لماذا يريدون قتل الأستاذ الصحفي سليمان الريسوني أمام أنظار الرأي العام الوطني والدولي ؟ ألا يوجد عاقل في دوائر القرار بالجهات العليا لتجنيب المملكة كارثة حقوقية بكل المقاييس ؟ ولماذا هذا الإصرارالمتكرر من المندوب العام للسجون السيد التامك بإصدار بلاغات كاذبة عن الوضع الصحي الخطير للأستاذ سليمان الريوسوني ؟

Advertisement

فرحان إدريس..

حين تسمع الحوار الذي دار بين نائب الوكيل العام للملك بمحكمة الإستئناف الدار البيضاء محمد المسعودي لما ذهب لزيارة الصحفي سليمان الريسوني الذي نقل على وجه السرعة يومي السبت والأحد الماضيين لمستشفى إبن رشد المركزي بتعليمات من المندوبية العامة للسجون بعد إنهياره، وإنخفاض نسبة السكر والضغط في جسمه، وقد أحيل على قسم الإنعاش زوال اليوم ذاته، بحيث أجريت له تحاليل تفيد أن نسبة الكرياتينين بلغت 11، ويفصله بين الفشل كلوي المحقق رقم واحد، أي أن 12 نسبة تؤدي بصاحبها إلى تصفية الكلي.
حيث خاطب نائب الوكيل العام للملك الأستاذ سليمان الريسوني بأسلوب الإستفزاز والتحرش اللفظي وقال له في وجهه : أنا من سطرت لك المتابعة في حالة إعتقال، ومقتنع بمتابعتك.. كأنه هو قاضي التحقيق، وليس ممثل النيابة العامة.
كيف أصبح ممثل النيابة العامة بمحكمة الإستئناف الدار البيضاء هو القاضي الذي يصدر الأحكام ضد المتهمين وليس القاضي في حلسة علنية بقاعات المحكمة ؟
ولماذا هذا الإصرار المستفز للسيد محمد التامك القيادي السابق بجبهة البوليساريو الإنفصالية المندوب العام للسجون المغربية الذي دأب على إصدار بلاغات إعلامية متتالية كاذبة ومجانبة للحقيقة حول الوضع الصحي الخطير للأستاذ سليمان الريسوني ؟
كل جمعيات حقوق الإنسان الوطنية والدولية ولجنة الدفاع عن سليمان الريسوني تؤكد بشكل قاطع بأن الوضع الصحي للصحفي المعتقل الريسوني في حالة خطيرة ، ويمكن أن نسمع في أي لحظة خبر وفاته بسبب إضرابه عن الطعام الكامل الذي وصل لحد كتابة هذه السطور 79 يوم ..
في آخر جلسة بقاعة المحكمة التي حضرفيها العديد من الوجوه الحقوقية الدولية وعلى رأسهم رئيس منظمة بلاحدود الذي وجه نداء عاجل للملك محمد السادس من أجل التدخل لإنقاذ الأستاذ سليمان الريسوني من الموت المحقق ..
لماذا هذا الرفض المتكرر من القاضي برفض إطلاق سراح رئيس التحرير لجريدة ” أخبار اليوم ” رغم الضمانات القانونية المقدمة للحضور من لجنة الدفاع ؟
ولماذا التواطئ المخزي بين المندوب العام للسجون المغربية والوكيل العام للملك ونائبه بالدار البيضاء والقاضي من أجل عدم مسلسل الموت البطيء الذي يتعرض إليه سليمان الريسوني ؟
كل الدلائل تشير أن البنية السرية الحاكمة الفعلية في المغرب حاليا تريد قتل سليمان الريسوني على مرأى ومسمع من الرأي العام المغربي الوطني منه والدولي ؟
ولماذا هذه المجزرة الإعلامية والحقوقية والأمنية والقضائية في حق صحفي يعتبر من أفضل كاتبي الإفتتاحيات اليومية بعد الأستاذ توفيق بوعشرين مؤسس ومدير نشر جريدة ” أخبار اليوم ” التي توقفت عن الصدور بأمر مباشر من المحيط الملكي الذي قطع عنها بشكل نهائي الدعم العمومي الموجه للصحافة الورقية والإعلانات والإشهار، والذي بدوره معتقل ومحكوم عليه ب 15 سنة بتهمة الإغتصاب الجنسي والإتجار بالبشر ..
الغريب ، أن الوكيل العام للملك ونائبه محمد السعدون يرتكبون جريمة جنائية كاملة الأركان في حق صحفي بتزكية مباشرة من المحيط الملكي بقيادة المستشار النافذ فؤاد على الهمة الذي يكره الصحفيين المستقلين والمثقفين والنخب الوطنية التي رفضت قانون بيع وشراء الذمم …
مع الأسف ،الجسم الصحفي العامل في القطاع العام والخاص المرئي منه والمسموع والورقي والإلكتروني بمختلف تجلياته وتشكيلاته يقف متفرجا على هذه الجريمة ، والأغلبية منه يمارس أقصى أنواع التشهير ضد الأستاذ سليمان الريسوني الذي يصارع الموت ، لدرجة أنه يقوم بحملة إعلامية مسعورة لتأييد قرارات الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بالدار البيضاء ونائبه ..
هناك أصوات حقوقية وطنية معدودة على الأصابع التي بقيت تساند معركة الأمعاء الخاوية للصحفي سليمان الريسوني ولم تخف من عمليات الإنتقام التي تقوم بها البنية السرية بين الفينة والأخرى ضد أعضاء لجنة المتضامين مع الصحفيين المعتقلين عمر الراضي وسليمان الريسوني ..
العصابة الحاكمة في المغرب تعتقل كل من له رأي مخالف لتوجهاتها في السياسة الداخلية والخارجية على السواء بتهم مفبركة بتواطئ مباشر من النيابة العامة وأجهزة الأمن والمخابرات ..
ولهذا تجدها في السنوات الأخيرة ترتكب مجازر حقوقية وأمنية وقضائية ضد الأصوات الإعلامية والحقوقية المستقلة التي تجرأت على إنتقادها علنا ، ولا تأبه بمواقف الدول الغربية لأنه تعتبر نفسها الواجهة السياسية والإقتصادية للقوى الإمبريالية الغربية المشاركة الفعلية في حكم المغرب ..
على كل حال ، الأستاذ الصحفي سليمان الريسوني يخوض حربا غير متكافئة من أجل حرية الرأي والتعبير نيابة عن الشعب المغربي قاطبة ضد أركان وأعضاء البنية السرية الحاكمة الفعلية للمغرب الحالي ..
ويبدوهذا الصحفي الجريء مقتنع بنهايته الدراماتيكية لمعركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها منذ ما يقارب ثلاثة شهور ، لهذا رفض كل النداءات العديدة واليومية وقف عملية الإضراب عن الطعام والأكل التي وجهت له ، إنه يضحي بحياته وحياة أسرته الصغيرة والكبيرة من أجل مغرب أفضل يسود فيه حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان ..
ويمكن الجزم ، أن البنية السرية المشكلة من مستشارين ملكيين ومدراء أمنيين ومخابراتيين وإعلاميين ووكلاء عامين وقضاة تريد قتل سليمان الريسوني كرسالة مباشرة لكل من تسول نفسه كتابة مقالات نقدية ضد المديريات الثلاث ، الأمن للأمن الوطني ، ومراقبة التراب الوطني (الديستي ) ، للدراسات والمستندات ، لادجيد ، وضد رؤساء النيابة العامة والقضاة لأن هؤلاء جميعهم أصبحوا من المقدسات الوطنية في العهد الملكي الحالي ولا يجوز الإقتراب منهم ، ومن يتجرأ على إنتقادهم يجهزله ملف أمني وقضائي ويرمى بين عشية وضحاها خلف القضبان في مختلف السجون المغربية ..
الحقيقة الواحدة المؤكدة هو أن الصحفي والأستاذ سليمان الريسوني يحتضر غرفة مظلمة ..
ويبقى السؤال المطروح ، أين جلالة الملك محمد السادس من هذه المجزرة الأمنية والقضائية التي ترتكب في حق مواطن مغربي مسالم ؟ ذنبه الوحيه أنه آمن بأخلاقيات وثوابث الصحافة المستقلة ..
إنها جريمة كاملة الأركان بكل المقاييس …

يتبع….

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.