ما أحوج الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية اليوم لرمز سياسي وإعلامي وطني مثل الشهيد سي أحمد الزايدي ، زعيم تيار الإنفتاح والديموقراطية من أجل الإنبعاث من جديد من القبر والعودة للحياة السياسية ..
فرحان إدريس..
في هذه الأيام يخلد مناضلوا الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الذكري السادسة لإستشهاد القيادي الكبير والإعلامي المتميز سي أحمد الزايدي زعيم ما كان يسمى تيار الإنفتاح والديموقراطية ..
هذا الرجل الذي كان الأمل الوحيد للعديد من المناضلين الإتحاديين الموجودين داخل أرض الوطن وخارجه لإرجاع حزب الوردة إلى سكته الطبيعية في المشهد السياسي المغربي التي تركه عليها المرحوم عبد الرحيم بوعبيد ..
ألا وهي طريق بناء بمؤسسات الحزب بشكل ديموقراطي ينتاح فيه لمن ينتمي لهذا الكيان السياسي اليساري الحداثي أن يقول كلمته بحرية دون أن يخاف من التهميش والإقصاء ..
وأن تكون ثوابته السياسية والإديولوجية هي التي لخصها القادة التاريخين للحزب ،في إختيار الآلية الديموقراطية في الحكم ، التشارك في السلطة مع المؤسسة الملكية بشكل توافقي ، بناء مؤسسات الدولة المحلية منها والجهوية والوطنية ديموقراطيا ، وسن قوانين للعدالة الإجتماعية للجميع ،وبناء صحافة مستقلة تمارس بشكل صحيح السلطة الرابعة ..
يعني , أن يكون الحزب همه أولا وأخيرا هي مصلحة الشعب والدفاع عن حقوقه السياسية والإقتصادية والإجتماعية , وسن قوانين لضمان حرية الرأي والتعبير في وسائل الإعلام المختلفة المرئية منها والمسموعة والمكتوبة لأفراد الشعب المغربي قاطبة مهما كانت إنتماءاتهم السياسية والإيديولوجية ..
الشهيد الزايدي كان فعلا يمثل بارقة أمل لشباب الستينات والسبعينات والثمانينات الذين لم يعايشوا فترات النضال التاريخية للقادة الكبار للحزب , أمثال الشهيدين المهدي بنبركة وعمر بنجلون والمرحوم عبد الرحيم بوعبيد ..
لا أحد يصدق بأن الشهيد الزايدي مات غرقا في جماعة واد الشراط الموجودة بضواحي بنسليمان التي كان يرأس مجلسها القروي لأكثر من ثلاثين سنة ..
الموت جاء بغتة بعدما إستنفذت كل الضغوطات المحلية والجهوية والمركزية من أجل إخضاع الشهيد سي أحمد لأجندة إدريس لشكر رجل المخزن السياسي الجديد في حزب الوردة ..
والكل , يتذكر أن المشهد الغفير الغير المسبوق في حج العديد من الموطنين المغاربة من كل الأطياف الإجتماعية والطبيقة , وتواجد معظم القادة السياسيين التابعين سواء للأحزاب الوطنية أو الإدارية الذين حرصوا على الحضور في لجنازته ، مشهد إنساني يذكرنا بجنازة الشهيد عمر بنجلون والمرحوم عبد االرحيم بوعبيد , يطرح تساءلات عديدة حول أن أن زعيم تيار الإنفتاح والديموقراطية كان سياسي إستثنائي بإمتياز !!
لأن الرجل كان لديه مشروع سياسي وطني طبير يساري حقيقي بطبيعة الحال , ينوي فيه الرجوع إلى الثوابت التاريخية لحزب المهدي بنبركة في العمل السياسي الوطني , التي تخلى عنها التيار الوصولي والإنتهازي بقيادة كل من اليازغي والراضي وفتح الله لعلو والمالكي وغيرهم من القيادة الذين جروا وتسابقوا وراء شهوة السلطة والحكم والمناصب الوزارية والتعويضات والإمتيازات الحكومية منذ الإطاحة بالكاتب الأول للحزب قائد تجربة التناوب الديموقراطي المرحوم عبد الرحمان اليوسفي ..
لأن لشكر ومن وراءه من الجهات العليا كان هدفها هو تحويل هذا الحزب الوطني اليساري الكبير إلى حزب إداري صغير يتحرك طبقا للتعليمات الصادرة له من الأعلى عن طريق الهواتف ، وبإستشهاد أحمد الزايدي وصلوا لهذا الهدف , وجعلوا حزب الوردة بقيادة لشكر وزبانيته يتسولون المقاعد البرلمانية من وزارة الداخلية والمناصب الحكومية من رجل الأعمال والمليادير عزيز أخنوش الرئيس الرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار..
الشهيد سي أحمد الزايدي ظل يقاوم فكرة الخضوع لهذا المخطط الجهنمي لآخر رمق في حياته ، وكان دائما يقول لأخته الكبيرة في لحظات دردشة حميمية بين أخت وأخيها بأنه يهددونه بإستمرار , وأنه سيقتلونه إذا لم يرجع للسطر ..
الغريب , أن رفاق تيار الإنفتاح والديموقراطية بمجرد دفنه توالوا عن الأنظار , وإستسلموا للضغوطات السياسية , منهم من ذهب للإرتماء في حضن حزب التقدم والإشتراكية لاسيما رفيق دربه المقرب عبد العالي دومو الذي إختفى من المشهد السياسي المغربي , ومنهم من إعتزل العمل السياسي وأحد رموزه الشباب عين سفير المملكة بالإتحاد الأوروبي , كأن المخزن السياسي يريد أن يقول بشكل غير مباشر أنه ضد زعماء تيارالإنفتاح والديموقراطية , ولهذا عمل تفكيكه قطعة قطعة ..
لكن المؤلم في هذه الذكرى السادسة ، أنه لم نرى رفاقه دربه المقربين منه يقيمون ندوات وطنية حول كونه آخر رمز إتحادي إجتمعت فيه جيننات الشهيدين المهدي بنبركة وعمر بنجلون والمرحوم عبد الرحيم بوعبيد ..أو ينشرون مقالات عن سيرته المهنية الإعلامية والسياسية ، ليظهروا الرأي العام المغربي داخل أرض الوطن وخارجه حجم الخسارة الكبرى التي مني حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بإستشهاد الزايدي ..
ولم نشهد أن الجماعة القروية لواد الشراط نظمت يوم دراسي حول رئيسها السابق رغم أن نجله سعيد الزايدي الموظف بالقناة الثانية والبرلماني عن دا ئرة ين سليمان يرأس مجلسها القروي ..
كأن الحديث عن ذكرى إستشهاد أحمد الزايدي أصبح من المحرمات السياسية بعد عملية إستشهاده غرقا ، لهذا الجميع تنكر له سواء رفاق دربه أو نجليه سعاد وسعيد الزايدي البرلمانيان عن حزب التقدم والإشتراكية ..
ألهذه الدرجة , أصبح المناضلون الإتحاديون جبناء وإنتهازيين ووصوليين ومخزنيين بعد تولي إدريس لشكر الكتابة الأولى للحزب ؟ ويخافون أن يحتفلوا بزعمائهم في وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ؟ ويخرسون عن قول الحقيقة رغم مرارتها ؟ مادام رضوا بالفتات الذي يرمى لهم من طرف مهندسي المخزن السياسي ..
هل الجري وراء شهوة السلطة والحكم و المناصب الحكومية والوزارية والتعويصات والإمتيازات من الأسباب الحقيقة التي أوصلت حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية لهذا الوضع الكارثي ؟؟
لماذا لم نسمع أي صوت ؟ ولم نرى أي تدوينة بمناسبة الذكرى السادسة لإستشهاد سي أحمد الزايدي لكل من عبد العالي دومو وحسن طارق والقباج وعبد الهادي خيرات المدير السابق ليومية “الاتحاد الاشتراكي”، وحسناء أبوزيد وعلي اليازغي والمهدي منشد وغيرهم ؟؟
ولماذا تنكر له نجليه سعاد وسعيد الزايدي بهذه الطريقة ؟؟ وهل إستثمرالجميع بما فيهم رفاق دربه والمقربين منه ولاسيما أفراد من أسرته وعائلته بعد عملية إستشهاده ؟؟
يتبع..
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي…
……………………الكتابة الخاصة لسي ياسين المنصوري ..
…………………….رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
…………………….وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
……………………..وزارة الجالية والهجرة
……………………..المجلس العلمي الأعلى بالرباط
……………………..وزارة المالية
…………………….مجلس الجالية
…………………….مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….للسفارات المغربية بالخارج ..