لعل الدجل الأمني الذي يمارسه السيد محمد بلحرش، الذي تصفه بعض المنابر بأنه كولونيل في الإستخبارات العسكرية أو المديرية العامة للدراسات والمستندات المعروفة إختصارا ب”لادجيد” والذي هو في نهاية الأمر مجرد مكلف بمهمة، لم يعد يخفى على أحد بل أصبح حديث الساعة هذه الأيام ، والحديث عنه وعن ممارساته أصبح يؤرقه أكثر من غيره، هذا الشخص الغريب الأطوار الذي عمل ولا زال يعمل بعيدا عن كل مهنية ومسؤولية بل وبعيدا عن كل مراقبة ومحاسبة.
لا يُعرف البتة عن السيد بلحرش أنه خريج مدرسة عسكرية أو مؤسسة أمنية سواء بالمغرب أو خارجه، اللهم كونه كما أدرج هو بنفسه في سيرته الذاتية أنه تدرب في جهاز إستخبارات دولة عربية كان يشرف عليها وزير الإعلام السابق في عهد الرئيس المصري المرحوم حسني مبارك صفوت الشريف الذي يعرفه الأمنيون في العالم العربي بطرقه الناعمة لإستدارج زبنائه وابتزازهم…
وهو بذلك ممن مروا بالمدرسة الأمنية السيئة الصيت ثم نضيف إلى تدريباته، التركيبة الثقافية والقومجية له، حيث يغلبه طابعٌ يجمع بين المنتقم النفساني والقومجي المتطرف (الريفي المتطرف) والمستغل وهي سماتُ طبعٍ تُوَظَّفُ كلٌ في حينها أو جميعُها في آن واحد…
فصاحِبُنا ذو مكيدة إن لم نقل مكائد، لا صديق له إلا من إستثناءٍ واحد سيأتي الدور في الكلام عليه، والذين يحومون حوله هم للإستهلاك الحيني، وقد تستمر العلاقة معهم حتى تغلب نفسية المنتقم النفسي والقومي المتطرف (الريفي المتطرف) على طبع المستغل فينكل بمن خالفه إن أمكنه ذلك، وتكون بذلك القومجية الريفية قد أُشْرِبَتْ الإنتقام النفسي بنار حقدها الذي لا ينطفأ ولا يخبو لهيبه.
تتوافق مدرسة صوفت الشريف بشكل بعيد مع نفسية المنتقم بلحرش، وإن كانت مدرسة الوزير القديم هي صورة عربية للممارسات الأمنية الأمريكية، كان يشكل إدغار هوفر ” Edgar HOOVER ” أحد معالمها وأعمدتها بما عايشه من أحداث على مر ولايات رئاسية لسبع رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية، والدارس الأمني لحقبة (إدغار هوفر ) ، يعرف إنضباط ضباطه والمقربين إليه والإلتزام بالتعاليم وعدم الخوض في أمور لم يوكلوا بها… والإنضباط هو ما يفتقده المنتقم النفسي الريفي حيث يخوض في غير مجاله ومهامه وهو بعيد كل البعد عن المهنية والإحترافية ، بل وجب القول بصراحة وقصد لا يدعان مجالا للريبة والشك أن الذي كلفه بمهمة داخل مؤسسة لادجيد قد أضر بهذه المؤسسة وجنى على المغرب. والسؤال كيف يتم له الترامي لما دون مهامه ودون محاسبة ؟
كاتب المقال : عبدالله بُورِيشٍ وَصُوفٍ…