مقارنة وقراءة نقدية في دورة تكوين الأئمة والمرشدين بين المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة والكنفدرالية من جهة ، وجماعة الإخوان المسلمين وإتحاد الهيآت والجاليات الإسلامية بإيطاليا من جهة ثانية !!
فرحان إدريس..
كان لابد من نقاش دورة تكوين الأئمة والمرشدين التي ستنظمها الكنفدرالية بتعاون مع المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الموجود مقره المركزي بعاصمة الإتحاد الأوروبي بروكسيل ، الذي ينطبق عليه المثل الشعبي المغربي : ( إلا كان الخوخ يداوي ، يداوي غير راسو ) ، لأن هذا المجلس الذي خصص له مقر يقدر ب 2 مليون أورو ، ولا أحد يدري كم هي ميزانيته السنوية ؟؟ ولا عدد الموظفين الذين يشتغلون بإدارته المركزية ولا أولئك النشطاء من مغاربة أوروبا التابعين له ، الذين تم إختيارهم ليكونوا أعضاء فيه ؟؟
بحيث أنه بإيطاليا هناك شخصين كأعضاء فيه ، الأولى سيدة تقيم بمدينة بيزا ، و الثاني مهاجر مغربي يشتغل كتاجر متجول في جهة لا زيو روما وهورئيس الفدرالية الإسلامية لجهة لازيو روما ، وتتناثر أخبار هنا وهناك أن أعضاء المجلس الأوروبي للعلماء يتقاضون مرتبات شهرية تتراوح ما بين 2000 أورو إلى 2500 أورو ، لا ندري هل هذه الأخبار صحيحة أم لا ؟؟
ما يهمنا هو أن هذا المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة بقي عاجزا أمام تشيع ما يقارب 30.000 من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالديار البلجيكية شباب وشابات ورجال ونساء ، ولم يقدم شيء يذكر في التأطير الديني للجيل الثاني والثالث والرابع من مغاربة العالم الذين فضلوا إعتناق المذهب الشيعي أو الفكر المتطرف ليصبحوا خلايا نائمة جاهزة للقيام بعمليات إرهابية في العديد من الدول الأوروبية ، وقادة عسكريين ميدانيين للتنظيمات الإرهابية المختلفة ,,,
ولهذا حين رأينا المنشور يروج على الواتساب بأن هناك دورة تكوينية للأئمة والمرشدين ستنظم بشراكة بين الكنفدرالية والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة …
مبادرة جاءت بطبيعة الحال كالعادة بعد النشاط الذي نظمه يوم 10 نونبر 2019 إتحاد الهيآت والجاليات الإسلامية بإيإطاليا بشراكة مع المجلس الأوروبي للعلماء الذراع الدعوي لحركة الإخوان المسلمين , التي لازال يتحكم فيها بإيطاليا كل من القياديين السوريين الدكتور نور الدهشان المقيم بمدينة أنكونا المعروف بأبي النور ، والدكتور أبو الخير بريغيش الذي يقيم بمدينة ترينتو ..
الندوة نظمت بمدينو بولونيا و حضرها ممثلين عن الكنيسة الكاتوليكية والعديد من الأئمة والمرشدين والمرشدات المنتمين للفكر الإخواني بالديار الإيطالية ،الذين أغلبهم حاصلين على شهادات جامعية وأكاديمية ، ويخطبون في أيام الجمعة أو يلقون دروس في العديد من المراكز الثقافية الإسلامية التابعة لإتحاد الهيآت والجاليات الإسلامية المعروف بالأوكوي * U.C.O.II.*
الملاحظة الأساسية لجمعية الأئمة والمرشدين التابعة لحركة الإخوان المسلمين بإيطاليا هو الهيكل الإداري التي ينظم عملها بشكل قانوني فوق التراب الإيطالي وهؤلاء هم الأشخاص الذين يكونون طاقمها الإداري ..
على عكس الكنفدرالية الإسلامية الإيطالية التي لحد الآن لم تعقد جمعها التأسيسي لتجديد هياكلها التنفيذية لأن المكتب الحالي يفتقد للشرعية القانونية حسب القوانين الإيطالية المنظم لعمل الجمعيات ..
وحسب المنشور أعلاه , يتبين إن لم تكن منتمي إلى إحدى الفدراليات الإسلامية الجهوية لا يمكن لك أن تستفيد من الدورة التكوينية للأئمة والمرشدين ، مع العلم أن هناك العديد من المراكز الثقافية المغربية أئمتها لا يرغبون في المشاركة في هذه الدورة المنظمة من طرف الكنفدرالية والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة لأن مستواهم الثقافي أكاديمي وجامعي على عكس رئيس الكنفدرالية الذي مستواه الثقافي متدني بشكل غير محدود ، وهو يشبه كما يقال بالدرجة العامية * الطلبة الذين عادة يذهبون لتلاوة آيات من الذكر الحكيم , وإنشاد بعض الأذكار الدينية في المناسبات العائلية وينتهي الحفل بتقديم طاجين الكسكس لهم ..
السوءال المطروح , ماذا قدم المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة للجالية المغربية بالخارج ؟؟ وشباب الجالية من الجيل الثاني والثالث والرابع تجده إما تعاطى للمخدرات وللجريمة المنظمة أو إعتنق المذهب الشيعي أو الفكر المتطرف عموما لدرجة أنهم أصبحوا يشكلون خلايا إرهابية وحصلوا على مناصب قيادية عسكرية ميدانية في تنظيمات القاعدة وداعش ,,
فمنذ تأسيس هذا المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة وهو يقوم بلقاءاته الكلاسيكية مع الكنفدرالية وإقصاء الجمعيات الأخرى التي لا تنطوي تحت لواء الفدراليات الجهوية والكنفدرالية في السنة الماضية ، الدورة الأخيرة لهاذا المجلس كانت في بولونيا ، يا ترى لماذا 33 جمعية إسلامية لم تشارك ؟؟ بل إمتنعت عن الحضور؟؟ رغم أن الدورة التكوينية كانت في قعر دارهم ؟؟
المكتب التنفيذي للكنفدرالية عاجز على أن يلبي مطالب الجمعيات الإسلامية والمهاجرين المغاربة عموما ، لأن هذا المكتب التنفيذي لم يعد مرغوب فيه لكون برامجه تنفر مسؤولي الجمعيات وأفراد الجالية المغربية ، ولكون هذا المكتب لم يستطيع رغم محاولات المتكررة في تكوين لجنة للأئمة والمرشدين كما هو حاصل مع الأوكوي ، وقد تم عقد لقاءات عديدة في هذا الباب لكنها باءت بالفشل لأن جل الأئمة والمرشدين رجلهم مع الفدرالية , ورجل أخرى مع جهة أخرى وخاصة مع الرابطة الاسلامية أو إتحاد الهيآت والجاليات الإسلامية ..
لهذا تطرح أسئلة عديدة في هذا المجال ؟؟ يا ترى ما هو مستقبل الجالية المغربية المقيمة بالديار الإيطالية التي يقدر عددها ب 540.000 نسمة و123.000 نسمة مقيمين غير شرعيين ، 40 % منهم من الشباب والفتيات ؟؟ والذين لا حظ لهم في التأطير الديني والثقافي الصحيح في ضوء العبثية والعشوائية التي تطبع عمل الفدراليات الجهوية والكنفدرالية !! وصدق من قال : (فاقد الشيء لا يعطيه )
شباب الكنفدرالية هم أقل عددا مما نسمعه ، تخيل أن منطقة ميلانو ونواحيها رغم وجود الجالية المغربية بكثافة تقدر ب 100.000 نسمة ، لكن مؤخرا عقد إجتماعًا مع الشباب وكان الحظور 16 شابا !! أين شبابنا وشاباتنا لمذا ينفرون من مسؤولي الفدراليات الجهوية والكنفدرالية ؟؟
الكنفدرالية عجزت على أن تلبي إغراءات الشباب المغربي ذكور وإناث الذين وجد هذه الاغراءات في الرابطة الاسلامية و جماعة الإخوان المسلمين و جماعة العدل والإحسان و والمد الشيعي خاصة في تورينو وروما وما أدراك روما ,,,
شبابنا هم أكبادنا فمنهم ما يقارب 5000 مهاجر داخل السجون المنتشرة في كل الجهات والمدن الإيطالية ، لأنهم لم يجدوا غير ترويج المخدرات وآخرين تشيعوا ، لأن المد الشيعي جد ناشط مؤخرا في الديار الإيطالية ، هذا دليل واضح على غياب التأطير الديني والثقافي الصحيح السليم !! ماذا قدموا هؤلاء الفيدراليات الجهوية طوال أكثر من ثمان سنوات لتفادي ما وصلنا من وضع كارثي على جميع الأصعدة والمستويات ؟؟
منذ إستقالة الرئيس السابق للكنفدرالية السيد وحيد الفهري وهذه المؤسسة مجمدة بشكل فظيع ،لا تتحرك إلا بالرومورل كومنترول ، لا يهتم مسؤوليها إلا بحضور حفلات البيعة والدروس الرماضية وشراء السيارات الفاخرة الألمانية الصنع ..
وعلى سبيل المثال ، في الفدرالية الجهوية الإسلامية لأومبريا شبيبتها تجنست مع شباب مسلمي إيطاليا (GMI) الذراع الشبابي لجماعة الإخوان المسلمين والمسؤول الثاني في الفدرالية هو من يرغبهم في هذا الطريق ، وقسم من الشباب الآخر أخذ طريق التشدد والتطرف والمسؤول الثالث في الفدرالية هو من يرغبهم في هذا الطريق وباقي شباب الجالية المغربية في السجون بسبب المخذرات أوالتعاطي لمختلف الجريمة المنظمة ,,
إذن أين هو الشباب المغربي السليم الذي سنزور به وطننا المغرب ؟؟ أليس هذا وضع كارثي لشبابنا ؟؟ وحين نطرح هذه القضايا للنقاش نتهم بالمشوشين على مسؤولي الوزارات والمؤسسات العمومية ؟؟
مسؤولية كبيرة على عاتق السفير الجديد بروما السيد يوسف بلا ، هل سيستطيع تصحيح هذا الوضع الكارثي سواء على المستوى الجمعوي أو الديني ؟؟ وهل سيفتح المجال للكفاءات المغربية الموجودة بالديار الإيطالية للمساهمة في الرقي بالعمل الجمعوي والديني ؟؟
يتبع …
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد )
……………………..المديرية العامة لحماية التراب الوطني ( الديستي )
…………………….رئاسة الحكومة
…………………….الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
……………………..الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
……………………..وزارة الجالية وشؤون الهجرة
…………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج
……………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج