من وراء إعتقال الناشط الحقوقي والسياسي شفيق العمراني ؟ وما هذا العبث الأمني والإرتجالية في عملية توقيفه بمطار الرباط سلا ؟ وهل البنية السرية بالمملكة هي من أصدر قرار إعتقاله ؟ وماذا تعني عبارة ” ننتظر التعليمات” في المنظومة الأمنية والقضائية بالمغرب ؟

Advertisement

فرحان إدريس..

الخروج الإعلامي الأول للناشط الحقوقي والسياسي شفيق العمراني كشف عن معطيات خطيرة حول عملية تفاصيل إعتقاله بمطار الرباط سلا ..
حقائق تظهر العبث الأمني والإرتجالية في تنفيذ عملية التوقيف والتي إعتمدت على عبارة “ننتظر التعليمات ” ..عملية التوقيف بالمطار طالت لساعات لحين إنتظار التعليمات ، وبدأت من الإنتقال لولاية الأمن بالرباط ، والتوجه في بداية الأمر للطابق الثالث ثم للطابق الثاني ، ثم صدرت التعليمات من جديد لأخذه في سيارة جديد كبيرة الحجم والتوجه به لعمارة سكنية ، وطوال هذا الوقت كان يسأل المهندس العمراني ما هي تهمتي ؟ وأين ستأخذونني ؟ هل ستذهبون بي لمعتقل اتمارة السري دون أن يحصل أي جواب ؟ وفي النهاية حمل في سيارة جديدة مع ضباط الأمن شديدي البنية الجسدية وطوال القامة وعلى صدورهم كاميرات لا يتكلمون ، وكانت الوجهة الأخيرة بعد هذه الدوامة الزمنية الطويلة مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء التي يرأسها الوالي باعلي هشام ..
بطبيعة الحال ، التهمة الكلاسيكية هي إهانة مؤسسات وهيآت دستورية ونشر أخبار كاذبة على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ..
وهذا ، طبقا للشكاية المشهورة التي كانت قد وضعتها المديريات الثلاث ضد نشطاء مغاربة الخارج ، الأمن الوطن ، ومراقبة التراب الوطني الديستي ، والمديرية العامة للدراسات والمستندات ، لادجيد ..
أيعقل هذا السلوك والتعامل من أجهزة أمنية وإستخباراتية مغربية في قضية إعتقال المواطن الأمريكي ؟ المعروف بالعروبي في المريكان يروج لها من طرف وسائل الإعلام الورقي منه والمرئي والإلكتروني بأنها من أنجح أجهزة الإستخبارات في محاربة التطرف والخلايا الإرهابية على الصعيد الإقليمي والدولي ؟
ما هذا العبث الأمني والإرتجالية في عملية الإعتقال ؟ لماذا عبارة ” ننتظر التعليمات ” ميزت عملية التوقيف ؟ ألم يستطع أي مسؤول أمني أو إستخباراتي تحمل نتائج عملية التوقيف ؟ لأن أي جهاز أمني أو إستخبارتي محترم وإحترافي يكون قد وضع منذ مدة مخطط تنفيذي لعملية إعتقال أي ناشط حقوقي صدرت في حقه مذكرة بحث وطنية ؟ ما أدلى به الناشط الحقوقي والسياسي شفيق العمراني لوسائل الإعلام المختلفة وكرره في جلسات المحاكمة بأن أكثر ما سمعه طوال عملية التوقيف هو عبارة ” ننتظر التعليمات ” ، وأكد أنه كان يتنظر أن تكون عملية إعتقال إحترافية وطبقا لمخطط محبوك لا أن يرتكز على كلمة ننتظر التعليمات ، ووصف سلوك الأجهزة الأمنية في عملية إعتقاله بالعبثية والإرتجالية في التنفيذ ..
الغريب ، أن المعتقل السابق بسجن عكاشة أكد أنه دخل أرض الوطن لمرتين متتاليتين ، بعدما توصل برسائل مباشرة من الديوان الملكي تقوله له بأن أبواب المغرب مفتوحة في وجهه دون أي مشاكل ..
وأن الفيدوهات بالصوت والصورة التي نشرها في موقع التواصل الإجتماعي اليوتوب كانت فوق التراب الأمريكي وطبقا لدستور الولايات المتحدة الأمريكية ، الذي يرتكز على حرية الرأي والتعبير في المجال السياسي والحقوقي ..
لهذا تطرح أسئلة عديدة في قضية إعتقال العروبي في المريكان ؟ من المسؤول أو الجهة الأمنية والإستخباراتية التي أعطت الضوء الأخضر لتوقيف المهندس شفيق العمراني بمطار الرباط سلا دون وجود خطة واضحة لعرضه بشكل فوري على مصالح أجهزة الأمن المختصة للتحقيق معه في التهم الموجهة إليه ؟ وماذا تعني عبارة التعليمات في المنظومة الأمنية والقضائية بالمغرب ؟
هل هناك جهة عليا أكثر من الملك محمد السادس ؟ الذي كان قد أعطى وعدا لهذا المواطن المغربي الأمريكي ، بأنه لن يتابع على فيديوهات قديمة نشرها سنة 2011 إذا قرر الدخول للمغرب لزيارة العائلة والأقرباء والأصدقاء ؟
سيناريو إعتقال المهندس والدكتور شفيق العمراني تؤكد بشكل قاطع ما كان ذهب إليه المؤرخ والأكاديمي والأستاذ الجامعي والناشط الحقوقي المعطي منجب ، بأنه هناك بينة سرية فعلا تحكم المغرب ؟
هذه الخلية تتكون من مستشارين ملكيين وأعضاء بالكتابة الخاصة للديوان الملكي ، ومديري ورؤساء الأجهزة الأمنية والإستخباراتية ، ووكلاء عامين للملك وقضاة وإعلاميين وصحفيين وزعماء أحزاب سياسيين ، ورجال أعمال وتكنوقراطيين بيروقراطيين وفعاليات من المجتمع المدني داخل أرض الوطن وخارجه ..وهذا مايفسر المقاربة الأمنية العبثية والإرتجالية في عملية إعتقال اليوتوبرز الأمريكي شفيق العمراني.
كيف يعقل أن تتجاهل السلطات الأمنية العليا المطالب المتكررة للقنصل العام الأمريكي بالدار البيضاء الذي أشرف شخصيا على الملف القضائي للمهندس العمراني ؟ وأن لا تأخذ بعين الإعتبار اللجنة الرسمية التي شكلها السفير الأمريكي بالرياط لتتبع ملف المواطن الأمريكي المعروف بالعروبي في المريكان ؟ ولا تتجاوب معه بشكل إستثنائي بحكمه دبلوماسي لأعظم دولة في العالم لرغبته بإدخال العسل والأدوية للناشط الحقوقي العمراني ؟ وأن البيت الأبيض الديموقراطي شكل خلية رسمية تنقل تطورات الملف القضائي للرئيس الأمريكي جو بايدن ، وأن هذه اللجنة أبلغت المهندس شفيق العمراني طوال مدة إعتقاله بأنها تسانده في محنته الإنسانية بسجن عكاشة ..
ونتساءل لماذا الإدارة الديموقراطية الجديدة بالبيت الأبيض لم تلتزم بالإعتراف الأمريكي للصحراء المغربية ؟ الذي صدر عن الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة ؟ بل أن موقفها الدبلوماسي في إجتماع مجلس الأمن الأخيرالذي تبنى الموقف الأمريكي التقليدي المعروف ، الداعي لإنطلاق مفاوضات باشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو ، وضرورة إنتخاب مبعوث أممي جديد بالمنطقة وتمديد مهلة بعثة المينورسو والتأكيد على مراجعة ملف حقوق الإنسان بالمغرب وتنقيح بشكل أفضل مشروع الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية ..
والأكيد ، أن الخلية السرية هي التي كانت وراء كل الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي شهدها المغرب منذ سنة 2013 لحد الآن ، وتجد أياديها الخفية في كل الإعتقالات التي طالت الصحفيين والنشطاء الحققوقين الموجودين خلق القضبان في مختلف السجون المغربية ..
زعماء هذه الخلية السرية لا يهمهم لا مصلجة الوطن ولا صورة وسمعة المملكة في الخارج ، ولهذا إعتمدوا هذه المقاربة الأمنية الشاملة والقبضة الحديدة منذ بداية إنتشار جائحة كورونا بالمغرب طبقا لعبارة ننتظر ” التعليمات ”

يتبع..

للذكر الفيديو أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.