ما هي خلفيات إعتقال اليوتوبرز الأمريكي شفيق العمراني ؟ هل بسبب إنتماء عائلته لجماعة العدل والإحسان ؟ أم بسبب علاقته بالمعتقل الإسلامي السابق محمد حاجب ؟ أم لأنه تحدى جهاز الديستي بدخوله المغرب ؟ أم ماذا ؟
فرحان إدريس..
كل الشعب المغربي على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة شاهد فيديوهات الناشط الحقوقي واليوتوبرز الأمريكي شفيق العمراني ساعات قبل دخوله وإعتقاله من طرف السلطان الأمنية المغربية ، حين كان بمطار بروكسيل الدولي وصرح في الفيديو الأول أنه منذ مشاركته الأولى مع المعتقل الإسلامي السابق محمد حاجب وهو يتعرض للتهديدات من طرف جهات سيادية معروفة قالته له بالحرف الواحد : ” إذا دخلت المغرب سنعتقلك ولن ترى الشمس بعد ذلك ” أي ” غيغبروه ” ويختتم كلمته بالقول بأنه آت لزيارة هذا المساء مهما كانت التهديدات ..
أي شخص عاقل لا يذهب بنفسه إلى السجن ، وبالتالي هناك أسئلة عديدة تطرح حول سلوكيات الدكتور والمهندس والناشط الحقوقي شفيق العمراني ؟؟ لماذا أصر لدخول المغرب في هذا الوقت بالذات وهو يعلم علم اليقين أن السلطات الأمنية ستعتقله بمطار محمد الخامس الدولي ؟ ولماذا جاءت الزيارة بعد إنتخاب المرشح الديموقراطي جو بايدن رئيسا للولايات المـتحدة الأمريكية ؟ وهل هناك جهات خارجية دفعت اليوتوبرز الأمريكي لتحدي الأجهزة الأمنية والإستخباراتية المغربية ؟
في الفيديو الثاني يصرح المهندس شفيق العمراني بأن سلطات أمن مطار بروكسيل الدولي منعته من ولوج الطائرة الذاهبة للدارالبيضاء بحجة أنه لا يتوفر على شهادة إدارية تخوله دخول المملكة التي فرضت قوانين إستثنائية لزيارة البلاد بسبب جائحة كورونا ..
ووجه فيه العديد من الإتهامات ونقد لاذع لوزارة الشؤن الخارجية وللسفارة المغربية ببروكسيل وللمؤسسات العمومية المهتمة بقضايا الجالية نتيجة تعاملها اللإنساني مع مغاربة العالم الذين يرغبون زيارة المغرب..
ووصل به الأمر إلى السخرية من الملك محمد السادس رئيس الدولة المغربية وأمير المؤمنين وإتهمه أنه مغيب بشكل كامل عن ما يقع بالممكلة ..
وظهر عليه التوتر والعصبية لمنعه من صعود الطائرة المتوجهة إلى العاصمة الإقتصادية ، موقف يطرح العديد من الأسئلة من هي الجهات المغربية السيادية منها والدبلوماسية التي أمرت بمنع اليوتوبرز الأمريكي من ولوج الطائرة لأول مرة ؟ وهل فعلا المديرية العامة للدراسات والمسنتدات المعروفة ” بلادجيد ” الإستخبارات الخارجية ، هي التي كانت وراء منعه من ولوج الطائرة ؟
وأنها عملت ما في وسعها لعدم دخوله المغرب ، لعلمها أ نه سيتم إعتقاله بمطار محمد الخامس الدولي !
وهل فعلا تم توريط الديستي من طرف المخابرات الأمريكية لإظهار المملكة أنها تنتهك أبسط مبادئ حقوق الإنسان العالمية ، والحريات العامة ،وحرية رالرأي والتعبير ؟ ولماذا أصر على الذهاب للمغرب رغم ما تعرض إليه من منع ومضايقات بمطار بروكسيل ؟ هل هذا كله حبا في المغرب وزيارة العائلة ؟ أو هناك أسباب خفية لا يعلمها أي أحد ؟
وهل فعلا المديرية العامة للدراسات والمستندات ، لادجيد ، على وفاق تام مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني فيما يخص المقاربة الأمنية والقضائية المتبعة ضد نشطاء مغاربة المهجر الذين ينتقدون بقوة النظام السياسي الحاكم في المغرب على شبكات ومنصات التواصل الإجتماعي المختلفة ؟
للعلم ، أن لادجيد في عهد المدير العام الحالي ياسين المنصوري لم يسبق لها أن قدمت شكايات رسمية ضد نشطاء مغاربة الخارج رغم أن العديد منهم ، صحفيين وإعلاميين وحقوقيين ،الذين منذ سنوات وهو يكتبون مقالات نقدية وتدوينات على الفيسبوك وتويتر ضد مستشاري الإستخبارات الخارجية الموجودين بالسفارات والقنصليات المغربية بالخارج دون أن يتم توقيفهم على الحدود المغربية ..
ولهذا ، هل إعتقال شفيق العمراني اليوتوبرز الأمريكي كانت رسالة مباشرة من الحموشي شخصيا ومن الديستي عموما لمغاربة العالم الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي ، اليوتوب ،والفيسبوك وتويتر ، المنتقدين لأداء السلطات العليا بأن مآلهم السجن بمجرد أن تطأ أقدامهم الحدود المغربية الجوية منها والبرية والبحرية ؟ وأنهم سيوضعون في السجن ختى لو كانوا يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية !
وهل هي فعلا رسالة مباشرة من المستشار الملكي فؤاد علي الهمة بشكل خاص الرجل القوي بالمحيط والماسك الفعلي لكل خيوط الأجهزة الأمنية والإستخباراتية بالعهد الملكي الجديد لكل من يتطاول على شخصية الملك محمد السادس ؟
الحقيقة ، أن إعتقال شفيق العمراني تتداخل فيها أسباب داخلية وخارجية ستضع الجهاز الأمني والقضائي للمملكة في وضع حرج أمام الإدارة الديموقراطية الجديدة بالبيت الأبيض التي قالت على لسان الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية بأن أولى أولوياتها إطلاق سراح كل المواطنين الأمريكيين المعتقلين بشكل غير عادل ..
يا ترى هل سيصمد القصر الملكي أمام الضغوطات الأمريكية المتصاعدة للإدارة الديموقراطية الجديدة التي ترفع شعار ، الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم ، و حرية الرأي والتعبير وحماية الأقليات العرقية والدينية ، وأرسلت رسائل في هذا الإتجاه للدول العربية المعروفة بإنتهاكاتها الخطيرة لحقوق الإنسان ، جمهورية مصر والمملكة العربية والإمارات العربية المتحدة الأردن والمغرب ..
النظام العسكري الحاكم في مصر فهم الرسالة وأطلق على الفور سراح صحفي الجزيرة محمود حسين المعتقل منط أربع سنوات ، والسعودية أطلقت سراح مواطنين أمريكيين كانوا متهمين بالإرهاب والناشطة الحقوقية السعودية لجين الهذلول وتدرس حاليا الإفراج لا حقا عن آخرين ..
المغرب الذي دعم بكل قوة الرئيس السابق المرشح الجمهوري دونالد توامب في سباق الرئاسة الأمريكية بملايين الدولارات الذي خسرالمعركة الديموقراطية ، وخرج من الباب الخلفي من البيت الأبيض ، يتحدى من جديد الإدارة الديموقراطية الجديدة بإعتقال أحد أعضائه بالحزب بتهمة الإساءة المؤسسات وإهانة الملك وموظفين عموميين ..
يا ترى على ما يعتمد المحيط الملكي حتى يتحدى الرئيس الديموقراطي جو بايدن ؟ هل يظن بأن مفتاح البيت الأبيض يمر عبر تسريع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ؟
الكيان الصهيوني التي يعيش رئيس وزرائها ينيامين نتنياهو إهانة غير مسبوقة وإذلال متعمد من طرف الساكن الجديد بالبيت الأبيض الذي لم يتصل به لحد الآن رغم مرور ثلاثة أسابيع ..
قمة الإزدِراء لم يَقتصِر على عدم مُهاتفة نِتنياهو، وإمتدّ إلى رفض إستِقبال إثنين من أبرز مُساعديه في واشنطن، الأوّل هو يوسي كوهين رئيس الموساد الذي ينتظر مُنذ أسبوعين لتحديد موعد له للقاء بالمسؤولين الأمريكيين نُظرائه لمُناقشة المِلف النووي الإيراني، والثّاني مئير شابات مُستشار نِتنياهو للأمن القومي، وحامِل مِلف التّطبيع مع حُكومات عربيّة للغرض نفسه، أيّ بحث المِلف النووي.
خلاصة ، هل يستفيق المحيط الملكي من الغفلة التي سقط فيها بمعاداة الإدارة الديموقراطية الجديدة ؟ ومتابعة نهج سياسة الإعتقالات في حق الصحفيين والنشطاء الحقوقيين المستقلين الموجودين داخل المغرب وخارجه الذين يطالبون فقط بمحاربة الفساد والمفسدين وربط المسؤولية بالمحاسبة ..
ويطرحون سؤال محوري ومركزي للسلطات العليا من أين لكم هذا ؟
يتبع..
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
………………………………الأمانات العامة للأحزاب السياسية المغربية
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. …وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch
لم استفد شيئا من هذا المقال لانه يحتوي على التاؤلات فقط