هل الحرب الروسية الأوكرانية ستفتح أعين مهندسي السياسة الخارجية للمغرب بالمحيط الملكي ؟؟ وأن المستقبل السياسي والدبلوماسي والعسكري سيكون للحلف المكون من، روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا..
الأكيد ، أن ما يحدث من هجوم روسي على أوكرانيا التي أرادها الغرب أن تكون خنجرا للحلف الأطلسي في ظهر الإتحاد الروسي الفيدرالي سيغير قواعد السباسة الدولية ، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول الإتحاد الأوروبي لم يكونوا يظنون أن الرئيس الروسي بوتين سيتخذ قرار غزو الأراضي الأوكرانية في وقت لم يتعافى فيه بعد الإقتصاد العالمي من وباء كورونا .
مرة أخرى تظهر الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا بقيادة الرئيس الديموقراطي جو بايدن بأنها تفقد شيئا فشيئا نفوذها السياسي والعسكري أمام تصاعد الحلف الثلاثي الصاعد الروسي والصيني والإيراني .
ففي أواسط سنة 2021 كان الإنسحاب الأمريكي المذل من أفغانستان بعد إحتلال دام أكثر من عشرين سنة ، وتسليم الحكم فيها لحركة طالبان التي كانت شنت عليها حرب طاحنة تحت راية الحلف الأطلسي بعد هجمات 11 شتنبر 2001 . هذا التقهر العسك…
في الأزمة الروسية الأوكرانية، الحلف الروسي والصيني والإيراني كان متناغما في تفهم المخاوف الأمنية الروسية على حدودها ، وبالتالي تبرير الغزو الروسي لأوكرانيا التي إستعملها الغرب بخبث ، ودفعها للدخول في حرب عسكرية ستخسرها خلال أيام .
وهذا ما فهمه مؤخرا الرئيس الأوكراني حين إتهم يوم الجمعة صباحا الغرب بالتقاعس عن مساعدته عسكريا، وترك الشعب الأوكراني لوحده يحارب القوة العسكرية الروسية الضخمة . على العموم ، روسيا تعيد صياغة قواعد اللعبة الدولية مع الحلف الاطلسي والغرب بشكل عام إنطلاقا من الغرب .
ولهذا ، على مهندسي السياسة الخارجية للمغرب بالمحيط الملكي أن يعيدوا حساباتهم الدبلوماسية بالإعتماد على التحالف الغربي المتكون من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول الإتحاد الأوروبي ودولة الإحتلال الإسرائيلي التي أثبت في الأزمة الروسية الأوكرانية أن سيطرته على العالم في إنهيار مستمر ، وأن المستقبل السياسي والدبلوماسي والعسكري سيكون للتحالف المكون من ، روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا ، وأن العالم سيصبح متعدد الأقطاب بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا .
نور الدين الزياني / هولاندا