عن جريدة أخبار اليوم …
هل كان من الضروري سقوط “روح ” بين مواطنينا العالقين في الخارج لكي تتحرك الدولة ، وتنجد من وجدوا أنفسهم ، فجأة مشردين في ” بلاد الناس ” دون مأوى وطعام ؟؟ لا يعقل أن تكون هذه المأساة التي تابعاناها منذ أسابيع ، وبالنقل المباشر عبر الشبكات الإجتماعية ، قد غابت عن الدولة ، حتى يتطلب الأمر حدوث وفاة مهينة لنا جميعا ، وطن ومواطنين ، لنتحرك أخيرا لإعادة أشخاص ذنبهم أنهم كانوا في سفر إلى الخارج لحظة إعلان الطوارئ وإغلاق الحدود ..
هناك مشكلة ما في مسار صعود المعلومات وتدفق القرارات في دواليب الدولة ، إذ ليس من المعقول أن الدولة نفسها التي أبانت عن حزم وتأهب مشرفين لحماية البلاد من خطر الوباء وتهديد الجائحة ، هي نفسها التي تصم آذانها بشكل غريب عن صرخات الإستنجاد التي أطلقها آبآء وأمهات وجدوا أنفسهم فجأة منفصلين عن أبنائهم ، وشبان سافروا بغرض العمل أو التدريب أو السياحة ، فوجدوا أنفسهم فجأة ممنوعين من العودة إلى بلادهم ومواصلوعملهم أو رعاية ذويهم ..
لا يمكن أن يفهم المرء هذا الإصرار الدائم على بعث الرسائل المتناقضة ، فالدولة التي تحتضن المجتمع وتعمل على حمايته وطمأنته ، هي نفسها التي تسكت عن مأساة قرابة 30.000 نسمة من مواطنيها العالقين في الخارج ..هذا التناقض لا يمكن تفسيره ولا تبريره ، بل إن التراشق الصبياني بين القطاعات الحكومية بشأن المسؤولية عن هذه المأساة يزيد الطين بلة ..
الخلاصة التي تنتج عن مثل هذه التناقضات هي أننا جميعا أرواح عالقة ، مادام الحظ والمصادفة وحدهما من يحددان مصائرنا ..