لماذا يبث إعلام الاحتلال أفلاما وثائقية عن محاولاته لاغتيال صدام حسين هذه الأيام؟ ومن هو المستهدف الأكبر من هذه الخطوة؟ وما هي الرسالة ولمن؟ وهل ستعود الصواريخ العراقية الى حيفا والنقب وتل ابيب قريبا؟

Advertisement

تلجأ وسائل الاعلام الإسرائيلية بين الحين والآخر الى بث برامج وثائقية مصورة تحاول “تمجيد” إنجازات الأجهزة الأمنية، او القوات العسكرية، خاصة في ميادين الاغتيالات لشخصيات عربية وإسلامية مرموقة، او إظهار البطولات الخارقة للجواسيس الإسرائيليين في بعض العواصم العربية، وأبرز الأمثلة في هذا الميدان كيفية تجنيد “العميل” اشرف مروان، او “بطولات” الجاسوس ايلي كوهين في سورية.
قبل يومين، وفي هذا الإطار، بثت “القناة الاسرائيلية 13” مسلسلا وثائقيا كشفت فيه عن ما قالت انه تفاصيل فشل خطة لإغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 1992، ومقتل خمسة من جنود الكوماندوز المكلفين بتنفيذها واصابة خمسة آخرين اثناء التدريبات، وحدوث خطأ بشري، انتقاما لإطلاقه 43 صاروخا اصابت تل ابيب وحيفا والنقب وأدت الى مقتل 14 إسرائيليا، واصابت 222 آخرين، ولجوء مئات الآلاف الى الخنادق خوفا من تحميل هذه الصواريخ بأسلحة كيماوية.
لا نجادل مطلقا بأن هذا المسلسل الوثائقي الذي كشف عن محاولة إغتيال فاشلة جرى وأدها نتيجة “خطأ بشري” في تدريبات، وبالتالي التراجع عنها، كانت من النوع الاستعراضي، وجاء بث تفاصيلها بعد حوالي 30 عاما بهدف تسليط الأضواء على حقيقة أساسية عنوانها الأبرز هو ان الخوف من العراق العظيم وعودته، واستعادته لمكانته، ما زال منغرسا في اذهان المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وصناع القرار فيها.
لا شك ان الرئيس صدام حسين كان على رأس قائمة الاغتيالات، ليس الإسرائيلية فقط، وانما الامريكية أيضا، ولكن المستهدف الأكبر هو الدولة والشعب العراقي أيضا، ولهذا بدأت المؤامرة الامريكية الإسرائيلية على الامة العربية بحصار العراق، ومن ثم احتلاله تدميره، والبدء فيه لإنجاح مخطط الفوضى الخلاقة، لأن هذا المخطط ما كان يستطيع تحقيق أي نجاح في ظل عراق قوي وموحد.
ad
الشعب العراقي قاوم الاحتلال الأمريكي بشجاعة حتى بعد اعدام الرئيس صدام، وقدم آلاف الشهداء في عملياته البطولية التي تحتاج الى توثيق موضوعي، التي تكللت بالانتصار الكبير المتمثل في انسحاب القوات الامريكية مهزومة ومهانة ومثخنة بالجراح.
ان هذه المؤامرة التدميرية التي استهدفت سورية طوال العقد الماضي، وجرى ضخ اكثر من 400 مليار لإسقاط النظام فيها، وتفكيكها والقضاء على جيشها، من أبرز أسبابها هو دعم سورية وقيادتها وجيشها للمقاومة العراقية بالمال والسلاح والمقاتلين، جنبا الى جنب مع أسباب أخرى أبرزها مقاومة القيادة السورية لكل ضغوط التطبيع ومغرياته، واستمرارها في التمسك بالثوابت العربية وعلى رأسها محاربة دولة الاحتلال الإسرائيلي ودعم المقاومة الفلسطينية.
استعادة العراق وسورية لمكانتهما ودورهما في العالمين العربي والإسلامي وانخراطهما في محور المقاومة المدعوم بقوة عسكرية إيرانية ضخمة متطورة عمادها الصواريخ الدقيقة، والمسيرات المتقدمة، وبرنامج نووي واعد، كلها عوامل تشكل رعبا للولايات المتحدة، ودولة الاحتلال بالتالي، ولا نستبعد ان نرى قريبا جدا القوات الامريكية في العراق وسورية، تنسحب هاربة، وبشكل مذل، ربما بصورة أكثر مهانة من نظيرتها في أفغانستان.
بث برامج وثائقية، تبالغ في استعراض عضلات كرتونية لدولة الاحتلال هذه الأيام التي تعيش فيه هذه “الدولة” أسوأ ايامها منذ عقود بفعل الانتفاضة الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية، الهدف منه رفع المعنويات المنهارة للمستوطنين الإسرائيليين في كل الأرض الفلسطينية المحتلة، وارتفاع معدلات الهجرة البشرية والاستثمارية المعاكسة بسبب هذه الانتفاضة التي ما زالت في بداياتها الأولى.
الصواريخ العراقية الباليستية، والأكثر دقة ستعود وستضرب العمق الإسرائيلي حتما، ثأرا وانتقاما للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على منطقة البوكمال والتنف الحدوديتين، وستكون أكثر فعالية وتأثيرا من نظيراتها السابقة التي اطلقت عام 1992، والمسألة مسألة وقت وتوقيت.
مرة أخرى نقول ونؤكد ان العراق عائد، وسورية عائدة، والمقاومة الفلسطينية أيضا، والنصر بات وشيكا، والعام الحالي سيكون حاضنا للكثير من المفاجآت الصادمة لامريكا ودولة الاحتلال وحلفائهما العرب في المنطقة.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.