الإدارة العامة *للشروق نيوز 24 *
يُجْمِعُ المهاجرُون المغاربة المقيمون بالخارج، أوْ يكَادُون، على أنَّ للأعياد والمناسبات، الدينيِّة، طعمًا خاصَّا فِي المغرب، قياسًا بالأجواء التِي تمرُّ بهَا، خارج الوطن، مما يدفعُ الكثِيرِينَ منْهُم إلى برمجة العطلِ مع شهر رمضان، أو العيديْين مع عطلهم السنوية، سيما، وأنَّ شهر الصيام، تزامن فِي السنوات الأخيرة مع فصل الصيف.
عيدُ الأضحَى لا يشذُّ بدوره، عن قاعدة الاحتفال بالمناسبة وسطَ الأهل، وبالمغرب، حيثُ يمكنُ للمواطن المغربِي، أنْ يتخلَّصَ من صرامةِ الأوربيّين، ويتصرفَ على النحوِ الذِي يحلُو له، بذْبحِ أضحيته، فوق سطح المنزلِ دون الاضطرار إلى التزام الرقابة البيطريَّة المفروضة، وإيقاد “المجمْرْ”، دون خشيَة مباغتة المطافئِ للعمارة، ظنًّا منهُم، أنَّ حريقًا قدْ شبَّ فِي المكان.
هسبريس سألتْ مهاجرِين مغاربة، من أجيَال مختلفة، عمَّا إذَا كانُوا يفضلُونَ المجيءَ إلى المغربِ من أجل قضاء العيد، أمْ أنَّ لا مشكلَة لديهم، فِي البقاء بدول المهجر، حيثُ يمارسُون أيضًا الطُّقوسَ، وفقَ ما هُو متاحٌ.
عدرَاوِي: العيد في المهجر فرصة للتشبث بالدين ….
عبد الرحمن العدْراوِي، وهو صاحبُ شركة للنقل، في موريال يقولُ فِي حديثٍ لهسبريس إنَّ عيد الأضحى في كندا يحظى بمكانة كبيرة لدى الجالية المغربية، التي تجدهُ فرصة للتشبث بدينها الاسلامي، عبر إقامة شعيرة هامة، هي النحر. “فَبعد أداء صلاة العيد، تعرف الضيعة التي أقصدها للنحر، اكتضاضا كبيرا ،يفتح الباب للمنافسة وقت الحضور إليها، حتَّى أنَّ بعض المغاربة يقضُون الليلة كاملة في باب الضيعة كيْ يحظَوا بالأسبقية في الذب،ح وبالتالي العودة الى بيوتهم فِي الصباح الباكر”.
عبد الرحمن، الذِي يقضِي العيد هذه السنة فِي كندا، بحكمِ التزاماته المهنيَّة، يردفُ أنَّ عملية الذبح تخضعُ لنظَامٍ محكمٍ، يقومُ على تقسيم المهام بين العاملين من سلخ ونفخ وتجريد من “الهيدورة”، كما أنَّ المسلم يذبحُ أضحيته بنفسه، بمساعدة عاملين من المذبحة، فيما تجتمعُ بعد الصلاة والذبح العائلة على وجبة غذاء قوامها “بولفاف”، التي دأبَ المغاربة على إعدادها”.
أمَّا المساء فهو فرصة لتبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء، يقول عبد الرحمن، والجلوس إلى كؤوس الشاي، فيما يحظَى الأطفال بفرصة ذهبية للالتقاء بأبناء العمومة والأصدقاء من الجالية المغربية لا شك في أن أجواء العيد في المغرب لا تعوضها مثيلتها في كندا ولكننا نبذل قصارى الجهد لكي نقيم شعائر ديننا على أحسن وجه حتى ننقلها الى أبنائنا” يقول عبد الرحمن.
حفصة: لا “تشواطَ” ولَا “شحذًا للسكاكين” فِي تُولُوز ….
في المنحى ذاته، تشاطرُ الطالبة المغربيَّة فِي جامعة تُولُوز، حفصَة دوهَار، رأيَ عبد الرحمن، فلأنَّها لاحظتْ أنَّ أغلبيَّة العائلات المغربيَّة بفرنسا تقْضِي العيد داخل البيوت، قررْتْ أنْ المجيءَ إلى المغرب، للاحتفال بالمناسبة وسط العائلة، “الأجواء هُنا في فرنسا، تختلفُ على ما هيَ عليه فِي المغرب، وباقِي الدول الإسلامية، حيث إنك لنْ تجدَ “بائع الفاخر” في الشارع، ولا “تشواط” رؤُوس الخرفان”، أوْ منْ يشحذُ السكاكين، وبالتَّالِي “فإنَّ العِيد لاطعمَ لهُ هنَا فِي بلاد المهجر، بعيدًا عن العائلة وتهانيهم، ولذلك، قررتُ تمضيته فِي المغرب”.
نادية (مستعار): أفضلُ فرنسَا كيْ لا أتابع طقوس العِيد ….
إيثار العدِيدِ من المهاجرين المغاربة، الاحتفال بالعيد في أرض الوطن، لا ينسحبُ على عددٍ منهم، يفضلُون البقَاء فِي بلدان المهجر، أيام العيد، لكون أجوائه لا ترُوق لهم، بطقوسه، التِي يعتبرونهَا فوضى، وبالنظر إلى ضعفِ ما يربطهم بالدين الإسلامِي، حيثُ تقول، إحدى الطالبات المغربيَّات فِي بارِيس “يزعجني الضغط الاجتماعي الممارس على غير المسلمين، فبعدما أمضيتُ رمضان الأخير، في المغرب، وشعرت بمضايقة أهلي الذِين دروْا أنني غيرُ مسلمةً، أفضلُ البقاء هنا، والعودة لاحقا إلى المغرب، لأنني لا أرى في العيد تلك القيمة الروحيَة التي يزعمون، بقدر ما أجدهُ ركضًا وراء اللحوم بشكلٍ جنوني، وشهوة البطن لا أكثر، أمَّا قيم الاحتفال فلا يزالُون بعيدِين عنهَا”.