هل قدر جماعة فاس بقاء الأخوين محمد ومصطفى ذهبي أصنام إدارية عالية وعوائق حقيقية لأي تنمية إقتصادية وبشرية وإجتماعية بالعاصمة العلمية ؟؟ وهل سيسمح الديناصور الإداري لرئيس مصلحة الوعاء الضريبي الجديد بجعل كل المؤسسات الإقتصادية المحلية ربحية ؟؟

Advertisement

كل الموظفين الجماعيين بجماعة فاس وللمقاطعات الستة وساكنة العاصمة العلمية بشكل عام كانوا ينتظرون بفارغ الصبر إنهاء مهام المدير العام للمصالح الإدارية بجماعة فاس محمد ذهبي في أواخر شهر دجنبر من سنة 2022…
لكن هذا السرطان الإداري الجماعي الذي له إمتداد عنكبوتي داخل مصالح وزارة الداخلية بعاصمة المملكة الرباط إستطاع بعلاقاته العامة القوية والمتشعبة أن يحافظ على منصبه الإداري رغم القضايا الفساد العديدة التي نشرت عنه طوال السنة الماضية..
ولأنه في الأشهر الماضية أكثر من زياراته الرسمية للوزارة الوصية بهدف الحفاظ على منصبه كمدير عام للمصالح الإدارية بجماعة فاس ، وحاول خلال هذه الفترة الزمنية غلق العديد من ملفات الموظفين الجماعيين بالإستجابة لمطالبهم المالية والإدارية..
بالمقابل أخذ مسافة بعيدة من الموظفين الجماعيين المنتمين للكتابة الإقليمية للإتحاد العام للشغالين بفاس ، وتبنى موقف محايد جديد في التعامل معهم سواء تعلق الأمر بتنفيذ مطالبهم أو التعامل مع ملفاتهم اليومية…
لكن الأهم هو، كيف سيتعامل مع رئيس مصلحة الوعاء الضريبي الجديد ؟؟ هل سيسلط عليه العاملات العرضيات للتجسس عليه من أجل معرفة كل خطواته ؟؟ وهل سيسمح له بإجراء تغيير جوهري على صعيد الموارد البشرية والإقتصادية في هذه المصلحة الإقتصادية الإستراتيجية لجماعة فاس ؟؟ ، أم أنه سيعمل على وضع عراقيل إدارية في طريقه من أجل إفشاله على جميع الأصعدة والمستويات؟؟
هذا الموظف الجماعي في منصب المدير العام للمصالح الإدارية نجح لحد الآن في الصمود أمام عاصفة إعلامية متواصلة كشفت عن فساده المالي الإداري طوال عقدين من الزمن ، تكمن طوال العشرين سنة من تشكلل لوبي إداري قوي وفاسد جعله يعين كل المقربين منه على رأس المصالح الإدارية والأقسام الموجودة بالجماعة الحضرية أو بالمقاطعات الستة دون أي مشاكل تذكر وبكل أريحية…
لكن ما تغير في الأشهر الماضية هو ، أن وزارة الداخلية رفضت التأشير على أربعة رؤساء مصالح إدارية الذين عينوا في مبارة الإنتقاء الأخيرة التي جرت أطوارها بجماعة فاس في الأشهر الأخيرة من سنة 2022 ..
للعلم ، أن الملاحظة الأساسية في هذه القضية هو أن كل هؤلاء الموظفين الجماعيين يعتبرون من أتباع ومناصري المدير محمد ذهبي…
وهذه تعد ضربة قوية غير مسبوقة لهذا الديناصور الإداري الذي تحكم في كل القرارات السياسة والإدارية الكبرى بالجماعات المحلية المنتخبة بمدينة فاس طوال العشرين سنة الماضية…
وحسب التحقيقات الميدانية الأولية لمراسل الجريدة ، فإن الرئيس الجديد لمصلحة الوعاء الضريبي لا يملك سيارة فارغة كباقي رؤساء المصالح والأقسام، بل يتوفر فقط على دراجة نارية قديمة يتعملها للعمل ذهابا وإيابا ، ويقضي معظم أوقاته بمقاهي ومطاعم مقاطعة زواغة بنسودة بحكم أنه مقيم لها…
لكن ما يؤخذ عليه من الموظفين الجماعيين والنقابيين ، هو أنه إصطف إلى جانب بوتفليقة جماعة فاس حين إنفجر الصراع السياسي والإداري بينه وبين المديرة السابقة لمصلحة الوعاء الضريبي ، الإطار الكبير والأستاذة سميرة الحمودي.
ولم يحرك ساكنا أمام القرارت الإستبدادية التي إتخذها محمد ذهبي في شهر غشت من سنة 2021 ، حين أوقف عن العمل ما بين 15 إلى 20 موظف من الأطر العليا الذين كانوا يمارسون مهامهم الوظيفية بهذه المصلحة الإقتصادية الحيوية والمهمة لخزينة جماعة فاس من أجل السيطرة عليها وعقد الصفقات العمومية بها المقدرة بملايين من الدراهم…
يعني، أنه سكت أمام هذا الظلم الذي صدر من محمد ذهبي في حق خمسة عشر من الأطر الإدارية الذين كانوا طوال تسعة أشهر يأخذون مرتباتهم الشهرية دون أن يمارسوا مهامهم الوظيفية ، أي كالموظفين الأشباح الموجودين في المؤسسات المنتخبة بجهة فاس ..
أسئلة عديدة تطرح حول كيف ستكون العلاقة بين المدير العام للمصالح الإدارية بجماعة فاس ورئيس مصلحة الوعاء الضريبي الجديد ؟؟
هل سينجح هذا الرئيس الجديد في فرض رؤيته الإصلاحية إذا كان له أصلا برنامج إصلاحي ؟؟
وكيف سيتعامل مع لوبي الكتابة الإقليمية للإتحاد العام للشغالين للموظفين الجماعيين فاس ؟؟
وما هو موقفه من جمعية الأعمال الإجتماعية للموظفين الجماعيين التي يرأسها مصطفى ذهبي الذي يتقاضى شهريا ما يقارب 22000 درهم كتعويضات من عمله في كل من التعاضدية وكرئيس جماعة بتاونات وكموظف شبح بجماعة فاس.. ؟؟
والمهم كيف سيواجه اللوبي الإجرامي من حزب الأصالة والمعاصرة المكون من نائب العمدة السابع، عبد الواحد العواجي الملقب بالعنيزي ، وممثل الجماعة بشكل رسمي بكل من المحطة الطرقية وسوق السمك بالجملة ،ومحمد السليماني رئيس مقاطعة أكدال والأمين الإقليمي لحزب البام بفاس ؟؟
إكراهات عديدة ستواجه رئيس مصلحة الوعاء الضريبي الجديد سواء مع مديري مكاتب المصلحة بالمقاطعات الستة الذين حققوا ثروات مالية وغنى فاحش لا يمكن تصوره بسبب الرشاوي المالية التي يأخذونها ولازالوا من مالكي المشاريع الإستثمارية التجارية الإستهلاكية…
هل سيستطيع فعلا إيقاف أو تغيير مديري مكاتب مصلحة الوعاء الضريبي بالمقاطعات الستة الفاسدين والمفسدين الذين يملكون عقارات وضيعات فلاحية وسيارات فارهة معظمها من نوع رباعية الدفع وحسابات بنكية بالملايين ؟؟
لكن السؤال المركزي ، هل سيسمح له فعلا الديناصور الإداري محمد ذهبي بإحداث هذا الزلزال الإداري والإقتصادي بمصلحة الوعاء الضريبي ؟؟

يتبع ..

نورالدين الزياني / لاهاي / هولاندا /

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.