«نيران صديقة» داخل الائتلاف الحكومي … وعبارة «جئنا لنغير تاريخ هذه الأمة» تجلب على وهبي سخرية عارمة

Advertisement

الرباط : لم تعد الانتقادات تُوجَّه إلى الحكومة المغربية من لدن أحزاب المعارضة وأطياف من المجتمع المدني والهيئات الحقوقية والمدوّنين فحسب، بل اللافت للانتباه أن حزبا من داخل الائتلاف الحكومي الثلاثي أطلق نقدا مبطّنًا تجاه عزيز أخنوش، حيث دعاه إلى «تكثيف التواصل الناجع»، ما يعني وجود نقص في هذا التواصل.
المكتب السياسي لحزب «الأصالة والمعاصرة» الذي يحمل رئيسه عبد اللطيف وهبي حقيبة وزارة العدل، أصدر أول أمس الأربعاء بيانا تضمّن مجموعة من المطالب الموجهة إلى الحكومة، وكأن الأمر يتعلق بحزب معارض، وليس بهيئة سياسية مشاركة في الائتلاف بعدد من الوزراء، ومن المفروض أن تترجم هي نفسها تلك المطالب والتوصيات إلى مشاريع برامج قابلة للتنفيذ، مثلما يقول أحد المحللين. وأضاف: عوض إصدار البيان الموجه إلى الرأي العام، كان المتوقع تجسيد مضمونه في عمل الحكومة.
يبدو الأمر إذن، بمثابة «نيران صديقة» ـ حسب تعبير المحلل الذي فضل عدم إيراد اسمه ـ مُصوَّبة من حزب وزير العدل نحو رئيس الحكومة. فقد جاء في بيان تلقت «الشروق نيوز 24» نسخة منه، أن المكتب السياسي لحزب «الأصالة والمعاصرة» يؤكد على أهمية «تعميق التواصل الخارجي» ما بين الحكومة والمواطنين، والتواصل المكثف لكافة أعضاء الحكومة مع الرأي العام لمحاصرة الإشاعات والأخبار الزائفة، وتمكين المواطنين من حقهم في المعلومة الصحيحة.
وفي الوقت نفسه، يؤكد البيان على أهمية «التواصل الداخلي» بين أعضاء الحكومة في تسريع تنفيذ الأوراش الإصلاحية، ويدعو بهذا الصدد رئاسة الحكومة إلى حرصها على تكثيف التواصل الداخلي الناجع بين القطاعات الحكومية، وكذلك «الحوار الفعال مع وزرائنا» وفق تعبير البيان؛ أي أن وزراء حزب «الأصالة والمعاصرة» يشتكون من قلّة الحوار وعدم فعاليته معهم من طرف رئيس الحكومة، ما يؤشر على وجود أزمة صامتة وسط التشكيلة الوزارية التي تضم أحزاب «التجمع الوطني للأحرار» و»الاستقلال» و»الأصالة والمعاصرة».
في موضوع ذي صلة، ما زالت التصريحات التي أطلقها وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، في أول خروج إعلامي له بعد خضوعه لعملية جراحية في رأسه، تثير العديد من المواقف وردود الفعل، أكثرها ساخر.
فقد ردد الوزير في تجمع خطابي مع عدد من أنصار حزبه «الأصالة والمعاصرة»: «سوف نغيّر كل النصوص، نصوص الزواج والطلاق ومدونة الأسرة والولاية والحضانة»، وبنوع من الحماسة الناتجة عن سماعه التصفيقات والزغاريد، قال وهبي: «نحن أسسنا هذا الحزب (الأصالة والمعاصرة)، لنغيّر تاريخ هذه الأمّة، وتغيير وضعية المرأة هو تغيير لوضعية الأمّة نحو الأفضل». ومن ثم، انهالت التعليقات على هذا التصريح المتداول بالصوت والصورة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب الصحافي عبد الرحيم أريري، مدير أسبوعية «الوطن الآن»، تدوينة ساخرة جاء فيها: «بعد تغيير التاريخ… وهبي مقبل على تغيير جغرافية المغرب!»، وأضاف قائلا: يُنصَح بمشاهدة هذا الفيديو بعد ابتلاع «سمطة ديال القرقوبي» و»كصعة ديال لمعجون» (مخدرات) و»برميل ديال الماحية» (خمر تقليدي) وتدخين «367 جوان ديال لحشيش»، لفهم ما يريد العلاّمة النابغة وهبي قوله!».
كما كتب الإعلامي محمد بحسي مدير موقع «الجسر» تدوينة أكد فيها أن «المطلوب هو تغيير واقع الأمة وليس تاريخها… ثم إن تاريخ الأمة ليس هو الزواج والطلاق والإرث، فهذه أبواب فقط في الفقه الإسلامي يحفظها آخر طالب في مدرسة عتيقة في الجبال ويحفظها كل عدول المغرب». وختم بالقول: «الحداثة بالمقلوب».
وبسخرية لاذعة، كتب الإعلامي حسن المولوع تدوينة بدأها بتوجيه كلامه إلى الوزير وهبي قائلا: الله أحنيني الله.. غي رتاح شوية بعدا..» (ارتح قليلا يا عزيزي)، وتساءل مستنكرا «كيفاش باغي تغير تاريخ الأمة؟» (كيف تريد تغيير تاريخ الأمة). وتابع بنبرة تهكم تساءل فيها عمّا إذا كان الطبيب وضع شيئا ما للوزير نفسه أثناء العملية الجراحية. ودعا له بالشفاء، متمنيا أن يخلد لمزيد من الراحة.
وكان الوزير عبد اللطيف وهبي أجرى عملية جراحية على مستوى الرأس في إحدى المصحات في الرباط، تكللت بالنجاح، وفق بيان صادر في الموضوع. وقام قياديون من حزب الأصالة والمعاصرة، الأسبوع الماضي، بزيارة أمينهم العام للاطمئنان على حالته الصحية.
وأشار البيان إلى أن الأمين العام «طمأن مناضلات ومناضلي الحزب وكل المتعاطفين والمتضامنين معه في هذه الوعكة الصحية حول وضعه الصحي»، مؤكدا أنه «يتماثل للشفاء تدريجياً وسيعود في القريب لممارسة جميع مهامه».
وتُثار باستمرار موجات من الجدل حول عبد اللطيف وهبي بسبب تصريحاته الجريئة، منها ما حصل أثناء مباريات المحاماة، حيث ذكر أن ابنه حاصل على شهادة عليا من كندا، وكذا قوله إنه لو أجري فحص إثبات النسب (ADN) على أبناء الوطن، لثبت أن جلهم وُلد نتيجة علاقة غير شرعية، وهو ما اعتُبر مساسًا بشرف المغاربة.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.