ماذا ربحت الدولة المغربية من إعتقال هاجر الريسوني الصحفية بجريدة ( أخبار اليوم ) والصحفيين توفيق بوعشرين وحميد المهداوي ؟؟ ولماذا نهج سياسة القتل الرمزي والمعنوي للمعارضين وأصحاب الرأي بالمملكة ؟؟

Advertisement

فرحان إدريس…

السؤال الذي يطرحه مغاربة الخارج والداخل بأرض الوطن ، والحقوقيين والسياسيين والمنظمات الحقوقية الدولية ماذا ربحت الدولة المغربية من إعتقال الصحفية بجريدة * أخبار اليوم * هاجر الريسوني ؟؟
لأنه في الحقيقة ، لا تسعف أدوات التحليل السياسي وغيره من أدوات التحليل العقلاني في فهم سلوك الدولة بإعتقال هاجر الريسوني.
فهاجر ليست شخصية سياسية مؤثرة ولا هي بصحفية معروفة (بشكل كبير) ، كما أن إعتقالها يؤثر على صورة الدولة ويلطخ كل التراكم الحقوقي الذي تحقق طوال العقدين الماضيين من حكم الملك محمد السادس !! يعني في المحصلة الدولة لم تربح أي شيء من هذا الإعتقال بل العكس هو الصحيح.
التفسير الوحيد المتبقي هو أن الدولة فقدت رشدها وأنها تنتقم من مواطنيها بطرق رخيصة.
أسئلة عديدة تطرح بعد الحكم على هاجر الريسوني بسنة سجن واحدة بتهمة ممارسة الإجهاض الغير القانوني وإقامة علاقة جنسية غير شرعية ؟؟
وجميع أدلة الخبرة الطبية المتوفرة لدى الدفاع والنيابة العامة المغربية تنفي عملية الإجهاض أصلا ، لهذا يبدو أن مهندسي القرار بالدولة المغربية إتخذوا قرار تصفية أي صوت صحفي ورأي معارض في الحقل الإعلامي المغربي ، وأن حسابهم لم ينتهوا بعد مع جريدة * أخبار اليوم * المعتقل مؤسسها ومديرها العام بتهمة الإتجار بالبشر السيد توفيق بوعشرين ,,
فجأة الدولة المغربية ، عادت لعادتها القديمة المعروفة في سنوات الجمر والرصاص وهي ممارسة القتل الرمزي للمعارضين وأصحاب الرأي ، عن طريق الإعتقال التعسفي والمحاكمات القضائية مصحوبة بحملة تشهير كبيرة على وسائل الإعلام العمومي ومواقع إلكترونية مقربة من سلطات القرار ، على عكس ما تقترقه المملكة العربية السعودية من قتل وحشي للمعارضين ، كالصحفي جمال خاشقجي الذي يخلد فيه العالم الصحفي والحقوقي الدولي الذكرى الأولى من عملية إغتياله في القنصلية السعودية بإسطنبول التركية..

الغريب أن إعتقال هاجر الريسوني عرف متابعة مقطعة النظير من لدن أغلب الصحب الأوروبية الكبرى ولاسيما الإيطالية منها والفرنسية التي خصصت فيها جريدة (لوموند ) المشهورة المقربة من سلطات القرار بالجمهورية الفرنسية والمؤسسة الملكية تحقيق مطول عن الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي وقعت فيها السلطات الأمنية والقضائية في قضية هاجر الريسوني ، وكيف تم إنتهاك بشكل مقصود ومتعمد ثوابت الحرية الفردية المقدسة لدى الغربيين للصحفية بجريدة أخبار اليوم ، وخلصت أن القضية سياسية بالدرجة الأولى لأنها تعد من الأصوات الإعلامية الشابة الداعمة لحراك الريف ، وأنها تنتمي لعائلة دينية وإعلامية كبيرة لها تأثير لا محدود على المشهد السياسي والديني والإجتماعي المغربي ..
إعتقال هاجر الريسوني هي رسالة موجهة لأحمد الريسوني الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح ، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية الذي يرأس الحكومة الحالية ، والرئيس الحالي لإتحاد العلماء والمسلمين ، ولسليمان الريسوني رئيس هيأة التحرير بجريدة * أخبار اليوم * التي لم تغير من خط تحريرها رغم إعتقال مؤسسها ومديرها السابق توفيق بوعشرين !!
ولهذا يمكن الجزم أن مهندسي الدولة المغربية لازال لديهم حساب مفتوح لم يغلق بعد مع عائلة (الريسوني الكبيرة ) وجريدة ( أخبار اليوم ) ، المهمة هي تعبيد الطريق للإطاحة بحزب العدالة والتنمية في أفق الإنتخابات البرلمانية لسنة 2021 ، فهل سينجح مهندسي القرار بالمملكة من إزاحة حزب المصباح من تصدر المشهد السياسي مرة أخرى ؟؟
حاليا هناك مسلسل قطف كل الرؤوس الإعلامية التي تدافع عن دمقرطة المؤسسات المغربية والإرادة الشعبية ،وبما أن جريدة (أخبار اليوم ) كانت تتصدر معارضة هذا المخطط الإنقلابي فكان يجب إزاحتها من الطريق بكل السبل والطرق ، ويبدو أن جهازي الأمن والقضاء أعطيت لهما هذه المهمة ,,
منذ سنة 2013 ، والدولة المغربية تعرف تراجعات على جميع الأصعدة والمستويات ، في مجال الحريات العامة وحقوق الإنسان ، لدرجة أنه يتم هدم أي قيادة حزبية سياسية لا تتلاءم مع المحيط الملكي ، وآخر نموذج حميد شباط الذي كان في وقت من الأوقات ينعت بسياسي القرب من السلطات العليا ،لكن بمجرد ما تمرد وأراد الخروج عن الطريق الذي رسم له إقتلع من جذوره سواء من الأمانة العامة لحزب الميزان أو من قيادة الإتحاد العام للشغالين ,, ونفس العملية تتم الآن ضد الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية لإرغامه من الخروج من تشكيلة الحكومة المقبلة …
في الختام ، يمكن القول أنه في العهد الملكي الجديد ، كلما كان المغربي مناضل وطني صادق وزاد علمه يقترب أكثر من السجن ..أو يعتكف في منزله أو في حانة من الحانات المنتشرة في جميع المدن المغربية ..
وكلما زاد جهل أي مواطن أو مسؤول يقترب أكثر من السلطة ..وكلما إزدادت نسبة التفاهة في أي شخص يقترب من الشهرة ,,,والنماذج الحية عديدة في السياسة وفي وسائل الإعلام وفي الفن والثقافة وفي الشأن الديني ,,,
لقد أوصلوا المناضلين الصادقين المغاربة داخل أرض الوطن وخارجه إلى اليأس لتعبيد الطريق للوصوليين والإنتهازيين الذين يفتقدون لأدنى حبة من الوطنية ، وتلمس بأن لا دين لهم ولا عقيدة ولاذمة ، تجدهم بعيدين كل البعد عن الله ..لكنهم مع ذلك لم يستطيعوا نيل شرف الدخول للمسيحية ، لا يعيشون إلا من أجل شهواهم ,,,,شهوة السلطة و البطن والفرج ,,,
لكن رغم كل هذه الإنتهاكات الخطيرة والتعسفات التي تعرضت إليها الصحفية هاجر الريسوني منذ أول لحظة من إعتقالها ، خرجت من قاعة المحكمة وهي رافعة شعار النصر رفقة خطيبها السوداني رفعت الأمين ، وهذه إشارة كبيرة بأنهم لم يستطيعوا هزمها…
فهنيئا لهاجر الريسوني التي تخوض مع مديرها توفيق بوعشرين وحميد المهداوي معركة حرية الصحافة والرأي نيابة عن مغاربة الداخل والخارج مع نظام عاد لممارسة وبشكل أفظع سلوكيات سنوات الجمر والرصاص ..
السؤال المطروح أين هؤلاء اليسارييين السياسيين منهم والحقوقيين والمثقفين من هذه المعركة المصيرية للحريات العامة وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير الجارية منذ سنة 2013 بالمملكة الشريفة ؟؟ وهل أصبح المغرب مملكة الخوف والرعب بالنسبة للصحافيين المستقلين وأصحاب الرأي الحر ؟؟

يتبع…

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي

…………………..رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
……………………..الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
……………………..وزارة الجالية وشؤون الهجرة
……………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج
……………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.