ما أحوج الشعب المغربي في أزمة كورونا فيروس للبروفيسور الوردي وزيرالصحة السابق المعفى ظلما وبهتانا في الزلزال الملكي المتعلق بمنارة المتوسط الحسيمة !!
فرحان إدريس…
لا أحد , يناقش أن الزمن كفيل بإصلاح الأخطاء ولرد الإعتبار لرجالات وسياسيين وطنيين ذنبهم الوحيد , أنهم حين تقلدوا المسؤولية الحكومية كان هدفهم الأساسي هو خدمة مصالح الشعب المغربي ..
ولا أحد , يجادل في المهنية العالية للبروفيسور حسين الوردي الذي شغل وزيرا للصحة في حكومة العدالة والتنمية الأولى والثانية حقق فيها إنجازات وطنية في قطاع الصحة المغربي ستبقى في تاريخ الدولة المغربية ما بعد الإستقلال ..
بطبيعة الحال أولا ، هناك قرار كبير وشجاع إتخذه البروفيسور وهو مرسوم تخفيض أثمنة الأدوية حتى وصلت لنسبة 40 % الذي لم يغير منذ ستينات القرن الماضي ، والأكيد أن هذا القرار الوزاري هو كان وراء إعفائه في الزلزال الملكي المتعلق بمشروع منارة المتوسط بسبب النفوذ الكبير و التدخل القوي للوبيات الأدوية بالمملكة ..
ثانيا ، تنفيذ خطة المستعجلات بمختلف المدن والقرى المغربية , بحيث لأول مرة سمح لإستعمال المروحية لنقل المرضى والمصابين من المدن البعيدة لمدينة الرباط أو الدار البيضاء …
ثالثا ، إعتماد ساسة الصحة النفسية والعقلية بمختلف المستشفيات الإقليمية العمومية التي يقدر عددها ما بين 250 إلى 300 وحدة صحية توجت بإغلاق ما يعرف بمستشفى الأمراض العقلية بويا عمر ..
رابعا ، نهج سياسة جديدة للوزارة فيما يخص الموارد البشرية والمالية بحيث سمح لفئة الممرضين الحاصلين على الباكالوريا زائد ثلاث سنوات ( Bac + 3 ) من التكوين للتسجيل في الكليات الطبية من أجل الحصول على شهادة الإجارة أو الماستر أو الدكتوراة المعروف بشهادة (LMD) ..
خامسا ، فتح في عهده عشر مستشفيات عمومية أربعة منها جامعية الموجودة في كل وجدة وطنجة وأكادير والعيون ,,
سادسا ، تنفيذ عملية الرفع من مكانة المستشفيات الإقليمية الموجودة بمختلف المدن المغربية سواء تزويدها بموارد بشرية جديدة أو هيكلتها بالآليات الطبية الجديدة وتحديث أبنيتها وأقسامها ..
المعلوم أن القطاع الصحي المغربي ينقسم إلى ثلاث أقسام :
1) المركز الصحي او المستوصف الموجود بالأحياء المخصص عادة للعلاجات الأولية ..
2) المستشفيات الإقليمية أو الجهوية الموجودة بمختلف المدن والجهات المغربية كمستشفى الغساني وأبن الخطيب ( فاس)
3) المستشفيات الجامعية التي تتلخص مهمتها في العلاج والدراسة في نفس الوقت ، لكن كلها تفتقر إلى أقسام البحث العلمي الموجودة في أغلبية المستشفيات الأوروبية ..
وهذه المعضلة الأساسية في قطاع الصحة العمومي , بحيث توجد فقط ثلاث مختبرات طبية كالمعهد الوطني للصحة ومعهد باستور والمختبر العسكري التابع للقوات المسلحة الملكية المغربية ..
البروفيسور الوردي الذي هو بالأساس أستاذ جامعي وطبيب الإنعاش والتخدير ، وسبق له أن شغل منصب عميد كلية الطب بالدار البيضاء ، ورئيس قسم المستعجلات بمستشفى إبن رشد ، وظل لسنوات رئيس اللجنة الخاصة لمعادلة الشواهد الطبية العليا ،وخبيرا لدى منظمة الصحة العالمية بالمغرب ودول شمال إفريقيا ..
أسئلة عديدة تطرح ، لماذا تم الإستغناء على وزير للصحة كان بكل المقاييس نموذجي في العطاء ؟؟ وطبق سياسة صحية جديدة في المملكة جمعت بين تطوير المرافق الصحية المحلية منها والإقليمية والجهوية والجامعية والتنمية العقلية والنفسية في المستشفيات العمومية ؟؟
الخبير الصحي الدولي الوحيد ما بعد الإستقلال الذي بدأ بهندسة خريطة جغرافية طبية جديدة تتماشى مع معايير منظمة الصحة العالمية ، وفتح حربا شاملة على لوبيات الأدوية والمصحات الخاصة بالمغرب دون وضع في الحسبان إنتماءه السياسي ، ونهج سياسة حديثة في التعاطي مع الموارد البشرية والمالية بالوزارة تحت شعار ” الوطن يجمعنا ولكل ذي حق حقه ” ضاربا عرض الحائط لوبيات الفساد المالي والإداري التي كانت مسيطرة على كواليس القرار بالوزارة لأكثر من سنة عقود..
ما الذنب الذي إرتكبه البروفيسور حسين الوردي لكي يعفى من منصب وزير الصحة ؟؟
الرجل لم يتورط في أي فساد مالي أو إداري أو أخلاقي طوال ترأسه لوزارة الصحة ، ولم يسرق الملايير من الدراهم ، كما فعل البامي وزير التربية الوطنية والتعليم العالي السيد اخشيشن الذي وضعت بين يديه ميزانية 4000 مليار سنتيم لإصلاح منظومة وزارة التربية والتكوين ما بين 2009 إلى 2012 لم يتحقق منها أي شيء !!
ولماذا الصحافة المغربية المكتوبة منها والمرئية والمسموعة والإلكترونية المقربة من السلطات العليا المرتبطة بالقصر الملكي سكتت عن هذه الجريمة السياسية ؟؟ والتي كانت وراء إعفاء الوزير حسين الوردي لأنه فقط يتنبى الخط السياسي للأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية ؟؟
النظام السياسي في العهد الملكي الجديد الذي يدعم أي وزير سياسي فاسد ويمنع محاكمته أو متابعته قضائيا ، بل يدفعه لتولي أعلى المناصب في هرم الدولة المغربية ، ويحارب أي سياسي وطني مخلص لقضايا الوطن والشعب لدرجة أنه جعل السياسيين الوطنيين يصلون لمرحلة اليأس من الإصلاح ..
ماهي الإضافة لقطاع الصحة المغربي التي جاؤوا بها وزارء الصحة المعينين بعد حسين الوردي ؟؟ هناك فرق شاسع بين البروفيسور حسين الوردي وأنس الدكالي المعفى بدوره مؤخرا ووزيرالصحة الحالي خالد آيت الطالب ,,
لا أحد يفهم لماذا تخلى الملك محمد السادس عن وزير الصحة السابق حسين الوردي الذي كان يناديه دائما بالبروفيسور ؟؟ ألهذه الدرجة لوبيات الأدوية والمصحات الخاصة لها تأثير كبير في القرارات الملكية ؟؟
كيف يعقل أن يسمح أن تتحكم شبكة اللوبيات الفاسدة الكبرى الموجودة في كل القطاعات الإستراتيجية للمملكة الإقتصادية منها والمالية والصحية في قرارات المؤسسة الملكية وفي مستقبل أربعين مليون مغربي ؟؟
يتبع …
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
……………………المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد )
…………………….رئاسة الحكومة
…………………….الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشباب والرياضة
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
…………………….وزارة الجالية وشؤون الهجرة
…………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج