فهد الباهي/ إيطاليا …
قبل بضع أيام، خرج ألاف المواطنين، بل ملايين البشر في مختلف بقاع الأرض رافعين شعارات موحدة وبصوت واحد في وجه حكوماتهم ومسؤولي دولهم، يقولون بلغات مختلفة مضمونها واحد، وهو ” كفى من التلقيح، لا للتلقيح ، لا لجواز التلقيح، ولا للجرعة الثالثة”.
كانت هذه هي أغلب الشعارات التي رفعتها الشعوب في وجه حكامها، أو قادتها بمختلف درجاتهم.
وكذلك نسبة إختلاف الوعي ودرجات التمتع بالحقوق والحريات لدى الشعوب كانت سببا في إختلاف مظاهر الإحتجاجات، وقعت تظاهرات وإشتباكات عنيفة على سبيل المثال في فرنسا أدت إلى مشادات وتبادل الضرب بين المتظاهرين مع بعض رجال القوات العمومية الذين إضطروا لإستعمال الغازات المسيلة للدموع والعنف المفرط لتفريق المحتجين، وسجلت أضرار في صفوف الطرفين، كما سجلت خسائر مادية في ممتلكات عمومية…
كما وقعت مواجهات أخرى عنيفة في مناطق متعددة في إيطاليا، وقامت السلطات بإستعمال العنف المفرط، وتمت تفرقت المحتجين بالمياه القاذفة والهراوات…، ما أذى إلى تبادل العنف في بعض المدن بين الطرفين، القوات العمومية والمحتجين ضد التلقيح وجواز التلقيح، وإحتجاجات أخرى كانت سلمية، وقد أسفرت عن إعتقالات في حق عدد لا بأس به من المحتجين ليتم إخلاء سبيلهم في وقت لاحق .
ولا يفوتنا أن نعرج على دولة من الدول المتحضرة والتي يعيش مواطنوها الرفاهية والبذخ، والسعادة رغم قساوة البرد…، ألا وهي أستراليا، و التي خرج مواطنوها في جحافل بل وأمواج بشرية نقلت أحداثها على المباشر عبر منصات مواقع التواصل الإجتماعي…، حيث تابعنا وشاهدنا أن هذه الأمواج إلتهمت القوات العمومية وسيطرت على الميدان بالقوة، بل وإستعمل المتظاهرون العنف المفرط في حق القوات العمومية التي حاولت صدهم، لتذوب جدرانها من أول وهلة أمام السيل الجارف من الأمواج البشرية للمحتجين، وقد ألزمت الحكومة بالتراجع الفوري عن قرار التلقيح وفرض جواز التلقيح على المواطنين حاليا، وطلبت مهلة قصيرة للتشاور (الحكومة).
وأيضا، خرج ألاف المواطنين المغاربة في مختلف ربوع المملكة يوم 24 أكتوبر 2021 بكل من : (الدار البيضاء، والرباط، وطنجة، ومراكش، وسلا، والمحمدية، والقنيطرة…)، وكانت مدينة أكادير أم المدن المحتجة والتي ذاع وشاع صيتها في العالم بسبب الشرطية السمراء، التي إتهمها مواطنون بالصوت والصورة على مواقع التواصل الإجتماعي، بل شهود عيان إن صح التعبير، حيث يقولون عاينوا الشرطية ضربت المرأة العجوز وتسببت في كسر يدها، كما إلتقطتها عدسات الهواتف وكامرات الصحافة من زوايا مختلفة وهي تقفز وتضرب فتاة في أعلى مؤخرتها على مستوى ظهرها لتلحق بها الأذى.
مشهد لا يمكن إلا أن نصفه بـ المخزي والمشوه والذي يحمل في طياته إهانة لمؤسسة الأمن الوطني والتي لطالما فتئ السيد “عبداللطيف الحموشي” يسهر ليل نهار على تأهيلها وجعلها في مستوى المسؤولية والتحديات المطلوبتين على المستوى الوطني والدولي.
أجمع معشر الشعب المقهور بتعليقاتهم المتباينة على مواقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” وباقي التطبيقات…، على أن هذه الشرطية وبهذا السلوك الحاطة من الكرامة، والقفزة الهوليودية التي ضربت ظهر الفتاة وأتهمت بكسر يد المرأة..، إنما كانت قفزة قوية وضرب للدستور وروح الدستور الذي صوت له الشعب المغربي سنة 2011، وخاصة المادة 22 التي حفظها المغاربة عن ظهر قلب، ووجب على النيابة العامة فتح تحقيق في النازلة مع ترتيب الجزاءات القانونية خصوصا وأن الشريط الفيديو واضح للأعمى، و صحي والأموات في قبورهم .
ولا يفوتنا أن نذكر أن الإحتجاجات عادت يوم الأحد 31 أكتوبر 2021 وبقوة أكبر وأكثر، بل وشارك فيها الأباء والأمهات والشيوخ والشباب، ومع الأسف تمت مواجهتها بالعنف في بعض المدن من قبل القوات العمومية، لكن المحتجين الأحرار والأخيار واجهوا عدوانية بعض رجال القوات العمومية (المأمورين) بالشعارات السلمية الحضارية.
السؤال ما هي الجدوى من العنف ؟؟.
في حقيقة الأمر وعند بداية إنطلاق حملة التلقيح، ملايين المغاربة تفاعلوا في بداية الأمر مع التلقيح، الجرعة الأولى والثانية وفئة قليلة جدا تلقحت بالجرعة الثالثة حسب إحصائيات الوزارة الوصية على القطاع.
ما قلب السحر على الساحر هو فرض “جواز التلقيح الإجباري” على المواطنين بطريقة غير مقبولة، بعدما كان ملك البلاد قد صرح على أن التلقيح إختياري وليس إجباري، وبعدها يأتي وزير الصحة (المعين والغير منتخب) ويفرض جواز التلقيح الإجباري، هنا نفتح قوس، وكما يعلم الجميع إذا تخاصما شخصان سيد القوم يحكم بينهما بلغة الجاهلية.
وهذه مسألة خصام بين الشعب ووزير، نعم مسألة خصام بين الشعب ووزير يريد أن يقوض المغاربة بقرار غير مسؤول، ومسألة هذا الخصام حسم فيها الملك محمد السادس حين صرح أن التلقيح مسالة إختيارية…، وقالت منظمة الصحة العالمية على أن التلقيح إختياري وليس إجباري، وإلى هنا وجب على الوزير “خالد آيت الطالب” سحب قرار جواز التلقيح الإجباري، ويعلم أن عهد الجاهلية إنتهى، وأن ملك البلاد صرح ما مرة أن المغرب دولة مؤسسات، وأن القرارات المصيرية مثل هذه تأخد وقت ونقاش علمي، لا وقتا للمباغثة والتطاول على الشعب ومنع نواب برلمانيون منتخبون من دخول قبة البرلمان للتعبير عن صوت الشعب، وينطبق عليك المثل القائل معالي الوزير “دخلناه من القطرة شد في البقرة”، أنت غير منتخب وعليك أن تسمع صوت الشعب وقرارات الملك، والنواب المنتخبون، في الأخير الشعب يهمه قرار الملك الذي دائما كان لين وبتوافق، والأن سنغلق القوس.
تم من واجبك ومسؤوليتك أن تجيب على الأسئلة التي يطرح المواطنين ليل نهار، وهي التالية :
لقد إنتشرت عشرات الفديوهات بالصوت والصورة لآباء وأمهات وشباب يحملون شواهد التلقيح وشكاوى…لأطفالهم ويصرحون أن أولادهم وأقاربهم وذويهم منهم من أصيب بالعمى، ومنهم من أصيب بالشلل بعد التلقيح، وآخرون إدعوا أن أباءهم وأمهاتهم ماتوا مباشرة بعد تلقي الجرعة الثانية أو الثالثة، وشاهد العالم طفلة أصيبت بالهستيريا وشعرها يتساقط في فيديو بالصوت والصورة، لسنا ضد التلقيح معالي الوزير.
هل من أجوبة شافية عن هذه الأسئلة ؟؟.
لا أخفيكم أن عشرات الأصدقاء في تواصلي معهم أكد لي البعض منهم أنه يحس بصداع في الرأس بشكل دائم ومتواصل ، العياء القاتل، وأعراض كثيرة ومختلفة من شخص لأخر، وكل هذا طبعا بعد التلقيح، لسنا ضد التلقيح معالي الوزير. هل تتحملون مسؤولياتكم ؟.
إذا كنتم ستتحملون مسؤلياتكم القانونية والقضائية وتحت كل الضمانات الفعلية كما في الدول المتقدمة، والتاريخية، تفضلوا وفرجونا على علو كواحلكم، ماذا عن الطفلة التي تصرخ ليل نهار.
هل ستهدؤن من روعها وروع أمها وتعيدون لها شعرها حالتها الطبيعية ؟ الفتاة التي تصرح بوجه مكشوف أنها لا تحس بنصف جسمها ورفضت المستشفيات إستقبالها.
ما هو مصيرها وأين سينتهي بها الأمر؟؟. الطفل الذي فقد بصره، هل سيعود إليه ؟ .
معالي الوزير المحطوط والغير منتخب، إذا توفقت في الإجابة عن هذه الحالات بعدها كن على يقين أن المغاربة مستعدون لتلقي الجرعة الثالثة والرابعة والعاشرة والخمسين، وحتى إن أردت أن تجعل من جلود المغاربة “غرابل” لا مشكلة .
هذه اللقاحات لحد الساعة مجرد تجارب، ولحد الساعة لم يتبث نجاعتها أي مختبر في العالم، وآخر التصريحات التي قالتها الصحافة على التلفاز الإيطالي أن مفعول لقاح “جونسون johnson” وبعض اللقاحات إنتهى بعد ثلاثة أشهر، وأن باقي اللقاحات ستفقد مفعولها في جسم الملقحين في مدة تتراوح بين “ستة أشهر وسنة”، لماذا العالم كله يتأنى الحذر وعلى رأس هذه الدول “النرويج”، والتي صرحت رئيسة حكومتها قائلة : كورونا على الإنسان أن يتعايش معها وخففت من جميع الإجراءات الإحترازية التي نصحت بها المنظمات الصحية.
فإذا كان معالي السيد وزير (المنصب والغير منتخب) يهتم بالصحة، فليهتم أولا بصحة المواطنين المغاربة أبائنا وأمهاتنا وأخواتنا وإخواننا، فما عليه إلا وقف ميزانية هذه اللقاحات التي تكلف خزينة الدولة ما لا طاقة لها به بعقود مع شركات لا علاقة لها بالطب ولا الصيدلة، ويوجه هذه الميزانيات الضخمة إلى إصلاح المستشفيات العمومية، ومراكز تصفية الدم الذين يعانون ليل نهار، ومرضى القلب والشرايين، ومصابي مرض السرطان والسكر وأمراض أخرى مزمنة يعاني منها آلاف المواطنين في صمت، منهم أساتذة(ات)، ومتقاعدي الجنود ونسائهم، ومتقاعدي المعامل الذين أفنوا زهرة أعمارهم في خدمة الوطن وترويج إقتصاد الوطن كل من موقعه، وعلى مسؤولي الدولة في هذا القطاع المهم أن يكون رحيما بهم ويوفر لهم جميع ضروريات العلاج في إطار ثقافة الإعتراف بالجميل لمن ضحوا من أجل الوطن، مع العلم أن التطبيب حق مشروع لكل مواطن مغربي بمجرد أن يرى النور في بلد الحقوق والحريات والمؤسسات حسب الدستور، طبقا للمواثيق والأعراف الدولية، ” راك كتسبق راسك قبل رجليك “، إصلاح القطاع الصحي العمومي وتسوية الممرضين والأطباء أولا.
معالي الوزير (الغير منتخب) من قبل المصوتين، قلت بعظمة لسانك أن نسبة الملقحين تفوق حوالي 22 مليون أي حوالي %66 ، وأضفت أن الفئة التي ضد التلقيح قليلة ولن تهتم برأيها، وأجيبك أن الأغلبية لم تصوت عليك لتتكلم أو تتخذ القرارات بإسمها. تم حددت الفئة القليلة في حوالي ستة ملايين، في جملة واحدة، ستة ملايين نسمة دولة…
وهناك دول نسبة سكانها أقل من ستة ملايين، وعليك أن تتراجع عن هذا التصريح الخطير التحريضي الإستفزازي، حيث صرحت علنا في خرق سافر لأعراف التواصل والتفاعل مع مطالب الشعب بعدم الإكتراث والتجاهل وتهميش الأقلية…
وهو ما من شأنه أن يزيد نسبة الإحتقان في صفوف المحتجين، وبناء على هذا التصريح العدائي لفئة تقدر بـ ستة ملايين، وكمواطن مغربي أطالب من الملك “محمد السادس” عزلك من هذا المنصب الذي لا تستحقه أن تتولاه، كون ملك البلاد صرح مرارا وتكرارا أن المغاربة سواسية في الحقوق، ومن حق كل مواطن التعبير عن رأيه.
وأقول لك معالي الوزير الغير منتخب، واجب عليك أن تصغي لكل مغربي وإن كان واحدا وفردا، وتستجيب وتتفاعل مع مطالبه لأنك موظف عند الشعب بأكمله وتتقاضى أجرك السمين والغليظ الذي يفوق راتب رئيس دولة عظمى أمريكا من الضرائب المباشرة والغير مباشرة التي يؤديها جميع المواطنين المغاربة.
وفي الأخير تبقى مجرد مسؤول في مهمة إنتدابية، فكيف تجهر علنا على أن لا تتفاعل مع ستة ملايين مواطن مغربي، ولن أقول وصلنا أعلى مراتب القبح السياسي، لأن هذه العبارة لا تعنيك لأنك بطبيعة الحال لست سياسي و غير منتخب.