مادور الإيطاليين من أصول مغربية وعربية وأجنبية عموما لوقف زحف الأحزاب اليمينية والشعبوية المناهضة لحقوق المهاجرين واللاجئين والدين الإسلامي في الإنتخابات الأوروبية المقبلة ليوم 26 ماي ؟؟ الخفايا والأسرار؟؟
فرحان إدريس ..
في الأيام الماضية بمدينة ميلانو عاصمة جهة لومبارديا كان لافتا إجتماع زعماء الأحزاب اليمينية والشعبوية الأوروبية المناهضة لحقوق المهاجرين واللاجئين عموما والدين الإسلامي في إطار دعم الحملة الإنتخابية لزعيم رابطة الشمال العنصرية ماتيو ساليني وزيرالداخلية ونائب الوزراء في الحكومة اليمينة الشعبوية الحالية التي ترفع شعار لا للمهاجرين ونعم لوقف تدفق اللاجئين على السواحل الإيطالية ولا لمساعدة البواخر التي تحمل المهاجرين في عرض البحر الأبيض المتوسط ..
هذه الحملة المسعورة لزعماء اليمين العنصري الأوروبي ضد المهاجرين والأقليات المسلمة بمختلف الديار الأوروبية مرتبطة أساسا بالأزمات الإقتصادية المتوالية في هذه الدول وبسياسة العولمة الرأسمالية المتبعة في دول الإتحاد الأوروبي التي زادت من حجم الفوارق بين الرأسماليين والطبقات المتوسطة والفقيرة بهذه الدول ، لدرجة أن نسبة البطالة بين الشباب إرتفعت بشكل مهول وأصبح الحصول على فرصة عمل من رابع المستحيلات ، وبالتالي لم يجدوا كبش الفداء إلا المهاجرين والمسلمين عموما لتقديمهم للرأي العام الأوروبي بأنهم هؤلاء هم المشكل الأساسي في إنعدلم الأفق الإقتصادي بهذه الدول ..
دولة إيطاليا على سبيل المثال التي تقودها حاليا حكومة شعبوية عنصرية مكونة من الحزب الشعبوي حركة خمسة نجوم ورابطة الشمال العنصرية بزعامة ماتيو سالفيني الذي تولى وزارة الداخلية فقط من أجل تشديد الخناق أكثر فأكثر على المهاجرين القانونيين والغير الشرعيين ، ويشن حربا هوجاء على أماكن العبادة الإسلامية ، فمثلا رفع مدة الحصول على الجنسية الإيطالية من سنتين إلى أربع سنوات بينما في ألمانيا لا تتعدى المدة القانونية ستة أشهر وأوقف بشكل كامل تفدق اللاجئين على السواحل الإيطالية ولو كانت لأسباب إنسانية مما جعله يصطدم مرارا مع ثوابت المؤسسات خيرية التابعة للكنيسة الكاثوليكية بروما ومع المنظمات الحقوقية الإيطالية المختلفة ..
السيد ساليفني لم يتوقف عند هذا الحد بل سن قوانين مجحفة من أجل الحصول على صفة لاجئ بالديار الإيطالية ، هذه السياسية العنصرية إتجاه المهاجرين زرعت الخوف والكره والهلع من الآخر بين أوساط الإيطاليين المعروفين منذ القدم بكرمهم ورحبات صدرهم في الإستقبال الآخرين ، مما نتج عنه إرتفاع حالات التعدي على المهاجرين والعنصرية في كل مكان ولاسيما على مستوى وسائل الإعلام الإيطالية المختلفة المرئية منها والمسموعة والمكتوبة ..
الغريب أن السيد سالفيني وزير الداخلية ونائب الوزراء في الحكومة الشعبوية الحالية يتناسى دور ما يقارب خمسة ملايين نسمة من المهاجرين الأجانب الذين يساهمون سنويا بمليارات من الأورو في خزينة الضمان الإجتماعي الإيطالي المعروفة ب * INPS * ، ولولا مساهماتهم المادية الدورية لما وجدت أي حكومة إيطالية دفع الرواتب الشهرية لفئة المتقاعدين الإيطاليين الذين يعدون بالملايين لأن نسبة الشيخوخة بالمجتمع الإيطالي تعد الأعلى بدول الإتحاد الأوروبي …
مع الأسف لحد الآن الطفل آدم الحمامي المغربي والمصري رامي شحاتة لم يحصلا بعد على الجنسية الإيطالية بعد أشهر من العمل البطولي الذي قاما به لأن السيد سالفيني يتلكأ في منحهم هذا الحق القانوني الذي يمنحه الدستورالإيطالي ، لدرجة أن الدكتور *FAZIO * أحد أشهر مقدمي البرامج التلفزية الإيطالية بالقناة العمومية *RAI * طلب من زعيم حركة خمسة نجوم السيد دي مايو وزيرالشغل ونائب الوزراء معرفة الأسباب الحقيقية في تأخر منح الجنسية الإيطالية لهذين البطلين بشهادة مختلف وسائل الإعلام الإيطالية ، الذي وعد بدوره بأن يتدخل رئيس الوزراء الإيطالي الحالي كونتي للحسم في هذه القضية بأقرب وقت ..
لهذا يجب على الإيطاليين من أصول أجنبية التصويت بكثافة لصالح أحزاب اليسار المختلفة ولاسيما المغاربة منهم التي تقول آخرالإحصائيات المتوفرة بأن يتراوحون ما بين 60.000 إلى 100.000 حصلوا في هذه السنوات على الجنسية الإيطالية رغم أن نسبة كبيرة منهم هاجروا لدول أوروبية أخرى بسبب الأزمة الإقتصادية الكبيرة التي ضربت مختلف القطاعات الصناعية بالجمهورية الإيطالية ..
هناك ملاحظات أساسية يجب التنبيه إليها تطرح في هذا المجال ؟؟ أولا ، بأن العديد من الإيطاليين من أصول مغربية مستواهم الدراسي متدني وبالتالي تجدهم يميلون بشكل عفوي للأحزاب اليمينية الإيطالية التقليدية ..
ثانيا ، أصحاب الشهادات الثانوية والجامعية والكفاءات المغربية المقيمة بالديار الإيطالية تجد أغلبيتهم يعتنقون الإيديولوجية اليسارية بمختلف إنتمائاتها ، لكن المشكل الأساسي الذي ينخر هذا الجسد الكبيرمن مغاربة إيطاليا هو الصراعات الجانبية والعنصرية المتوحشة الموجودة بين صفوف هؤلاء في كل بلدية ومدينة وجهة إيطالية ، لدرجة تجد الواحد منهم يحفر حفرة ليرمي فيها الآخربكل أوتي من قوة ، الحسد والبغض ينخر أجسادهم كلما رأوا كفاءة مغربية نجحت في مجالها ، وتراهم يهرلون شمالا وجنوبا وشرقا وغربا من أجل إلصاق التهم و تشويه سمعة هذا أو ذاك وتراهم كالكلاب المسعورة تنبح في كل إتجاه لاسيما إذا أخذوا الضوء الأخضر من أسيادهم الموجودين في السفارات والقنصليات المغربية بالخارج ، الذين يمارسون دور المقدم أو الباشا بأبشع الصور ,,
هؤلاء الدبلوماسيين والمستشارين الذين لم يقدموا شيئا يذكر للقضية الوطنية للمملكة المغربية رغم الإمكانيات المادية واللوجستية الكبيرة الموجودة بين أيديهم ، بخلاف هناك شرذمة من إنفصاليي البوليساريو أسمعوا صوتهم وقضيتهم لممثلي الدبلوماسية الأوروبية ولفعاليات المجتمع المدني وللأجهزة القضائية لدول الإتحاد الأوروبي ,,,
هؤلاء لازالوا يلعبون دور كبير في تشتت وتناحر نشطاء مغاربة العالم في دول المهجر والإقامة لأنهم يريدون أن يكون الناشطين الجمعويين والحقوقيين والسياسيين عبارة عن دمى في أيديهم يحركونها متى يشاءون وكيف يريدون !! ويحاربون بشراسة وبكل الطرق الخبيثة كل فاعل جمعوي وسياسي وحقوقي وإعلامي مستقل !!
أيام قليلة تفصلنا عن الإنتخابات الأوروبية التي يطغى عليها شعار لا للمهاجرين واللاجئين ونعم لوقف إنتشار المراكزالثقافية الإسلامية وتشديد السياسات الأمنية في قضايا الهجرة ، ولهذا إحتشدت بميلانو الأحزاب اليمينية والفاشية المتطرفة من أحد عشر دولة أوروبية بقيادة ماتيو سالفيني زعيم رابطة الشمال العنصرية ووزير الداخلية في الحكومة الإيطالية الحالية ، فبالتالي هناك ضرورة من جميع الإيطاليين من أصول مغربية أو عربية أو إفريقية أو أسيوية التصويت وبكثافة لأحزاب اليسار الإيطالي والأوروبي من أجل وقف هذه الموجة اليمينية العنصرية داخل أروقة البرلمان ألأوروبي ..
صحيح أن اليسار الإيطالي لم يفي بوعوده الإنتخابية في الحكومة الإيطالية السابقة وشكل خيبة أمل للجيل الثاني من مغاربة إيطاليا وللمهاجرين الأجانب بصفة عامة بعدما أخفق مجلس المستشارين الإيطالي بالمصادقة على قانون منح الجنسية الإيطالية للأطفال الذين ولدوا بالديار الإيطالية بعدما صادقت عليه الغرفة الأولى من البرلمان الإيطالي ,,,
لكن يبقى اليسار الإيطالي والأوروبي عموما المتشبع بثقافة مبادئ حقوق الإنسان العالمية أقل ضررا من أحزاب اليمين الإيطالي والأوروبي التي تقترب من خطاباتها السياسية من الإيولوجية النازية والفاشية للقرن الماضي …
يتبع …
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
…………………..رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
……………………..الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
……………………..وزارة الجالية وشؤون الهجرة
……………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج
……………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج