هل ستصلح زيادة الملك محمد السادس لفرنسا ما أفسده بلحرش والخلية الريفية المكلفة بالشأن الديني لمغاربة العالم ؟؟
منذ أكثر من سنة والعلاقات الدبلوماسية والأمنية والإستخباراتية متأزمة على جميع الأصعدة والمستويات بين المملكة وفرنسا..
والسبب الرئيسي، هو التدخل المغربي في مؤسسات إسلامية فرنسية منذ سنوات بعد تأسيس ما يسمى إتحاد مساجد فرنسا برئاسة محمد الموساوي..
وكان على رأس خلية لادجيد كما هو معروف، محمد بلحرش، الذي صدرت في حقه في مارس 2018 مذكرة بحث قضائية بتهمة التجسس وتكوين شبكة من العملاء من مهاجرين مغاربة ومواطنين فرنسيين وتجنيد بعض شرطة الحدود الفرنسية..
وبعد تعرض الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون ، وبعض وزارء حكومته وإعلاميين وصحفيين فرنسيين لعملية تجسس عن طريق برنامج البيغاسوس الإسرائيلي.
نشرت مجلة ” لوبوان ” المقربة من الإستخبارات العسكرية الفرنسية تحقيق مطول عن أنشطة أعضاء خلية محمد بلحرش التجسسية بالديار الفرنسية…
ما يعني ، أن السلطات الفرنسية عرت بشكل كامل ما قام به المكلف بالشأن الديني لمغاربة العالم بالمديرية العامة للدراسات والمستندات ،محمد بلحرش أحد كبار الخلية الريفية بهذه المؤسسة الإستخباراتية الخارجية منذ سنة 2007 بالديار الفرنسية…
ولهذا تجد هذا المسؤول منذ هروبه من فرنسا سنة 2018 الإستخباراتي لم تطأ قدماه التراب الأوروبي خوفا من الإعتقال..
وأصبح يحرص على الحضور في أي نشاط ديني بدول الإتحاد الإفريقي، بدولة ساحل العاج على سبيل المثال ينظم بإسم مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة..
الغريب ، أن الإدارة العامة للمديرية العامة للدراسات والمستندات لم تتخذ اي إجراء في حق بلحرش ومن يعمل معه ومن يرأسه في هذه الفضيحة الإستخباراتية الكبرى التي تعرض لها هذا الجهاز الإستخباراتي الخارجي..
للعلم ، أن هذه ليست الأولى فقد سبق أن تعرضت لادجيد في السنوات الأخيرة لعمليات كشف لعملائها في العديد من الدول الأوروبية، بداية من ألمانيا التي إضطر فيها المستشار بالسفارة المغربية ، العثماني ، لمغادرتها بعدما كان هاتفه تحت تنصت المخابرات الفيدرالية الألمانية دون أن ينتبه .
وبواسطة عملية التنصت تم كشف العديد من العملاء من المهاجرين المغاربة الذين يلاحقون إنفصاليو البوليساريو ،نموذج محمد جلال الذي خسر جنسيته وزوجته الألمانية، وإنتهى به الأمر أن يكون عميلا مزدوجا من أجل الحفاظ على أوراق إقامته..
وتوالت الفضائح لهذه المؤسسة السيادية في كل من إسبانيا وبلجيكا وفرنسا..
رغم هذا الفشل الذريع في تدبير الشأن الديني لمغاربة العالم للخلية في لادجيد ، بداية من رئيسها ، ح. ش. لم تتخذ الإدارة العامة لهذه المؤسسة السيادية أي إجراء ضدهم..
على عكس الدول الأوروبية الديموقراطية، مثل فرنسا التي اعفت رئيس الإستخبارات العسكرية الفرنسية بسبب فشله في إخراج ضباطه من مدينة ماريوبول الأوكرانية..
المشكل الكبير الذي تعاني منه لادجيد انها لازلت تعيش على مرجعية محاربة الإرهاب والتطرف..
بينما الإستخبارات الصينية لم نسمع عنها طوال هذه السنوات فككت خلايا إرهابية او حركات إسلامية متطرفة.
بل ركزت همها طوال عقود على تقوية الإقتصاد الصيني الذي أصبح على وشك ان يكون الأول على المستوى العالمي..
مثلا ، حين تجد مستشارو لادجيد بالديار الأوروبية الذين تصدر قرارت بإنهاء مهامهم الوظيفية بالتمثليات الدبلوماسية المغربية بدول الإقامة همهم الوحيد هو البحث بكل الطرق من أجل حصول زوجاتهم وأبنائهم على أوراق الإقامات الأوروبية، نموذج ما يحدث في فرنسا وإيطاليا.
الأخطاء الكارثية التي إرتكبها مستشارو وموظفي لادجيد بكل من ألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا دفعت جلالة الملك محمد السادس للقيام بزيارة خاصة لفرنسا من أجل تسوية القضايا العالقة بين البلدين..
ولاشك، أن رئيس الدولة المغربية سيعمل ما في وسعه لإصلاح ما افسده محمد بلحرش ورئيسه ، ح ش. في العديد من المؤسسات الإسلامية الفرنسية..
والاكيد ، ان جلالته سينجح في مهمته الدبلوماسية وسيمنح إستثمارات كبيرة بالملايير المؤسسات فرنسية من أجل كسب ثقة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون…
ولهذا ، بعد إنتهاء هذه الزيارة الملكية لفرنسا وعودته لأرض الوطن ممكن أن سيتخذ قرارات بإحداث تغييرات كبرى في المناصب العليا للمديرية العامة للدراسات والمستندات، لادجيد..
نور الدين الزياني / هولاندا