حسين فتيش / إسبانيا ..
حكومة الإسلاميين إنتهجت كعادتها سياسة النعامة في معالجة أزمة المغاربة العالقين خارج حدود الوطن، بعد أن أبانت عن موقفها المصر على مواصلة إغلاق الحدود في الإتجاهين ، عوض العودة إلى رشدها و التعامل مع الأزمة بمنطق الربح والخسارة .
أسوة بالعقلانية التي إتسمت بها سياسات دول المعمور تجاه معالجة أزمة مواطنيها.العالقون . …
قرار إغلاق الحدود وصم الآذان أمام كل النداءات المنددة بهذه الخطوة المتهورة والغير محسوبة العواقب تسبب للآلاف من المهاجرات والمهاجرين الذين وجدوا أنفسهم عالقون أو مشردون في أوضاع سوسيو إقتصادية حاطة من كرامتهم في هزة نفسية قوية ، وفي جرح نفسي غائر سيكون من الصعب عليهم تجاوز مضاعفاته والتعافي من أعراضه،،،
وستظل الضحايا تتوجس خيفة من عودة الكابوس و من تكرار التجربة الأليمة لذلك سيكون هنالك شعور عام سائد في أوساط مغاربة العالم بالخوف والتخوف من زيارة المغرب…
وقد تصل المخاوف والحرص من اللدغ مرتين من نفس الجحر بالنسبة للكثيرين من أمثال البعض من معارفي العالقين منذ 12 مارس الجاري…..
و الذين أسروا لي بإتخاذهم لقرار التوقف عن تحويل الأموال نحو المغرب،،، مضيفون أنه بمجرد ما سيتم السماح لهم بالدخول سيشرعون في تصفية كافة ممتلكاتهم العقارية بالمغرب ….
السلطات المغربية أبانت عن قصر رؤيتها السياسية وعن إفتقارها للحكمة , و القدرة على المناورة والتكتيك لمعالجة الأزمات من دون ترك أضرار جانبية جراء غياب الحس الدبلوماسي والتخطيط الإستراتيجي بوقوعها في مأزق مخاطر , جلب نقمة أحد أهم وأكبر شركاءها الإقتصاديين وإستعداء أكبر منابع العملة الصعبة , التي تغذي شريان إقتصاد البلاد وتجعل كفة ميزان المبادلات التجارية تميل لصالح المغرب ….
وتعظم مصيبة حكومة المغرب كونها أطلقت النار على رجلها في التوقيت الخطأ وفي اللحظة التي يقف فيها العالم على مشارف أزمة إقتصادية اسوأ من أزمة 1929…تؤكد توقعات الخبراء أنها سترفع من نسبة الفقر في المغرب إلى مستويات قياسية وغير مسبوقة ……