ما هذا العبث السياسي  فيما يسمى  تنسيقية الأحزاب المغربية بالخارج  ؟؟ ومن أوكل إليهم تمثيل مغاربة العالم ؟؟ وأين كانوا في بداية جائحة كورونا ومغاربة المهجر نساء ورجال يستغيثون  من أجل دفن موتاهم بأرض الوطن ؟؟

Advertisement

فرحان إدريس..

في الأيام الماضية توالت صفحات عديدة على موقع التواصل الإجتماعي،  الفيسبوك ، نشر  خبر أن ما يسمى بتنسيقية الأحزاب المغربية بالخارج التي ضمت كل من ممثلي الأحزاب التالية ،  الإستقلال ، الحركة الشعبية ، الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ،  الإتحاد الدستوري ،  العدالة والتنمية ، التجمع الوطني للأحرار ، التقدم والإشتراكية ، الأصالة والمعاصرة ، قامت بزيارات ميدانية لعدد من الأحزاب المغربية الوطنية منها والإدارية من أجل حثها على الدفع بمقترح   تفعيل المشاركة السياسية لمغاربة العالم في الإنتخابات المقبلة البلدية منها والبرلمانية داخل مجلسي النواب ، البرلمان  والمستشارين  المغربيين ..
خطوة تأتي في عزجائحة كورونا والإستعدادات للإنتخابات البلدية والبرلمانية التي ستجري في أواخر سنة 2021 ، لهذا تطرح أسئلة عديدة حول الأهداف الحقيقية لهذه التنسيقية التي تبقى عبارة عن مجموعة من أشخاص لديهم في الحق في ممارسة العمل السياسي وفي تمثيل أنفسهم مادام أن أغلبيتهم يمثلون أحزاب سياسية مغربية بالخارج ، لكن لا يحق لهم أن يتكلموا بإسم الجالية أو بإسم منخرطي هذه الأحزاب الذين لم يطرحوا عليهم خطوتهم هاته ..
وأتحدث هنا عن أولئك الذين يمثلون الأحزاب الوطنية واليسارية الذين كان من المفروض حسب الأعراف الديموقراطية أن يجتمعوا بمنخرطيهم في هذه الأحزاب السياسية الذين يمثلونها بدول المهجرفي مؤتمر إستثنائي ، ويخبرونهم ببرنامجهم اليومي في المغرب والمؤسسات الحزبية والعمومية التي ينوون اللقاء بها ..
هناك ملاحظات عديدة يمكن حصرها حول تحرك هذه التنسيقية التي لا تمثل إلا الأشخاص الموجودين فيها ، ولاعلاقة لها لا من بعيد ولا من قريب بمشاكل وهموم الجالية المغربية بالخارج ..
لو تفحصت أعضاء هذه التنسيقية واحدا واحدا وقمت بدراسة ميدانية حولهم في المدن وبدول المهجر التي يقيمون بها ، لوجدت أن هناك عامل واحد يجمعهم أنهم لا قاعدة جماهيرية لديهم ، بل تكتشف أن أغلبيتهم لا يتواصلون حتى مع المهاجرين المغاربة الموجودين في البلديات والمدن التي يقطنون بها..
ولو سألت المهاجرون المغاربة المقيمين في دائرة نفوذ القنصليات المغربية بالخارج التي يقيم بها أعضاء هذه التنسيقية سيقولون لك بدون أدنى شك أنهم لا يعرفونهم ، ولم يسبق لهم أن كانوا أصوات المهاجرين لدى السفارات أو القنصليات المغربية الموجودة بمختلف دول الإتحاد الأوروبي..
لأنهم لوكانت قضايا الجالية من أولى أولوياتهم اليومية ، لكانوا قاموا منذ بداية جائحة كورونا سواء بدول الإقامة أو بأرض الوطن بخطوات ميدانية للضغط أولا ، على أحزاب الأغلبية الحكومية من أجل السماح لمغاربة المهجر بدفن موتاهم بالمدن والقرى التي ينحدرون منها ..
ثانيا ، فتح حوار مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج من أجل تفعيل المذكرة الوزارية الخاصة بالتكفل بمصاريف نقل أو دفن جثامين موتى المهاجرين المغاربة الذين وافتهم المنية نتيجة إصابتهم بهذا الوباء الخطير كوفيد 19 ..
ثالثا ، طلب لقاء عاجل مع الوزير ناصر بوريطة الذي جمد كل الصلاحيات التي كانت مممنوحة لوزارة الجالية أيام الوزيرالمنتدب عبد الكريم بنعتيق منذ التعديل الحكومي الأخير..
رابعا ، ماذا سيفيد اللقاء مع الأمين العام لمجلس الجالية ؟ الذي منذ تشكيل حكومة سعد الدين العثماني وهو يطالب في كل خرجة إعلامية له بتفعيل قوانين تنظيمية الخاصة بالمشاركة السياسية لمغاربة العالم سواء من خلال خرجاته الإعلامية في القنوات العمومية أو عبر حوارات نشرت في الجرائد الوطنية الكبرى ..
خامسا ، الكل يعلم أن قرار تفعيل المشاركة السياسية لمغاربة بيد الجهات السيادية المرتبطة بالقصر الملكي التي على ما يبدو تركت الأمر بيد وزارة الداخلية ، وأن حكومة الظل الموجودة في الديوان هي التي لديها القرار الأوحد ، وبالتالي فلا الحكومة ولا الأحزاب السياسية سواء الموجودة في الأغلبية الحكومية أو في المعارضة ليس بيدها القرار المستقل في هذه القضية الحساسة ..
لأن منذ سنة تشكيل حكومة العثماني البعيدة كل البعد عن الخريطة السياسية التي أفرزتها الإنتخابية البرلمانية لسنة 2016 وتأكد بالملموس أنها لا تملك فعلا القرار السياسي وإنما هي واجهة تنفيذية لمهندسي القرار بالمحيط الملكي ..
الخلاصة ، أن أعضاء تنسيقية مغاربة الخارج ما هم إلا أرانب الإسترزاق السياسي البرلماني بدول المهجر، يحاولون إستعطاف المخزن السياسي الحاكم الفعلي للبلد من أجل أن يحصلوا على مقاعد برلمانية ريعية ، لأن العديد منهم لو ترشح بشكل ديموقراطي في الإنتخابات البرلمانية لن يحصل ولو على صوت واحد من مغاربة الخارج ..
الأكيد ، أن جائحة كورونا أظهرت ضعف الأحزاب السياسية المغربية الوطنية منها والإدارية وأنها فقط عبارة عن دكاكين سياسية ملئية بالفساد والمفسدين والأعيان وتجار المخدرات ولا تعبر عن قضايا الوطن الداخلية منها والخارجية ..
مع الأسف ، ممثلي الأحزاب المغربية بالخارج المشكلين لهذه التنسيقية عوض أن ينقلوا الجو والروح
والعقلية الديموقراطية التي عاشوا فيها لعقود من الزمن لأحزابهم السياسية ، تجدهم حصلوا على التزكيات من أجل تمثيل الأحزاب المغربية بالخارج عن طريق تبني سياسة ” باك صاحبي وصاني عليك ” والزبونية والمحسبوبية ..
وهنا لا أتكلم عن ممثلي الأحزاب الإدارية الذين هم فقط موظفين إداريين لدى مؤسسات الدولة المغربية ، بل عن اليساريين الذين باعوا أنفسهم للمخزن السياسي بثمن بخص ، لأنهم تأكدوا بأنفسهم بأنهم إن لم يبيعوا هم أنفسهم سيتم بيعهم من طرف رفاقهم ..

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
…………………………..رئاسة الحكومة
…………………………..الأمانة العامة للحكومة
…………………………..رئاسة البرلمان المغربي
…………………………..رئاسة مجلس المستشارين
…………………………..رؤساء الفرق البرلمانية
…………………………..وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
…………………………..وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
…………………………..الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
…………………………..المجلس العلمي الأعلى بالرباط
…………………………..مجلس الجالية
………………………….مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
………………………….الأمانات العامة للأحزاب السياسية المغربية
………………………….السفارات المغربية بالخارج
…………………………القنصليات المغربية بالخارج

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.