هل نهاية الصحفي السعودي جمال خاشقجي تشبه نهاية المناضل اليساري المغربي المهدي بنبركة ؟؟ وهل كانا يمثلان فعلا أشواك عاصية في أظهر الأنظمة الحاكمة في البلدين ؟؟

Advertisement

فرحان إدريس ….

ما أشبه اليوم بالأمس ، في مثل هذا الشهر 29 أكتوبر 1965 ، تم إعتقال رئيس المعارضة الاشتراكية المغربية ، المهدي بن بركة ، في قلب باريس ، في {مطعم ليب} ، من قبل رجال الشرطة الفرنسية بملابس مدنية. كان لديه موعد مع المخرج {جيروج فرانجو} لمناقشة مشروع للفيلم. كان بنبركة ، البالغ من العمر 49 عاماً ، مناضلاً يساريًا ، رئيسًا لحركات العالم الثالث والحركات الإفريقية. كان يستعد لمؤتمر tricontinental الذي كان ينبغي عقده في هافانا في يناير 1966 ..
هذه آخر ما يعرف الشعب المغربي عن إختطاف بن بركة التي قامت به كتيبة الإعدام المتوكنة أغلبها من عسكريين وأمنيين كانوا تابعين بشكل مباشر للمغفور الملك الحسن الثاني الذي كان في صدد تشكيل نظامه الملكي بعد وفاة الملك المغفور له محمد الخامس .
كثرت الروايات عن عملية إختطاف وإعدام أشهر مناضل يساري في تاريخ المغرب ، وكيف تمت تذويب جثته حتى تختفي أحد أركان الجريمة الجنائية ؟؟ ولا أحد يعرف لحد الآن تفاصيل الجريمة بأكملها ؟؟ والعناصر العسكرية والأمنية التي شاركت فيها ونفذتها ؟؟ ولا أين دفن ؟؟
وحرموا أفراد أسرته والشعب المغربي عامة من مكان يذهب إليه كل يوم الجمعة للترحم عليه وقراءة بعض سور القرآن الكريم ، لكن المناضلين الصادقين جعلوا قضيته حية دائما في وجدان وذاكرة الشعب المغربي ، وهكذا وصلت قصة إستشهاده متعددة السيناريوهات لكل أجيال الشعب المغربي ..
صحيح أن رفاق دربه في النضال نسوه مقابل كراسي وزارية وبعض الإمتيازات البرلمانية لكن هناك شباب وأجيال داخل المغرب وخارجه لازالوا يعتبرونه الأب الروحي للحركة الديموقراطية المغربية المطالبة بعدالة إجتماعية حقيقية ، وسيبقى في وجدان وذاكرة الأمة المغربية إلى الأبد ، لكن هناك حقيقة واحدة أن لا أحد سيتذكر كتيبة الإعدام للشهيد المهدي بن بركة ..
نظام الحكم في الملكيات العربية لا يتحمل الإنتقاد في طرق أسلوب حكمه ولو كانت من طرف سياسيين وصحافيين مسالمين لا يريد إلا الحرية والديموقراطية لشعوبهم بمفهومها الغربي الحداثي ، بالأمس القريب في عهد الملك الحسن الثاني رحمة الله عليه تم تصفية أشهر معارضيه ، الشهيد المهدي بنبركة ، وفي حكومة بنكيران الأولى تم إعدام الصحفي المتميز على أنوزلا لكن بشكل معنوي وفكري عن طريق القضاء المغربي لأنه تجرأ وكتب مقالات نقدية عن المؤسسة الملكية المغربية وطريقة حكمها ، وعن مملكة آل سعود الحاكمة لدولة الحرمين ، ومقاله المشهور{ المملكة العربية السعودية الخطر الداهم } ويبدو أنه صدق في تنبآته الصحفية والدليل ما يحدث الآن في مملكة آل سعود بقيادة ولي العهد الحالي محمد بن سلمان ، وفي حكومة العدالة الثانية هناك محاولة لإعدام توفيق بوعشرين معنويا وفكريا مؤسس جريدة أخبار اليوم ، واليوم 24 ، ودائما عن طريق القضاء المغربي ، الذنب الذي إرتكبه إفتتاحيته اليومية ضد رموز السلطة الحاكمة في المغرب بقيادة الملك محمد السادس ..
نفس الكلام يمكن قوله عن شهيد الصحافة العربية والدولية بإمتياز جمال خاشقجي الذي كان لوقت قريب من المقربين لدوائر القراربأسرة آل سعود ..
جمال أحمد حمزة خاشقجي ولد 13 يناير 1958، بالمدينة المنورة، صحفي وإعلامي سعودي، ترأس عدّة مناصب لعدد من الصحف في السعودية، وتقلّد منصب مستشار لرئيس الإستخبارات السعودية السابق ، كما أنّه كان مدير عام قناة العرب الإخبارية سابقًا.
وبدأ يكتب عامودا يوميا في صحيفة واشنطن بوست منذ 2017، وُصف بأنه “وفيّ للدولة السعودية” و”منتقد لسياساتها” منذ تولي السلطة الملك سلمان وولي عهدة محمد بن سلمان ، يعني أنه كان من صاحب هذا الرأي ؟

غادر جمال خاشقجي السعودية مع كل أفراد أسرته في سبتمبر 2017، وإستقر بالولايات المتحدة الأمركية ، وكتب بعد ذلك عدة مقالات صحفية إنتقد فيها الحكومة السعودية وبشكل خاص أسلوب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إدارة الحكم ، والملك سلمان بن عبد العزيز في تزكية قراراته العشوائية وكان من أشد المعارضين للتدخل العسكري في اليمن …
إختفى خاشقجي في أوائل أكتوبر 2018 وكان آخر مكان شوهد فيه أثناء دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في تركيا،و تشير مصادر مجهولة من الشرطة التركية والإستخبارات التركية أنه قُتل داخل القنصلية، وقطع لأجزاء بأمر من السلطة العليا في الرياض ، ونفذ الجريمة فريق إعدام يتكون من خمسة عشر عنصر أتوا مباشرة من الرياض وهذه تفاصيل الجريمة المرعبة ,,,,وحسب تقارير صحفية أمريكية وتركية ، جمال خاشقنجي قتل بأوامر من البلاط الملكي السعودي ..
وتفاصيل الجريمة المرعبة كشفها مسؤول تركي كبير لصحفية “النيويورك تايمز” الأمريكية ..
الصحفية ذكرت عن كتيبة الإعدام والطريقة التي اغتيل بها ، بالتزامن مع نشر وسائل إعلام تركية للقطات دخول جمال خاشقنجي القنصلية السعودية بإسطنبول ، وكذلك تتبع مسار فريق الأمن السعودي المتهم بالإغتيال منهم 15 رجل أمن سعودي وصلوا مطار إسطنبول عبر طائرتين ..
منهم خبراء تشريح وبحث جنائي ، العملاء توجهوا إلى القنصلية السعودية نفس يوم إختفاء جمال خاشقجي ..والأجهزة الأمنية التركية حددت هوياتهم ..وصحفية صباح التركية نشرت صورهم وأسماءهم ..
في غضون ساعتين قامت كتيبة العملاء بتنفيذ عملية القتل داخل القنصلية ، وإستخدموا منشار عظام لتقطيع الجثة حيث جلبوه لهذا الغرض ..
ووفقا لوسائل إعلام تركية ،فإن الأجهزة الأمنية التركية رصدت ستة سيارات دبلوماسية سعودية تحركت خارج القنصلية يشتبه أنها حملت جثمان جمال خاشقجي ..
الواشطن بوست قالت إن “الإستخبارات الأمريكية ” إعترضت إتصالات لمسؤولين سعوديين بحثوا خطة إعتقال خاشقجي ، لكن لم يتضح ما إذا كان سيتم إعتقاله فقط أم قتله ؟؟ مسؤولون أتراك أكدوا ل “النيويورك تايمز” أن عملية سريعة ومعقدة بهذا الشكل كانت موجهة من أعلى قمة في النظام السعودي ..
والدليل التسريبات الإعلامية تزامنت مع إعادة تغريدة لسعود القحطاني ، المستشار في الديوان الملكي السعودي هدد فيها معارضي النظام السعودي بالإغتيال ..
نفس السيناريو ونفس النهاية لكل من الشهيد المهدي بنبركة ، والشهيد جمال خاشقجي ، أوجه الإختلاف تكمن أن المهدي بنبركة كان معرضا يساريا شرسا للنظام الملكي في المغرب أنذاك وللأنظمة الأميريالية الغربية بصفة عامة ، ولهذا حسب التسريبات تم إغتياله بمشاركة العديد من الأجهزة الإستخبارتية الغربية ولاسيما الموساد الإسرائيلي ، وجمال خاشقجي كان معرضا ليبراليا لنظام الحكم الجديد بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، إنتقده لطريقة حكمه للبلاد بعدما شن حملة إعتقالات واسعة في صفوف المفكرين والأدباء والعلماء والناشطين الحقوقيين والسياسيين ، وإعتقال الأمراء ورجال الأعمال بطريقة غير قانونية ، وأدخل المملكة العربية السعودية في أزمات دولية كبيرة مع قطر وكندا وألمانيا ودول أخرى ، وشن حرب اللإنسانية في اليمن خسرها لحد الآن رغم المليارات المرصودة اليومية ، خاشقجي ينشر هذا الإنتقاد يوميا في صحف أمريكية كبيرة على المستور الدولي ..
يعني أن ولي عهد للمملكة العربية السعودية حسب الوقائع الميدانية سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية للمملكة العربية السعودية رجل فشل في كل ما خطط له ، وأصبح عبئا ثقيلا عليها ، بخلاف الشهيد الصحفي جمال خاشقجي الذي كان محط إحترام الجميع , الدول الغربية الكبرى ووسائل الإعلام الغربية المشهورة سواء في أمريكا أو بأوروبا ، وكان فعلا مثل الشوك العاصي في ظهر النظام السعودي الجديد بمقالاته التحريرية في *الوانشطن بوست * كما كان بطبيعة الحال الشهيد المهدي بنبركة بالنسبة للنظام الملكي في عهد المرحوم الملك الحسن الثاني !!
الإختلاف فقط في الزمان والمكان بحيث أن جريمة قتل جمال خاشقجي تحظى بتغطية واسعة من وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الألكترونية الدولية والعربية ، والأكيد أن تركيا لن تسكت أمام هذه الإهانة الكبيرة التي وجهت إليها ، وعلى أراضيها من طرف النظام السعودي الجديد بقيادة ولي العهد محمد بنسلمان !!
السؤال المطروح ماذا سيكون رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية إذا ثبت بالدليل القاطع أن البلاط الملكي السعودي وراء جريمة قتل الصحفي خاشقجي ؟؟؟

يتبع ….

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي

…………………..رئاسة الحكومة
……………………الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
…………………….وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
……………………..وزارة الجالية والهجرة
……………………..وزارة النقل والتجهيز ..
……………………..المجلس العلمي الأعلى بالرباط
………………………وزارة المالية
…………………….مجلس الجالية
……………………..مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………..الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
……………………..السفارات المغربية بالخارج
……………………..القنصليات المغربية بالخارج ..

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.