قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن القوات الأميركية كانت تفضل إلقاء القبض على زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو إبراهيم القرشي، والذي فجّر نفسه خلال غارة للقوات الأميركية أمس الخميس شمالي سوريا، فيما قال الجيش العراقي إنه زود القوات الأميركية بمعلومات عن مكان زعيم التنظيم.
وذكر مسؤول في البنتاغون لمراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور أن القوات الأميركية كانت تفضل إلقاء القبض على زعيم تنظيم الدولة القرشي (45 عاما) حيا، ولكنها وضعت في الحسبان أن يعمد لتفجير نفسه.
وقال مسؤول أميركي رفيع إنه تم إطلاع الرئيس الأميركي جو بايدن قبل شهر على مخطط تنفيذ عملية استهداف زعيم التنظيم عبر مجسّم للمبنى الذي كان قد رُصد فيه.
واستمرت الغارة الأميركية على مسكن القرشي نحو ساعتين، وذلك في مكان قرب مخيم للنازحين بقرية أطمة في أقصى شمال غربي سوريا، على مقربة من الحدود السورية التركية.
وقال الرئيس الأميركي، أمس الخميس، إنه أمر بتنفيذ عملية اغتيال زعيم تنظيم الدولة، مع تقليص الخسائر وسط المدنيين.
وأضاف بايدن، في كلمة مقتضبة بالبيت الأبيض، مساء أمس الخميس، أن القرشي اختار تفجير الطابق الثالث من المبنى محاطا بعائلته، عوضا عن مواجهة ما وصفه بالعدالة.
وقال الرئيس بايدن إن عملية اغتيال زعيم تنظيم الدولة تشهد على قدرة الولايات المتحدة على القضاء على التهديدات الإرهابية أينما كانت في العالم.
ضرر جسيم.
وصرح قائد القيادة العسكرية الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي بأن مقتل زعيم تنظيم الدولة ألحق ضررا جسيما بقدرات التنظيم وعمله على المستوى الدولي، ولكنه يزيد من رغبته في إلحاق الضرر.
وأضاف الجنرال ماكنزي في كلمة أمام ندوة معهد الشرق الأوسط بواشنطن أن تنظيم الدولة ما زال يقف وراء عمليات إرهابية في سوريا والعراق، وأنه ما زال يشكل التهديد الأكبر للولايات المتحدة حسب قوله.
وذكر مراسل الجزيرة في واشنطن أن كبار المسؤولين الأميركيين حرصوا على تقديم توضيحات متتالية بشأن مقتل مدنيين في عملية استهداف زعيم تنظيم الدولة، مرجعين الأمر لقيامه منذ البداية بتفجير المبنى لتلافي سقوطه بيد القوات الأميركية الخاصة.
وأضاف المراسل أن معاونا لزعيم تنظيم الدولة كان يقطن في الطابق الثاني للمبنى الذي كان فيه زعيم التنظيم، اشتبك مع القوات الأميركية، ما أدى لمقتله وزوجته وأحد الأطفال.
مقتل المدنيين.
وتقول الرواية الأميركية الرسمية إنه من أجل تفادي سقوط المدنيين حرصت أميركا على عدم توجيه ضربة جوية لمكان وجود القرشي، واعتمدت على تنفيذ عملية إنزال جوي، وبعدما طوقت القوات الأميركية مكان وجود زعيم التنظيم، طلبت عبر مكبرات الصوت من سكان المبنى الخروج منه، ولكن القرشي سارع إلى تفجير نفسه والمبنى.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن هناك “دلائل قوية” على أن تنظيم الدولة الإسلامية وليس القوات الأميركية هو المسؤول عن سقوط قتلى مدنيين في الغارة الأميركية التي أودت بحياة زعيم التنظيم هناك.
وأضاف كيربي في تصريحات صحفية أن الولايات المتحدة أجلت 10 أفراد بينهم أطفال من منطقة الغارة.
وأوضح أن القوات الأميركية اشتبكت أيضا مع أحد مساعدي القرشي وزوجته. وتابع المتحدث باسم البنتاغون أن مساعد القرشي وزوجته قتلا “ويبدو أن طفلا قتل أيضا”.
من جانبه، قال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إن 13 شخصا على الأقل -بينهم 6 أطفال و4 نساء- قتلوا بقصف واشتباكات عقب الإنزال الجوي الأميركي.
وقال أحد السكان إن منقذين انتشلوا ما لا يقل عن 12 جثة من تحت أنقاض مبنى من طوابق، بينهم أطفال ونساء.
وأورد مراسل الجزيرة في واشنطن أن القوات الأميركية تأكدت من هوية القرشي في عين المكان عبر البصمات، ولاحقا عبر تحليل الحمض النووي.
وذكر المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنتاغون أن هذه العملية مكّنت القوات الأميركية الخاصة من جمع معطيات استخباراتية مهمة متعلقة بتنظيم الدولة.
الشروق نيوز 24 / متابعة