لماذا لم يتم مداهمة باقي محلات التدليك والمساج المعروفين والشقة الموجودة في عمارة رحاب فاس المملوكة للسيدة ش ؟؟ وهل هي فعلا محمية من مصلحة أمنية بولاية أمن فاس ؟؟
في الأسبوع الماضي، قامت عناصر الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمداهمات أمنية لمحلات التدليك والمساج والحمامات السرية المختصة في الدعارة..
وتحدثت المصادر بولاية الأمن بفاس عن إقتحام ما بين 6 إلى 10 محلات كانت تحت مجهر التحقيقات الأمنية لأشهر مما اسفر عن إعتقال العديد من المتورطين وعرضهم في الأيام الماضية على أنظار النيابة العامة بمحكمة الإستئناف بفاس..
لكن حسب شهادات حية لشهود عيان ، فإن هناك مايقارب ما بين 35 إلى 45 من محلات التدليك والحمامات السرية والشقق الخاصة التي لم تخضع لحد الآن للمراقبة الأمنية..
ما يطرح تساؤلات عديدة حول المعايير والمقاييس المعتمدة في المداهمات الأمنية الأخيرة ؟؟ وهل فعلا صحيح ما يروج ان هذه المحلات والشقق تحظى بحماية أمنية خاصة ؟؟
فمثلا ، هناك شقة في عمارة رحاب فاس في أرقى شارع بالمدينة الجديدة، مقاطعة أكدال ، تديرها سيدة تدعى، ش. تشغل مجموعتين من الفتيات تتراوح أعمارهم مابين 18 إلى 30 سنة، المجموعة الأولى في الصباح، الثانية في المساء يستقبلن الزبناء بكل راحة في منطقة لا تبعد عن ولاية الأمن بفاس بمئات الأمطار.
وكل الفتيات يجلسن في المقاهي الموجودة بجنب العمارة لحين حضور الزبائن.
هذه السيدة التي كانت شريكة لسنوات مع موظف جماعي بمدينة فاس في محل التدليك والمساج كان موجود في منطقة البوكي يدر عليهما شهريا ما يقارب 25.000 إلى 40.000 الف درهم..
وفي هذا الإطار إتصلت إحدى الفتيات بالإدارة العامة لموقع ” الشروق نيوز 24 ” التي عملت بهذا المحل تحكي تفاصيل تعرضها للإغتصاب الجنسي على يد هذا الموظف المحلي نتج عنه حمل غير شرعي إضطرت في النهاية على إجراء عملية إجهاض للتخلص من هذا الجنين بعدما تعرضت لتهديدات قوية من طرف والد هذا الطفل الغير الشرعي..
ومن أجل الحصول على حقوقها ورد الإعتبار إليها توجهت لكل وسائل المحلية من أجل نشر قصتها لكن لا أحد تعاطف معها.
والكل تهرب منها بسبب السطوة التي يتمتع بها هذا الموظف المحلي بمدينة فاس..
وحين تم سؤالها لماذا لم تقدم شكاية في الموضوع للسلطات الأمنية وأجهزة النيابة العامة بفاس ؟؟
أجابت : بأنها كانت تخضع لتهديدات متواصلة من طرف عشيقها المتزوج، وأن رفع الدعوة يتطلب مصاريف كثيرة وضغوطات نفسية لا يمكن أن تتحملها لا هي ولا أفراد أسرتها.
المهم في هذه القضية ، أن السيدة. ش . صاحبة الشقة في عمارة رحاب فاس تفرض على الفتيات اللواتي يشتغلن معها غرامات مالية إذا لم يحترمن مواقيت العمل بالنهار والليل، ولا تؤدي لهم أي رواتب شهرية مقابل عملهم اليومي، لا تأمين صحي، ولا ضمان إجتماعي، ولا يخضعن لفحوصات طبية بين الفينة الأخرى من أجل لا يصبن لا هن ولازبناءهم بأمراض جنسية معدية..
الفظيع في الأمر، انها تطلب من كل الفتيات ان يأخذن أجرتهم اليومية من الزبناء..
السؤال المطروح ،كيف يعقل ان تمارس هذه السيدة طوال هذه السنوات نشاطها في التدليك والدعارة بكل أريحية أمام أعين ولاية الأمن بفاس ؟؟
نشاط مكنها من شراء سيارة فخمة يصل ثمنها لحوالي 50 مليون سنتم ، وراتب شهري يقدر بالملايين من سنتم..
ما يطرح السؤال التالي ، هل فعلا صحيح ما يروج في الكواليس بأن هناك جهات أمنية تحميها مقابل خدمات معينة تؤديها لها ؟؟
وهل صحيح انه يتم تصوير الزبناء بالصوت والصورة بناءا على أوامر من هذه الجهات الأمنية المحلية ؟؟
وهل فعلا المسؤولون بولاية جهة فاس مكناس ، بداية من الوالي سعيد زنيبر ، والمسؤولين الأمنيين الكبار ينظرون بأن هذا هو نموذج التنمية البشرية الإقتصادية التي يجب أن يسود في العاصمة العلمية ؟؟
ولهذا يغضون الطرف عن هذا النوع من النشاط التجاري المتمثل في محلات والشقق الموجهة للتدليك والمساج والحمامات السرية المختصة في الدعارة…
أيعقل ان تتحول عاصمة العلم والعلماء ومدينة 1240 سنة إلى مرتع للمتعة الجنسية على جميع الأصعدة والمستويات ؟؟
أين هي النخب الفاسية المخلصة من مثقفين وأساتذة جامعيين ودكاترة ومهندسين ومحامين من هذا التدهور الأخلاقي الخطير والغير المسبوق التي ينتشر في كل أحياء مدينة عاصمة جامعة القرويين ؟؟
أين هم المواطنون الفاسيون الشرفاء المخلصون من ضباط الأمن ورجال شرطة ونواب وكلاء وقضاة وأعوان السلطة ؟؟
ألا يحز في أنفسهم ما وصلت إليه العاصمة العلمية من تدهور خطير في كل المجالات السياسية منها والإقتصادية والإجتماعية والأسرية والحقوقية والإعلامية..
مدينة فاس ، أصبحت معروفة بأنها اول مدينة بالمملكة في كل أنواع الإجرام، الكريساج والتشرميل، وعمليات الضرب والجرح، والإنتشار الواسع لتجارة كل أنواع المخدرات والحبوب المهلوسة ، وتفشي دور الدعارة والقمار في كل مكان بالمدينة..
نور الدين الزياني / هولاندا