نهاية “عقوبات” فرنسا على دول المغرب العربي.. بعد الجزائر.. زيارة للرئيس الفرنسي للمغرب لطي صفحة الخلافات.. باريس مطالبة بتغيير سياستها تجاه الشمال الأفريقي وبموقف واضح حول الصحراء

Advertisement

الرباط – نبيل بكاني:
أعلنت وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية، كاثرين كولونا، عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، للقاء العاهل المغربي محمد السادس مطلع العام المقبل، في إشارة قوية تأمل فرنسا من ورائها انهاء صدام دبلوماسي دام عامين، كان قرار تقليص السفارة الفرنسية عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة، الحلقة التي أثارت استياء المغاربة.
وأعادت فرنسا حصص التأشيرات الممنوحة لمواطني المغرب والجزائر وتونس، بعد أكثر من عام من إعلانها أنها ستقيد عددهم.

وقررت السلطات الفرنسية تقييد منح التأشيرات للبلدان المغاربية الثلاث، في بداية عام 2021، بعدما اتهمتها بعدم التعاون عندما قررت فرنسا طرد مواطنيها.
وكانت تونس أول دولة من بين الدول الثلاث المعنية بالقرار، تستفيد من قرار الحكومة الفرنسية إلغاء عقوباتها، بينما اتفق إيمانويل ماكرون والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على إيجاد مخرج للأزمة في أسرع وقت ممكن.
وقال وزيبر الداخلية الفرنسي جرالد دارمانين ان القرار “سيسمح لفرنسا بمواصلة إظهار رغبتها الكبيرة في التعاون بعد اللقاءات التي جرت بين الرئيس تبون وماكرون”.
وفيما يتعلق بالمغرب، فإن الإعلان عن رحلة رئاسية أتاح للرباط أن تأمل في أن تعيد فرنسا النظر في قرارها، لكن إيمانويل ماكرون لم يسافر بعد إلى المملكة ولا ينبغي تنظيم هذه الرحلة قبل بداية العام.
وتوضح وزارة الداخلية الفرنسية أن تقليص عدد التأشيرات المسموح بها “بالعودة إلى مستوى مرضٍ من التعاون”، مستشهدة بـ “تدابير رمزية”، مثل إلغاء الالتزام باختبارات “بي سي ار” عند المغادرة، فضلاً عن العودة إلى مستوى 2019 من إصدار التصاريح القنصلية من قبل الدول المغاربية، وهو أمر ضروري لفرنسا لتنفيذ عمليات الطرد.
وأتاحت زيارة إيمانويل ماكرون إلى الجزائر العاصمة في آب/ أغسطس، ثم زيارة ضمت ثلث أعضاء الحكومة الفرنسية في تشرين الأول/ أكتوبر، إعادة التواصل الدبلوماسي بين مختلف مستويات الحكومتين الفرنسية والجزائرية، وعلى وجه الخصوص بين وزيري داخلية البلدين.
ويسري الأمر أيضا على المغرب، عقب اتصال، بمناسبة مباراة نصف النهائي بين فرنسا والمغرب، أجراه العاهل المغربي والرئيس الفرنسي هاتفيا مرتين، وهنأ محمد السادس إيمانويل ماكرون بتأهل المنتخب الفرنسي في نهائي كأس العالم الذي استضافته قطر.
وفي تصريح لموقع “هيسبريس” يشير الخبير في الشأن الدولي، هشام معتضد، إلى أن “العلاقات المغربية الفرنسية تمر بأزمة صامتة ومعقدة لأنها مرتبطة بحسابات فرنسا الجيوستراتيجية في المنطقة من جهة، وتطلعات المغرب السياسية على المستوى الدولي عامة”.
وأكد الخبير على ضرورة أن تعلن باريس مواقف واضحة في ما يخص عدد من القضايا في سياستها الخارجية على مستوى شمال إفريقيا، لافتا الى أن فرنسا غير مستعدة، خاصةً في الظرفية الحالية، لتغيير أجنداتها السياسية والدبلوماسية في المنطقة.
ويرى مراقبون أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وفرنسا، لا يعني بالضرورة عودة الى الوضع الذي كانت عليه قبل سنوات، خاصة في ظل الأوضاع الإقليمية التي تمر بها أوروبا جراء الحرب الإقليمية في أوكرانيا، ما يضع سياسات فرنسا الخارجية في حالبة تجاذب وفي وضع غير متوازن، خاصة في ظل ضغوط الجزائر لثني باريس عن اتخاذ أي قرارات لصالح الطرح المغربي لقضية الصحراء.
وكان العاهل المغربي قد طالب شركاء بلاده بمواقف حاسمة في ملف الصحراء تكون بمستوى الموقف الأميركي والاسباني.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.