محللون مغاربة: هذه شروط نجاح القمة العربية في الجزائر

Advertisement

الرباط : أعمال الدورة العادية الـ31 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المزمع عقدها يومي الأول والثاني تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لن تكون كسابقاتها في ظل تحديات إقليمية ودولية صعبة، والرهان كبير من أجل إنجاح القمة، ومحاولتها رأب الصدع بين الدول العربية وتعزيز آفاق العمل المشترك، وهي مكتسبات لم تتحقق دون شروط، وفق محللين مغاربة.
من وجهة نظر إدريس لكريني، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، ومدير “مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات” في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش، يبقى نجاح القمة العربية في الجزائر مرتبطاً بالترتيبات وتنظيم الجهة المُضيفة والتي من شأنها بعث مؤشرات حول مدى نجاح القمة وأعمالها من عدمه أو تكرار السجالات الفارغة التي كانت كُلفتها خطيرة.
واستحضر الدكتور لكريني متحدثاً لـ “الشروق نيوز 24”، بؤر التوتر والصراعات الداخلية والخلافات بين الدول العربية، ولفت إلى التباين الحاصل في رؤى الدول العربية نفسها حول هذه الملفات، وأن القمة ستنعقد في ظروف إقليمية ودولية متأزمة تستدعي الحذر.
“على الجزائر إرسال إشارات إيجابية ومؤشرات على رغبتها الأكيدة في إنجاح القمة العربية، منها التحلي بالتبصر والتعقل والرؤية المتبصرة في معالجة الملفات الاستراتيجية خاصة بين المغرب والجزائر، هذه الأخيرة عليها أن تكون مستوعبة لتحديات المنطقة ولحساسية المرحلة التي تتطلب تجاوز خطابات التصعيد والقطيعة، وهي المؤشرات التي قد تدفع إلى حضور وازن للمغرب ولا أستبعد حضور الملك خاصة وأن آخر قمة حضرها كانت عام 2005 بالجزائر”، وفق تعبير الأستاذ الجامعي.
ودعا الخبير المغربي إلى ضرورة استيعاب حساسية المرحلة والبحث عن المشترك وتفادي الخلافات، ما قد يدفع إلى وأد القمة قبل ولادتها حتى، مشيراً إلى أن على الجزائر إرسال إشارات إيجابية، في حال أرادت إنجاح القمة، عبر التركيز على المشترك والقضايا الراهنة والمؤرقة في المنطقة، دون خنق القمة بنقاشات مجانية تُكرِّس القطيعة مع توزيع اتهامات التخوين، فضلاً عن التركيز على دعم العمل العربي المشترك وتجاوز الخطابات والسلوكات التي من شأنها أن تتجنب وقوع هذه القمة في الفشل كسابقاتها.
بالنسبة لمحمد بودن، المحلل السياسي ورئيس “مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية”، فإن إحاطة القمة بظروف النجاح، سيكون في حال حضور الزعماء البارزين ما يمكن من اتخاذ قرارات استراتيجية مهمة؛ مع الإدراك الكبير ببَعث روح جديدة في أشغال القمة والعلاقات بين الدول، لافتاً إلى أن عناصر التكامل والتبادل والمواقف الموحدة في ملفات عديدة تبقى في مستوى أدنى إلى منعدمة.
ويبقى العائق الكبير أمام الطموح العربي المشترك، وفق بودن متحدثاً لـ “الشروق نيوز 24”، هو الوضع الجيوسياسي الراهن في الوطن العربي، زيادة على الأزمات العديدة كالوضع في سوريا وليبيا والصراع العربي الإسرائيلي والوضع في اليمن والصومال والتحديات في العراق والمرحلة الانتقالية التي تعرفها السودان، ناهيك عن العلاقات الثنائية المتوترة بين البلدان كالمغرب والجزائر مثلاً.
“في حال الرغبة في إنجاح القمة وشعارها المتمثل في لمِّ الشمل، فعلى الدولة المُضيفة أن تتحمل مسؤوليتها لإعطاء قيمة للشعار وإلا سيكون فارغاً ودون أدنى قيمة” يقول المحلل السياسي المغربي، وتابع أنه في ظل مجموعات مُجمدة كالاتحاد المغرب العربي وانطلاقة مجلس الدول الخليجي وتحديات دول القرن الإفريقي والوضع في منطقة الشرق الأوسط والوضع الدولي الراهن، فإن الأمر يتطلب تكتُّل المواقف العربية ورصّ الصف، لأن الأمر يتجاوز الإعلانات إلى العمل وتفعيل المقررات وهو أمر تكتنفُه التحديات والصعوبات.
إلى ذلك، قال الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية”، محمد نبيل بنعبد الله، إن القمم العربية والجامعة العربية ما تزال بعيدة عن استنساخ نموذج الاتحاد الأوروبي.
وأشار الزعيم السياسي المغربي، ضمن حواره مع موقع “فبراير.كوم” المحلي، إلى أن الدول العربية ما تزال تفرض بينها التأشيرات للدخول إلى أراضيها، معتبراً أن هذا الأمر بعيد عن حرية التنقل الموجودة في الاتحاد الأوروبي. وأضاف المتحدث أن الدول العربية تعرف فيما بينها خلافات عميقة، تُغذّيها بعض القوى العظمى تحول دون حل إشكاليات العالم العربي ومن أبرزها القضية الفلسطينية.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.