هل الموقف الأمريكي بمجلس الأمن حول الصحراء المغربية رسالة مشفرة للمغرب حول التداعيات السياسية والدبلوماسية عن إعتقال اليوتوبرز الأمركي شفيق العمراني ؟ ودعوة غير مباشرة لتحقيق إنفراج سياسي وحقوقي والإفراج عن الصحفيين والحقوقيين وقادة حراك الريف واجرادة !!
فرحان إدريس..
كل المهتمين والخبراء الوطنيين في الشأن السياسي والدبلوماسية الدولية لم يتفاجأوا من الموقف الأمريكي الديموقراطي الأخير في مجلس الأمن حول الصحراء المغربية ، لأن الديموقراطيون تاريخيا دائما يرتكزون على ثوابت معروفة في إتخاذ مواقف من قضايا دولية في سياستهم الخارجية ..
درجة حقوق الإنسان في في هذا البلد ، هل تحترم أم لا ؟ هل هناك إنتهاكات خطيرة في هذا المجال ؟ حرية الصحافة والرأي والتعبير ، والحرية الدينية ، وحماية الأقليات والتحول الديموقراطي ، أي إدارة ديموقراطية بالبيت الأبيض تأخذ بعين الإعتبار ما تحقق في أي بلد ،وعلى إثره تتخذ مواقفها إتجاه هذه الدول ..
بطبيعة الحال ، المملكة منذ سنة 2013 وهي تعرف مجازر حقوقية متتالية ، ونهج سياسة التضييق على رموز الصحافة المستقلة وإعتقال الصحفيين والنشطاء الحقوقيين بتهم مفبركة ..
حالات وسيناريو الإعتقال التعسفي التي شهدتها المملكة منذ سنة 2017 ، وزكتها التقارير العديدة لأغلبية المنظمات الحقوقية الدولية الأوروبية منها والأمريكية ، التي أجمعت كلها أن المغرب منذ تشكيل حكومة العدالة والتنمية الثانية برئاسة العثماني يعيش في سجن كبير ، حكومة جاءت كإنقلاب على الإرادة الشعبية التي أفرزتها الإنتخابات البرلمانية لسنة 2016 ، ومنحت الصدارة لحزب المصباح وأعطت الضوء الأخضر لعبد الإلاه بنكيران لتشكيل حكومة ثانية برئاسته شخصيا ..
المخزن السياسي ، في عز الإدارة الجمهورية بالبيت الأبيض بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب إرتأى تشكيل حكومة بشروطه التي لم يستطيع تحقيقيها عبر صناديق الإقتراع الشعبي ..
وبالتالي بدأ بالإنقلاب على كل ما تنازل عنه إبان أمواج رياح الربيع العربي سواء على الصعيد السياسي أو الإقتصادي أو الإعلامي أو الإجتماعي ، حيث تم إعتماد المقاربة الأمنية الكاملة والقبضة الحديدية ضد الإحتجاجات الشعبية سواء في منطقة الريف أو اجرادة أو في مظاهرات الأطباء العام والممرضين والأساتذة المتعاقدين و مؤخرا في مدن الشمال ، الفنيدق على سبيل المثال ..
هذا التغول الأمني والقضائي للدولة المغربية ضد الصحفيين والنشطاء الحقوقيين والفئات الشعبية المتضررة من جائحة كورونا ، توج كما هو معلوم بإعتراف الرئيس الجمهوري السابق بمغربية الصحراء المغربية مقابل التطبيع الكامل للعلاقات الدبلوماسية مع دولة الإحتلال الإسرائيلي ..
وفعلا ، القنوات العمومية و الجرائد الوطنية والمواقع الإلكترونية المقربة من السلطة إعتبرت هذا الإعلان إنتصار دبلوماسي للمغرب كبير ضد اللوبي الجزائري القوي بالولايات المتحدة الأمريكية وجبهة البوليساريو الإنفصالية..
ومنحت الملايين من الدولارات لجهات سيادية وإعلامية عملت في الخفاء للحصول على هذا الإعتراف الجمهوري الأمريكي ، وبدأت وسائل إعلام المرئية منها والمكتوبة والمسموعة معروفة بترويجها منذ سنوات للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني ، بتعداد الثمار التي سيجنيها المغرب نتيجة إتفاقية التطبيع هاته على المستوى السياسي أو الدبلوماسي أو الإقتصادي ..
مهندسو السياسة الخارجية بالمحيط الملكي إعتقدوا بأن تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الإحتلال الإسرائيلي ستفتح لهم أبواب البيت الأبيض الديموقاطي الجديد ، مادام أن هناك لوبي يهودي صهيوني قوي ..
وأغدقت الهدايا النفيسة والأوسمة على الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب وهو يغادر البيت الأبيض من الباب الخلفي ، وكل القنوات التلفزيونية العالمية نقلت هذا اللقاء على الهواء ..
المحيط الملكي الحاكم الفعلي للبلاد ، كان يعتقد بأن الرئيس الديموقراطي الجديد جو بايدن لن يتراجع عن الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ، لأنه قرار رئاسي كما روجوا له أبواقهم الإعلامية المطبعة المعروفة ..
أيعقل أن ينسى الديموقراطيون كيف هرول السيد أحمد الشرعي صاحب مجموعة إعلامية كبيرة بالمغرب من جرائد ومجلات ناطقة بالعربية والفرنسية وإذاعات خاصة ميد راديو ؟ ، الوجه الإعلامي البارز للترويح للتطبيع مع دولة الإحتلال الصهيوني لواشنطن حاملا الملايين من الدولارات لدعم حملة ترامب الإنتخابية في رئاسيات 2021 ؟
أيمكن أن يتناسى وجه القنصل الأمريكي الشاحب بالدار البيضاء وهو يذهب عدة مرات للمحكمة لحضور محاكمة اليوتوبرز الأمريكي شفيق العمراني ؟
الإدارة الديموقراطية الجديدة لن تنسى الجواب الذي أعطاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، السيد ناصر بوريطة ، حين هاتفه وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكن طالبه فيه بالإفراج عن المواطن الأمركي شفيق العمراني قائلا : ” لا يمكننا التدخل في القضاء لأنه جهاز مستقل ”
أين هي الأبواق الإعلامية التي خرجت تحتفل بالإعتراف الجمهوري الأمريكي بمغربية الصحراء ؟ لماذا لم تخرج هذه المرة لتعلق على الموقف الأمركي الديموقراطي في إجتماع مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية ؟ ولماذا هذا الصمت المطبق من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ؟ أين الوزير ناصر بوريطة الذي خرج على الهواء مبتسما بعد توقيع إتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني ضيف على قنوات عبرية يتحدث فيها عن دور اليهود المغاربة في دولة الإحتلال الإسرائيلي ؟
لقد حان الوقت لإعفاء كل المستشارين والمسؤولين الكبار بمؤسسات سياسية وسيادية الذين كانوا وراء سياسة تبني هذه المقاربة الأمنية والقضائية الشاملة ، التي أنتجت هذه المجازر الحقوقية والإعلامية والصحافية ، التي دفعت الإدارة الديموقراطية الجديدة بالبيت الأبيض للتنصل بالإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة ..
ويبدو، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر ممثله الدائم في مجلس الأمن وضع شروط للمغرب معروفة للجميع ، وطالما طالب بها صحفيون ونشطاء حقوقيون وطنيون مستقلون بضرورة تحقيق الإنفراج السياسي والحقوقي ، الإفراج عن كل الصحفيين والحقوقيين المعتقلين ، بداية من الأستاذ بوعشرين وسليمان الريسوني وعمر الراضي وشفيق العمراني ونشطاء حراك الريف واجرادة وغيرهم من اليوتوبرز المسجونين بتهمة ممارسة حرية الرأي والتعبير، ولاسيما تحقيق التحول الديموقراطي ، وليس إقرار القاسم الإنتخابي بإعتماد لائحة المسجلين عوض المصوتين الحقيقيين ، أي تزوير الإنتخابات البرلمانية المقبلة من أجل منح رئاسة الحكومة لأكبر ناهب للمال العام في مملكة محمد السادس ، رجل الأعمال والمليادير عزير أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار ..
يتبع..
للذكر الفيديو أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch