هل حان الوقت حقّا لإعطاء “جرعة رابعة” من لقاح مضاد لفيروس كوورنا لمواجهة الانتشار السريع للمتحورة أوميكرون؟ تدرس دول عدة الفكرة رغم أنه لا يعرف حتى الآن مدى فائدتها.
وقال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، في مؤتمر صحافي، أمس الإثنين، إن “الجرعة الرابعة من التطعيم محتملة. نحن منفتحون تماما على ذلك”. وذلك بالتزامن مع حملة التلقيح بجرعة ثالثة معززة في فرنسا ودول أخرى من أجل تعويض التراجع السريع لفعالية اللقاحات.
لكن لماذا يجري التفكير في الجرعة الرابعة؟ الإجابة تكمن في ظهور المتحور “أوميكرون” شديد العدوى، والذي صار سائدا في العديد من البلدان، ومنها الولايات المتحدة.
وعلى غرار المتحور دلتا، يمثل أوميكرون اختبارا للقاحات المستعملة أكثر من باقي المتحورات، وتوفر اللقاحات حماية أدنى بكثير من هذا المتحور، رغم أن بعضها، ومنها فايزر/بيونتيك تبدو فعّالة ضد الأشكال الشديدة من المرض.
نعلم أن جرعة معززة من لقاحات منها فايزر، وموديرنا، وأسترازينيكا تعزز بشكل كبير المناعة ضد أوميكرون، ومن هنا تم تسريع حملات “الجرعة الثالثة” في العديد من الدول.
لكن لم تتضح بعد ديمومة المناعة المعززة التي توفرها الجرعة المنشطة، لذلك تدرس بعض الدول إعطاء “جرعة رابعة”، وبعبارة أخرى جرعة معززة ثانية، للأشخاص الأكثر عرضة للمرض، وخصوصا كبار السن.
جوهر المشكلة أنه يجب أولا تحديد الفائدة الحقيقية لجرعة معززة ثانية، ومخاطرها المحتملة، بينما لا توجد حاليا بيانات محددة حول المسألة.
ويقود عدم اليقين العديد من الخبراء إلى التحذير من التسرّع، وأبرزهم الأميركي أنتوني فاوتشي، مستشار البيت الأبيض للشؤون الصحيّة، والذي قال لإذاعة محلية: “من السابق لأوانه الحديث عن جرعة رابعة”، مشددا على ضرورة معرفة المدة التي ستظل فيها الجرعات الثالثة فعالة ضد أوميكرون.
وأضاف خبير الأمراض المعدية: “إذا استمرت حمايتها لفترة أطول بكثير من مناعة من تلقوا جرعتين فقط، فقد تمضي فترة طويلة قبل الحاجة إلى جرعة رابعة”.
وخلف هذه الأسئلة تساؤلات أخرى لا تزال بدون إجابة بشأن ماهية الجرعة الثالثة. هل يجب اعتبارها مكملة للتطعيم بجرعتين لتعزيز المناعة؟ أم أنها الأولى في سلسلة طويلة من الجرعات المنشطة، مثل لقاح الأنفلونزا الموسمية الذي يمنح سنويا؟
يبدو من المنطقي أكثر عدم إعطاء جرعة رابعة من اللقاحات الحالية، وانتظار نسخ محدثة ضد أوميكرون، وتلك هي الفكرة نفسها للقاحات الأنفلونزا التي تتغير كل عام للتكيف مع تطور الفيروس.
وقال خبير الأمراض المعدية الفرنسي، بنجامين دافيدو، الثلاثاء، لإذاعة “آر إم سي”، إنه “من الواضح جدا أن المطلوب هو لقاح معتمد بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال مخصص لأوميكرون”.
وتعهدت مجموعتا فايزر/بيونتيك وموديرنا المنتجتان للقاحين يعتمدان تقنية الحمض النووي الريبي المرسال صنع جرعة مخصصة لأوميكرون، ولكن رغم أن تكييف هذه التقنية مع المتحورات الجديدة أسهل، فإن المواعيد النهائية تظل غير مؤكدة.
(فرانس برس)