نهج ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج سياسة الأبارتايد ، الميز العنصري ضد مغاربة العالم منذ تفشي وباء كورونا بدول المهجر والإقامة ، والجالية تبكي الوزير المناضل المنتدب السابق عبد الكريم بنعتيق !!

فرحان إدريس…

منذ التعديل الحكومي الأخيرفي شهر أكتوبر 2019 , وحلول قيادية الصف الثاني من حزب العدالة والتنمية نزهة الوافي مكان المناضل النقابي والكبير والقيادي عبد الكريم على رأس الوزارة المنتدية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج ، كان ظاهر للعيان أن ناصر بوريطة سيجعلها مديرية عامة تابعة لوزارة الخارجية بكل المقاييس..
وهذا ماحصل بالفعل , بحيث إختفى ذلك التواصل الإعلامي اليومي التي كانت معروفة بها الوزارة المنتدبة في عهد بنعتيق لاسيما مع قضايا مغاربة الخارج ، لدرجة أن المديريات كلها كانت تشتغل على مدار الأسبوع .
على سبيل المثال ، فمديرية الشؤون القنصلية والإجتماعية التابعة لوزارة الخارجية التي يرأسها السفير محمد البصري كانت تعمل على مدار الساعة والأسبوع لصالح مديرية مصلحة الأموات بالوزارة المنتدبة التي تتكفل بنقل جثت المهاجرين المغاربة لأرض الوطن ..
ما كان يميز الوزير المنتدب السابق عبد الكريم بنعتيق وزراء الجالية الآخرين أنه جعل قضايا وهموم ومشاكل مغاربة العالم حاضرة بقوة في المشهد السياسي المغربي ، وعلى وسائل الإعلام العمومية والخاصة المكتوبة منها والمرئية والمسموعة والإلكترونية ..
وبالتالي ، كان حضوره قوي على المستوى الإعلامي أزعج البيروقراطي ناصر بوريطة التي وصل لكرسي وزارة الشؤون الخارجية لا بسبب بكفاءته كما يدعى ويتم الترويج له ، أو أنه يتقن دراسة الملفات الكبرى ، بل لأنه موظف إداري متميز , يحسن سياسة الإنحناء والولاء والطاعة , وتنفيذ الأوامردون نقاش لولي نعمته المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري ، على عكس عبد الكريم بنعتيق الذي هو أصلا مناضل نقابي خرج من رحم الشعب المغربي وسياسي ينتمي إلى المدرسة الإتحادية , التي قدمت العديد من الشهداء على مر تاريخ المغرب من أجل دمقرطة المؤسسات بالمملكة وتحقيق العدالة الإجتماعية للجميع ,,
لهذا يلاحظ أنه ، منذ تفشي أزمة كورونا فيروس ببعض الدول الأوروبية كإيطاليا وإسبانيا بلجيكا وفرنسا وهولاندا في وسط شهر فبراير 2020 ، وبداية تساقط الموتى المهاجرين بسبب جائحة كوفيد 19 لم تتحرك الوزارة المنتدبة إلا في 30 مارس 2020 ، وأصدرت مذكرة وزارية تعلن فيها تكفلها بالمصاريف الكاملة لدفن جثت المغاربة الخارج بدول المهجر , بعد أربعين من يوما من إعلان هذه الحكومات الأوروبية حالة الطوارئ وتطبيق الحجر الصحي ببلدانها ..
يا ترى لو كان لا زال عبد الكريم بنعتيق على رأس الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية ، هل كان سينتظر كل هذا الوقت للتحرك ؟؟ كل المعطيات المتعلقة بتكوينه الشخصي النقابي منه والسياسي تؤكد عكس هذه الحقيقة , على الأقل كان سيحاور الجهات العليا بنفس نضالي نقابي طويل من أجل إيجاد مخرج يرضي مغاربة العالم بالحد الأدنى ويحفظ ماء الوجه للمملكة على الصعيد الخارجي …
فناصر بوريطة , جعل هذه وزارة الجالية تتحرك وفق رؤيته البيروقراطية , وتدار مثل الماكينة البطيئة لوزارة الشؤون الخارجية ، المملكة أخذت قرار غلق الحدود الجوية والبرية والبحرية ما بين 16 و20 مارس 2020 دون مراعاة المواطنين الأوروبيين ذوي الأصول المغربية , الذين كانوا موجودين بمختلف المدن والقرى المغربية ، ولا منح فرص زمنية كافية للعودة لمغاربة العالم أو للمواطنين المغاربة الذين ذهبوا للديار الأوروبية إما للسياحة أو التطبيب أو من أجل قضاء مهام وظيفية معينة ، ولا ننسى مئات الآلاف من الطلبة الذين يدرسون في مختلف الجامعات الأوروبية ..
تقريبا ، حسب إحصائيات لمنظمات حقوقية أوروبية ، هناك ما يقارب 20.000 نسمة مغربي خارج أرض الوطن عالق بمختلف الدول الأوروبية ،لم يجد حلا إلا نشر فيديوهات على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة لإيصال صوته ومعاناته لملك البلاد محمد السادس الوحيد على إتخاذ قرار عودتهم بين أحضان أسرهم وأحبائهم ، كما فعلت العديد من الدول الأوروبية تحترم فيها حقوق المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان الكونية ..
النتيجة ، أن ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، إختفى من هذا المشهد الدرامي والدراماتيكي الذي يعاني فيه مغاربة العالم مع محنة فيروس كورونا بدول المهجرمع تزايد موتي في صفوفهم ، ولم يسمع له ولو كلمة واحدة عن الإجراءات المتخذة لمساعدة هؤلاء المهاجرين للتخفيف من معاناتهم ، الوزيرة المنتدبة الجديدة نزهة الوافي بدورها ظلت معتكفة في منزلها أو مكتبها ، بحجة أنها لاتملك الصلاحيات التي كان يمكلها بنعتيق ..
والمؤكد ، أنها لا تملك الشجاعة الأدبية والفكرية للخروج لوسائل الإعلام الوطنية والدولية للتحدث والدفاع عن مغاربة المهجر، ولا عن حق أولئك المواطنين المغاربة الحاصلين على الجنسيات الأوروبية بالتنقل والعبور للضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط لمعانقة أبنائهم وأحفادهم وأفراد أسرهم وعائلاتهم ,,,
السيد ناصر بوريطة ومن وراءه بالديوان الملكي ، منذ تفشي جائحة فيروس كورونا بدول الإتحاد الأوروبي إنتهجوا سياسة الأبارتايد ضد مغاربة العالم المنتشرين بمختلف دول العالم ، غلق الأجواء والحدود في وجه أولئك الذين كانوا راغبين في الدخول لأرض الوطن ،إصدارقرار منع إستقبال جثتهم للدفن بمدن وقرى المملكة ، أين هو حق التنقل وحرية العبور الذي تنص عليه مبادئ حقوق الإنسان العالملية ؟؟
أين هي ثقافية التضامن والتكافل التي تتميز بها غالبا أي إمارة المؤمنين ؟؟ أين هي العبارات التالية التي كان يسمعها مغاربة الخارج على قنوات الإعلام العمومي المرئية منها والمسموعة في العطل الموسمية “مرحبا بكم في بلادكم” مع قارورة ماء معدني التي كانت في المعابر الحدودية المختلفة ؟؟
المملكة المغربية في شخص الوزارات والمؤسسات العمومية السيادية منها والمكلفة بقضايا الهجرة مارست الميز العنصري بأبشع صوره في حق مغاربة المهجر في ظرف صحي إستثنائي عالمي ، وحرمتهم من حقهم في المواطنة وفي الوطن أمواتا وأحياءا ,,
الخلاصة ،كورونا ستغير بلاشك العلاقة الإستراتيجية المستقبلية بين المملكة المغربية و 6 ملايين من مغاربة العالم الذين لن ينسوا مع الزمن سياسة الميز العنصري الذي مورس في حقهم بشكل غير مسبوق على جميع الأصعدة والمستويات ,,,
لهذا هناك عريضة توقع من طرف العديد من نشطاء مغاربة الخارج من أجل التوجه للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ، لرفع دعاوي قضائية ضد الوزراء والمسؤلين بالمملكة المكلفين بقضايا الجالية بتهمة إرتكاب إنتهاكات خطيرة لمبادئ حقوق الإنسان في ظل هذه الحرب المفتوحة مع فيروس كورونا بدول المهجر والإقامة …

يتبع…

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي

……………………المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد )
…………………….رئاسة الحكومة
…………………….الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشباب والرياضة
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
…………………….وزارة الجالية وشؤون الهجرة
…………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج