المختاري لطالما صرحت في وسائل الإعلام المختلفة زوجها الصحفي المضرب على الطعام بأن يتوقف نزولا لخاطر إبنه هاشم ، وناشدته في وقفات إحتجاجية على منصات وشبكات التواصل الإجتماعي بأن يوقف معركة الأمعاء الخاوية ، مخبرة إياه بأن رسالته وصلت للجهات المعنية وساندها في هذا الرجاء العديد من الصحفيين والإعلاميين والحقوقيين الوطنيين الشرفاء المعدودين على الأصابع ، فاطمة الإفريقي ، الدكتور محمد الشرقاوي وغيرهم ..
كيف يعقل أن يمارس السجان رقم بالمملكة هذا الدور السياسي في تغليط الرأي العام المغربي والدولي في قضايا الصحفيين المعتقلين سليمان الريسوني وعمر الراضي ؟
الكل يعرف داخل المغرب وخارجه أن هؤلاء الصحفيين إعتقلوا بسبب مقالاتهم النقدية لمسؤولي الأجهزة الأمنية ، الأمن الوطني والبوليس السياسي ، الديستي ..
الأكيد ، أن البنية السرية التي تحدث عنها المؤرخ الأكاديمي والأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي الكبير المعطي منجب هي وراء إعتقال العديد من الصحفيين والنشطاء الحقوقيين ورميهم وراء خلف القطبان.
ولا شك أن المندون العام للسجون المغربية محمد صالح التاك هو أحد الأعضاء هذه البنية السرية التي تضم كل العلما نيين اللائكيين من مستشارين ملكيين ورجال أعمال ومسؤولين أمنيين وإستخباراتيين وأمناء عامين لأحزاب سياسية وصحفيين وإعلاميين ، وهذا ما يفسر هذا الصمت المطبق للنقابات الصحفية المهنية في إدانة هذه المجازر الأمنية والقضائية في حق الصحفيين وكتاب الرأي ..
الجديد هو التحرك الأخير للنقابة الوطنية للصحافة التي حاولت تنظيم ندوة وطنية حول حرية الرأي والتعبير في الصحافة بمدينة الرباط لكن زوارة الداخلية منعتها بشكل رسمي بحجة الإجراءات الإحترازية لإنتشار جائحة كورونا ..
يعني ، أن الرسالة المباشرة الموجهة لقطاع الصحافة والإعلام من طرف البنية السرية الحاكمة الفعلية بالمغرب الحالي هو ممنوع التضامن مع الأستاذ سليمان الريسوني والصحفي الإستقصائي عمر الراضي، الذين يخوضون حربا بالوكالة عن الشعب المغربي قاطبة ضد الإستبداد والقمع الأمني الممنهج من أجل حرية الرأي والتعبير بالمملكة ..
ومن أجل ممارسة عملية ذر الرماد في العيون ، إلتقت لجنة من النقابة الوطنية للصحافة مع الصحفي سليمان الريسوني بالمركز الصحي الذي يركد فيه منذ أيام وطالبته بوقف عملية الإضراب على الطعام ..ماذا يمكن القول لأعضاء البنية السرية المعروفين وأولئك الموجودين وراء الكواليس ، لماذا يرمون خلف القطبان كل الأقلام الوطنية الحرة بفبركة تهم غير موجودة ، الإغتصاب الجنسي ، الإتجار بالبشر وغسيل الأموال والتخابر مع جهات أحنبية ؟
بينما يدفعون في الواجهة الإعلامية العاهرات والشواذ الجنسي لتصدر المشهد الإعلامي المغربي المرئي منه والسمعي والورقي والإلكتروني ؟ والأمثلة عديدة ولا داعي لحصرها ، لدرجة تجد أن الداعين للتطبيع مع الكيان الصهيوني أصبحوا يسيطرون على مناصب القرار بالدولة المغربية سواء على المستوى السياسي أوالقضائي أو الإعلامي أو السيادي ، الأمني منه والإستخباراتي ..
فعلا سليمان الريسوني وعمر الر اضي والنشطاء الحقوقيين الموجودين في مختلف السجون المغربية سيبقون في وجدان الشعب المغربي داخل أٍرض الوطن وخارجه ، لأنهم يقدمون أنفسهم كضحايا قربان من أجل إستعادة حق حرية الرأي والتعبيروضمان إستمرارية الصحافة المستقلة المفقودة في مملكة محمد السادس ..
ما يحز في القلب ، هو هذا الخنوع والصمت والإستسلام لقرارات البنية السرية في المغرب ، وأن أربعين مليون مغربي داخل أرض الوطن ما بين ستة إلى عشرة ملايين سنة من مغاربة العالم لم يخرجوا في مظاهرات عارمة بكل المدن والقرى المغربية والأوروبية للمطالبة بالحرية الفورية لسليمان الريسوني وعمر الراضي والنشطاء الحقوقيين الآخرين ..
لكن الأكيد ، أن إنتصار المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس بقطاع غزة على أكبر جيش بمنطقة الشرق الأوسط ، قوات الإحتلال الإسرائيلي ، سيزرع روح المقاومة من جديد في كل طبقات الشعب المغربي لتخرج في مظاهرات غير مسبوقة للإطاحة بمشروع الإستبداد الأمني والقضائي والسياسي التي تنهجه منذ سنة 2013 البنية السرية في العهد الملكي الحالي ..
يتبع..
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch