هل وجه المغرب صفعة الى فرنسا؟.. باريس ترسل مسؤولا عسكريا رفيعا الى الرباط لتبديد الخلافات.. الزيارة لم تحظ بأي اهتمام أو استقبال رسمي ولم يفرش السجاد الأحمر والسفارة الفرنسية تروج لـ”لرحلة عمل”

Advertisement

الرباط  – نبيل بكاني:
أنهى مدير التعاون الأمني والدفاعي بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، الجنرال ريجي كولكومبي، زيارة عمل غير معلنة إلى المغرب، في ظل أزمة صامتة تخيم على علاقات البلدين منذ ما يقارب السنتين.
ورغم التوتر السياسي المتصاعد بين باريس والرباط، يحافظ البلدان على التنسيق العسكري والأمني في مجموعة من الملفات الإستراتيجية، حيث أعلنت السفارة الفرنسية بالرباط، في بيان لها، عن إجراء الجنرال كولكومبي، الذي يشغل منصب مدير التعاون الأمني والدفاعي بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، عدة “مباحثات مثمرة” مع مسؤولين مغاربة في ما يخص التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
ومن أبرز مظاهر الأزمة بين البلدين، تجميد زيارات مسؤولي البلدين وغياب أي اتصال بين قادتهما، وحدوث فراغ دبلوماسي منذ تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم، بعد تكليف سفير الرباط بمهام إدارية داخل المملكة.
وتتزامن الزيارة مع توتر في علاقات المغرب بفرنسا تسببت في تأجيل زيارة رسمية كان سيقوم بها الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون للمغرب.

ولم تؤثر الأزمة في مسار التعاون العسكري بين البلدين، اذ شاركت القوات المسلحة المغربية، في مناورات عسكرية مع الجيش الفرنسي، وذلك على غرار التعاون الأمني والقضائي الذي تحكمه اتفاقيات مشتركة.
وأعلنت السفارة الفرنسية بالعاصمة المغربية الرباط، أمس الجمعة، أن مسؤول فرنسي رفيع المستوى، أنهى زيارة غير معلنة إلى المغرب، في ظل أزمة صامتة تخيم على علاقات البلدين.
وقالت السفارة، إن “مدير التعاون الأمني والدفاعي بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، الجنرال ريجي كولكومبي، أنهى اليوم زيارة عمل إلى المغرب”، دون أن تقدم المزيد من التفاصيل حول الزيارة ومدتها.
واكتفت السفارة الفرنسية بالإشارة، في تدوينة لها عبر حسابها الرسمي على “فيسبوك” إلى أن الجنرال كولكومبي أجرى العديد من اللقاءات المثمرة مع الشركاء المغاربة في ما يخص التعاون الأمني والعسكري.
وتتهم الأوساط السياسية والمجتمعية المغربية، فرنسا بشن حملة عدائية ضد المصالح المغربية، ودفع البرلمان الأوروبي للتصويت على قرار ينتقد وضعية حقوق الإنسان وحرية الصحافة في المغرب.
وتقود أحزاب رئيسية داخل البرلمان المغربي حملة ضد اللغة الفرنسية، تطالب فيها بإلغاء استعمال هذه اللغة في المراسلات والمعاملات الإدارية، كما دعت عدة فعاليات مغربية سياسية وجمعوية، وزير الداخلية المغربي، إلى إزالة الرموز والأسماء الفرنسية من الشوارع والساحات العمومية بمدن المملكة.
ارسال باريس مسؤولها العسكري الرفيع الى المغرب، يأتي بعد الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى العاصمة المغربية الرباط في ديسمبر الماضي، وتوخت من ورائها فرنسا تجاوز القضايا الخلافية التي عكرت صفو العلاقات بين البلدين خلال الأشهر الماضية.
ورد مسؤول مغربي رفيع على تصريح الرئيس الفرنسي، حيث أكد العلاقات مع باريس “غير ودية”، فيما يحاول الايليزيه استغلال أي فرصة دبلوماسية مع المغرب، وتنفيذ وجود ما يعكر الأجواء بين البلدين.
ولم يحظ ريجي كولكومبي بأي استقبال رسمي من عسكريين مغاربة، ولم تفرد لزيارته أية تغطية إعلامية رسمية، وهو ما قرأه متتبعون على أنه “صفعة” تلقتها باريس من من المملكة، في حين سعت السفارة الفرنسية بالرباط، الى الترويج لـ”زيارة عمل”، قام بها مدير التعاون الأمني والدفاعي بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية إلى المغرب.
الاعلام الرسمي في المغرب، تجنب كليا الحديث عن الزيارة المفترضة ولم يشر اليها، وهو ما يؤكد من جديد رفض الرباط لأي تقارب مع باريس اذ يبقى الشرط الوحيد لاستعادة العلاقات طبيعتها، هو مسألة الصحراء التي لا يبدو أن الاليزيه سيتخذ أي قرار بشأن مواقفه من هذه القضية على الأقل في الوقت الحالي.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.