نتائج الإنتخابات الأمريكية وتأثيرها على المشهد السياسي المغربي وفي سلطة القرار بالمملكة ودفع جهات عليا الملك محمد السادس التطبيع الرسمي مع دولة الإحتلال الإسرائيلي !! أحمد الشرعي كنموذج ؟؟

Advertisement

فرحان إدريس..

لاشك أن الإنتخابات الرئاسية الأمريكية الجارية ستؤثر بشكل غير مسبوق على المشهد السياسي المغربي , ولاسيما في الإنتخابات البرلمانية المقبلة التي تعمل جهات عليا مقربة من القصر الملكي للدفع بإعتماد القاسم الإنتخابي كحل وحيد لإزاحة العدالة والتنمية من تصدر المشهد السياسي للمرة الثالثة على التوالي , وبالتالي منح الفرصة لرجل الأعمال والمليادير السوسي عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار لترؤس الحكومة المغربي المقبلة ..
لكن الصراع الحقيقي الذي يدور في كواليس القرار بالممملكة بشكل خفي , هو سعي جهات سيادية وسياسية وإعلامية معروفة يترأسها بطبيعة الحال السيد أحمد الشرعي , رئيس المجموعة الإعلامية الكبرى بالمغرب , الذي سبق بأشهر موعد إجراء الإنتخابات الأمريكية , وسافر لواشنطن من أجل حشد الدعم اللازم للرئيس الحالي الجمهوري ترامب زعيم رأس التطبيع الحالي مع دولة الكيان الصهيوني..
هذا الرجل , المقرب من إحدى المؤسسات السيادية صرح لأحد مقربيه بعد الإعلان الرسمي من كل دولة الإمارات العربية والمتحدة والمملكة البحرين عن تطبيع علاقتهما مع دولة إسرائيل : بأنه كان سعيد للغاية بسبب عدم خروج كالعادة مظاهرات شعبية في الوطن العربي والإسلامي للتنديد بخطوة التطبيع هاته ..
ما يعني , أن الجهة التي يمثلها السيد أحمد الشرعي ومن وراءه تدفع بكل قوة المملكة المغربية لتطبيع علاقتها مع حكومة دولة الإحتلال الإسرائيلي ، لكن الملك محمد السادس وبحكمه أمير المؤمنين و رئيس لجنة القدس لازال صامدا رغم الضغوطات الداخلية الكبيرة والمؤامرات الخارجية التي تقودها كل من الإمارات والمملكة السعودية ودول ما يسمى محور الإعتدال العربي ..
هؤلاء يهرولون بخطى متسارعة وراء الرئيس الأمريكي الحالي وصهره جاريد كوشنير مهندس صفقة القرن الفاشلة وعملية التطبيع الحالية , مقابل حصول المملكة على وعد بحل نهائي لقضية الصحراء المغربية ..
لهذا , هناك محاولة من الأحزاب الإدارية والوطنية على السواء ما عدا حزب العدالة والتنمية لإعتماد آلية القاسم الإنتخابي في الإنتخابات البرلمانية المقبلة لسنة 2021 , من أجل منع حزب المصباح من تصدر المشهد السياسي للمرة الثالثة على التوالي وإنهاء إحتكاره لرئاسة الحكومة المقبلة ..
وهناك مخطط خفي لإبعاد كل الشخصيات السياسية في الأحزاب الوطنية الوطنية التي ستبدي مقاومة كبيرة من أجل رفض التطبيع مع دولة الإحتلال الصهيوني ..
وفي هذا الإطار تم المجيء بالأمين السابق لحزب الإستقلال حميد شباط من منفاه بالخارج , المعروف عليه بالتخصص في إحداث شغب كبير في المشهد السياسي المغربي ، رغم صدور مذكرة بحث وطنية في حقه سابقا بسبب الفساد المالي والإداري حين كان عمدة لمدينة فاس العاصمة العلمية ، موضوع سنعود إليه لاحقا حين ينتهي التحقيق الميداني لأحد مراسلي الموقع بمدينة الرباط ..
وما خطوة فتح قنصلية الإمارات في مدينة العيون عاصمة الأقاليم الجنوبية المغربية , إلا مرحلة من المخطط الكبير لإجبار القصر الملكي لإعلان التطبيع الرسمي مع دولة إسرائيل المغتصبة لأرض فلسطين إذا فاز بطبيع الحال الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب ..
لحد الآن , الملك محمد السادس لازال صامدا في وجه هذه الضغوطات الداخلية والدولية الكبيرة وأظهر حنكة دبلوماسية لا حدود لها متشبتا بحل الدولتين حسب القرارات العديدة لهيأة الأمم المتحدة ..
بطبيعة الحال ، إذا فاز المرشح الديموقراطي جو بايدن بالرئاسة ستتغير العديد من الأمور سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي …
للعلم أنه ، يحسب للملك محمد السادس منذ إعتلائه العرش أنه حريص على عدم الإنزلاق وراء المخططات الداخلية منها ، ونخص بالذكر واقعة أحداث ماي الإرهابية بالدار البيضاء لسنة 2003 حين طلب منه سواء من مستشاريه أو من مؤسسات سيادية وسياسية إعلان حظر حزب العدالة والتنمية بحكمه المرجعية لمنفذي الهجمات الإرهابية , لكنه رفض بشكل قاطع إتخاذهذه الخطوة و أما على المستوى الخارجيي فقد نهج سياسة خارجية محايدة مستقلة للمملكة دون الخضوع لإبتزاز دول الخليج أو الدول العظمى ..
أولئك الذين يدفعون المغرب للتطبيع مع دولة الإحتلال الصهيوني موجودين في الحكومة الحالية وفي المعارضة على السواء , مدعومين بشكل خاص من طرف مؤسسات سيادية يظنون أن التخلي عن ثوابت الأمة العربية والإسلامية هو الحل الوحيد لإنهاء مشكلة الصحراء المغربية ..
هذا السيناريو بدأ منذ الإطاحة بعبد الإلاه بنكيران وعرقلة تشكيله حكومة ثانية برئاسته , وإستمر بإعتقال كل الأصوات المنتقدة لمخططات الجهات العليا بداية من إعتقال الصحفي حميد المهداوي وتوفيق بوعشرين مؤسس ودير نشر جريدة ” أخبار اليوم ” , الذي كان قد إشتهر بإفتتاحيته اليومية التي كانت تفضح ما يطبخ في الخفاء لحزب العدالة والتنمية ولكل أفراد الشعب المغربي الذين يحلمون بديموقراطية نزيهة وعدالة جتماعية للجميع ، وإستمر مسلسل التضييق على الصحفيين بإعتقال كل من سليمان الريسوني الذي أصبحت إفتتاحيته تقرأ من طرف سفراء الدول الأوروبية والولايات المتحدة على الخصوص التي لديها حق الفيتو في مجلس الأمن ..
هذه المجزرة الأمنية والقضائية لم تنتهي بعد في حق الصحفيين والنشطاء الحقوقيين المغاربة المعروفين بنقدهم اللاذع لأداء السلطات العليا سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ، وهكذا أدخل السجن بتهمة الإغتصاب عمر الراضي الذي كان وراء تفجير فضيحة خدام الدولة الكبار الذين حصلوا على بقع أرضية في طريق ازعير بأثمنة رخيصة بعيدة كل البعد عن الثمن الحقيقي في بورصة سوق العقار بالرباط ..
هذه بداية السيناريو لإيجاد الأرضية لإعلا ن التطبيع الرسمي مع دولة الإحتلال الصهيوني , بإعتقال كل الصحفيين والحقوقيين الذين كانوا سيشكلون عائقا كبيرا في تحقيق هذا الهدف المنشوذ من طرف الجهات العليا التي تسعى بكل قوة للتطبيع ..
السؤال المطروح ، هل سيبقى صامدا الملك محمد السادس كما عهدناه ضد التطبيع مع دولة إرتكبت جرائم حرب وإبادة في حق الفلسطنيين لأكثر من 50 سنة .

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي…

……………………الكتابة الخاصة لسي ياسين المنصوري ..
…………………….رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
…………………….وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
……………………..وزارة الجالية والهجرة
……………………..المجلس العلمي الأعلى بالرباط
……………………..وزارة المالية
…………………….مجلس الجالية
…………………….مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….للسفارات المغربية بالخارج ..

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.