مغاربة العالم من جديد كالحطب في مظاهرة 10 نونبر بباريس للرد على حادثة إحراق العلم المغربي يوم السبت 26 أكتوبر بالعاصمة الفرنسية !!

Advertisement

فرحان إدريس..

يبدو أن ما حدث ، في الأسابيع الماضية من إجتماعات بالقنصليات المغربية بالخارج وعلى الخصوص بدول أوروبية غربية معينة ، كان الهدف منها أولا وأخيرا التحضير لمظاهرة 10 نونبر المقبلة بالعاصمة الفرنسية باريس ، للرد كما يقال على إنفصاليي حراك الريف ، التي أحرقت واحدة منهم العلم المغربي رمز السيادة المغربية سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي داخل أرض الوطن وخارجه..
مرة أخرى الدولة المغربية بجميع مصالحها الخارجية ، تؤكد بشكل قاطع أنه ليس لها إستيراتيجية واضحة على المدى البعيد بدول المهجر والإقامة ، سواء لمقارعة تحركات إنفصاليي البوليساريو أو مواجهة خطط قادة حراك الريف بدول الإتحاد الأوروبي ، فقط هناك ممارسة سياسة رد الفعل ..
لهذا يطرح السؤال ؟؟ ،هل أن الإجتماعات التي عقدها الموظف المعلوم بالقنصلية العامة بميلانو أو معاونوه أثناء اللقاء التواصلي الأخير بمدينة ابريشيا مع أفراد من الجالية المغربية بجهة لومبارديا والفينيتو وريجيو إيميليا ومودينا ؟؟ كان الهدف منها تسويق الفكرة وإقناع ما أمكن من المهاجرين المغاربة المقيمين بالديار الإيطالية للمشاركة في مظاهرة باريس المقبلة ؟؟
الدولة المغربية ومصالحها الخارجية حين تجد نفسها محاصرة بدول المهجر والإقامة سواء من طرف إنفصاليي البوليساريو أو أعداء وحدتنا الترابية المعروفين أو من طرف ما يعرف إعلاميا بقادة حراك الريف الموجودين بالديار الأوروبية ، تلجأ دائما لأفراد من الجالية المغربية بالخارج لإستعمالهم كالحطب لإشعال النار ضد معارضي المملكة المغربية بالخارج و تنظيم مظاهرات كتلك المقبلة في العاصمة الفرنسية ..
الدولة المغربية إستعملت القبضة الحديدية الأمنية ضد قادة حراك الريف بالداخل ، وأصدرت أحكام قاسية ضدهم ، لمجرد أنهم خرجوا في مظاهرات سلمية لأكثر من ستة أشهر، مطالبين بمستشفى لمرضى السرطان ، بحكم أن منطقة الريف تعرف أعلى نسبة من المصابين بداء السرطان على مستوى مدن وقرى المملكة ، وجامعة وخلق فرص شغل وبنية تحتية تضمن الحياة الكريمة لأهل الريف ,,
وبما أن ممثلي المملكة المغربية بالخارج يفتقدون لمصداقية بين المجتمعات المدينة الأوروبية على مستوى التواصل الإعلامي ، وأن أغلبية ممثلي إحدى المؤسسات العمومية المغربية لازالوا يتصرفون لحد الآن في القضية الوطنية الأولى للمملكة بعقلية سنوات الجمر والرصاص مع النشطاء والحقوقيين والإعلاميين والجمعويين المستقلين ، ويمارسون سياسة * فرق تسود * بين صفوفهم ليل نهار.
وينسون أنهم أحد الأسباب الرئيسية فيما وصلت إليه قضية وحدتنا الترابية من ضعف على جميع المستويات ، السياسي منه والدبلوماسي والحقوقي والإعلامي والجمعوي بدول الإتحاد الأوروبي !!
سبعة ملايين من مغاربة العالم يعاملون كلاجئين في وطنهم ، لا حقوق لهم سياسية أو فكرية أو ثقافية ، وخارج أرض الوطن مفروض عليهم أن يكونوا تابعين ومنفذين لممثلي المملكة بالخارج حين يجدوا أنفسهم محاصرين في ركن من الزاوية ، لأنه لا يتوفرون على الأهلية الفكرية والثقافية والسياسية ، ويمارسون وظيفتهم بدون مهنية وتغلب على تقاريرهم الذاتية والحزازات الشخصية مع النشطاء الذين لا يخضعون لهم ,,,
ومنذ المصادقة على دستو 2011 ، لم تفعل لحد الآن فصول 17 و18 و19 و163 التي تضمن حقوق المواطنة الكاملة لمغاربة الخارج ، المشاركة السياسية ،حق الترشح والإنتخابات كما حدث ويحدث مع الجالية العربية والإفريقية الموجودة خارج أوطانهم ، بل هناك الفصل 4 من قانون الجهوية يمنع على المهاجر المغربي تولي أي منصب سياسي سيادي في الجهة !!
أليس هذا ميز عنصري رسمي ضد كتلة سكانية ضخمة تعتبر القطاع الإقتصادي للمملكة فيما يخص التحويلات المالية السنوية وجلب العملة الصعبة ؟؟
مغاربة العالم ليست لهم مشكلة مع حراك الريف الذين يطالبون بحقوقهم المدنية والسياسية والإقتصادية والفكرية والإجتماعية والإعلامية ، ولا نقصد هنا بطبيعة الحال الإنفصاليين منهم الذين هم أعداء الوطن مثل إنفصاليي البوليساريو ، الدولة المغربية بجميع ممثليها بالخارج ومؤسساتها عليها أن تتحمل مسؤولياتها على المستوى الدولي ..
هؤلاء السفراء والقناصلة والمستشارين بدول المهجر والإقامة الذين يتقاضون الآلاف من الأورو شهريا مع إمتيازات وتعويضات السكن والسيارة والبنزين ، هل سيستطيعون جمع ما يقارب 6000 مهاجر مغربي للمشاركة في مظاهرة 10 نونبر بباريس المقبلة كما حشد قادة الريف بأوروبا في مظاهرة 26 أكتوبر السابقة بباريس بتمويل ذاتي ؟؟
الغريب أنه في كل مرة ، يجد ممثلي الدولة المغربية بالخارج أنفسهم في مشكلة ما على مستوى تحركات تفصاليي البوليساريو أوقادة حراك الريف بدول الإتحاد الأوروبي في إطار سياسة ردة فعل !! ، يلجأون لأفراد الجالية المغربية بالخارج ، حدث هذا من قبل حين دعي الشعب المغربي للتصويت على دستور 2011 ، نتيجة هبوب رياح ربيع العربي على المغرب ، وفرت جميع الإمكانيات المادية واللوجستية والقانونية لضمان مشاركة أوسع للمهاجرين المغاربة بالخارج ، وسقطت كل العوائق والحواجز داخل المملكة وخارجه ، وما سمعنا أي مسؤول سيادي يصرح أن هناك وجود عوائق قانونية لضمان تصويت مغاربة الخارج ؟؟
الدولة المغربية حين تكون في ورطة سياسية أو أزمة دستورية أودولية توفر كل الإمكانيات المتاحة وترفع الفيتو ضد أي حاجز مهما كان ،المهم إنجاح العملية ..
نفس العقلية الأمنية والسياسية التي أدارت قضية وحدتنا الترابية منذ ما يزيد عن أربعة عقود هي نفسها التي تدير أزمة حراك الريف داخل أرض الوطن وخارجه ..
قضية حراك الريف كانت أزمة محلية وجهوية ، كان بقليل من الدهاء السياسي والمرونة الحقوقية والفكرية والثقافية إيجاد الحلول في إحترام تام للقانون والدستور ، لكن أولئك الموجودين بالمحيط الملكي الذين دفعوا الحكومة المغربية بوصف قادة حراك الريف بالإنفصاليين جعلت هذا الحراك الإجتماعي المطلبي بإمتياز أن يتحول إلى قضية رأي عام وطني ودولي ,,,
كان من المفروض أن يتم محاسبة القتلة الحقيقيين للشهيد محسن فكري وللشبان الريفييين الخمسة الذين تم الرمي بجثتهم أمام البنك الشعبي بالحسيمة ,,
مع الأسف الدولة والشعب المغربي ومغاربة العالم يدفعون أخطاء المسؤولين أصحاب القرار بالمحيط الملكي السياسيين منهم والأمنيين ، لهذا لا يمكن لمغاربة العالم أن يكونوا المرآة التي تحجب هذ الأخطاء الفظيعة لمهندسي القرار بالعهد الملكي الجديد ,,
ليتذكر مغاربة العالم كيف تم إستغلال نشطاء وداديات مغاربة الخارج بدول المهجر والإقامة خلال سنوات الجمر والرصاص ؟؟ ، وكيف تم تهميشهم في العهد الملكي الحالي ؟؟
وكيف أن معارضي المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني الذين تآمروا على إسقاط حكمه طوال عقود من الزمن ؟؟ إنقبلوا وأصحاب القرارالسياسي والإعلامي والحقوقي في عهد الملك محمد السادس !!
يا نشطاء مغاربة العالم لا تجعلوا ممثلي الدولة المغربية بالخارج يستعملونكم مثل الحطب لإشعال النار لمواجهة معارضي النظام بالخارج !! ، وحين تنطفأ نار الحطب وتتحول لرماد يتركوناها في مكانها , وحين تهب الرياح يتناثر في الهواء , كأن شيئا لم يجث ؟؟ ويعود هؤلاء لممارسة مهامهم الوظيفية من جديد !!
الإنفصالية الريفية التي حرقت العلم الوطني هي واحدة من سبعة ملايين من مغاربة العالم ،وبالتالي لا تمثلهم و لا تمثل الحراك لا من بعيد ولا من قريب ، وهذا ما أكد عليه قائد حراك الريف ناصر الزفزافي في تسجليه الصوتي الأخير ..
هناك ما يقارب 531 مليون درهم أي حوالي 53 مليار سنتيم موجهة للتأطير الثقافي والديني موجهة لمغاربة العالم ،كيف صرفت ؟؟ وأين ذهبت ؟؟ ولماذا لم يفتح تحقيق شفاف ونزيه مع الوزارات والمؤسسات العمومية المهتمة بقضايا الجالية بالخارج التي ذكرها تقرير المجلس الأعلى للحسابات ؟؟
لو قامت الوزارات والمؤسسات العمومية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج بدورها الحقيقي في التأطير الثقافي والديني ،لما رأينا مهاجرة تحرق العلم المغربي في ساحة عمومية بباريس ؟؟
التهميش والإقصاء الذي طال أكثر من ستة عقود مغاربة العالم سيؤدي لكوارث لا يتوقعها أي أحد ، ولعل عملية حرق الراية الوطنية من طرف مهاجرة مغربية ، ما هي آخر إلا الإشارات التي يجب على الملك محمد السادس رئيس الدولة المغربية وأمير المؤمنين وحامي الملة والدين إلتقاطها على الفور ، وعليه أن يتذكر في مل لحظة أن شباب الجالية أصبح العمود الفقري للتنظيمات الإسلامية المتطرفة والإرهابية ,,
وأن لا يستمع للتقارير المرفوعة من طرف المسؤولين المغاربة بالخارج لأنها تفتقر للمهنية ويغلب عليها الطابع الذاتي والشخصي ,,,

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي

…………………..رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
……………………..الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
……………………..وزارة الجالية وشؤون الهجرة
……………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج
……………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.