هل يسعى ماكرون للتقريب بين الجزائر والمغرب في غياب الظروف المواتية؟.. تقارير فرنسية تستبعد نجاح أي وساطة مع برود العلاقات الفرنسية-المغربية.. باريس غاضبة من “المظلة” الأميركية والتقارب المغربي الاسرائيلي

Advertisement

كشفت تقارير إخبارية فرنسية عن وجود مساعي فرنسية للتقريب بين الجزائر والجارين المغرب واسبانيا، وذلك خلال زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر الخميس، غير أنها ترى بأن الظروف ليست مواتية بعد، فيما يرتقب أن يناقش امدادات الغاز والطاقة التي تظل ذات أهمية قصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي، الا أن لعب باريس دور الوساطة – التي تنفيها أوساط جزائرية – لا يبدو ممكنا في الوقت الحالي، في ظل برود العلاقات الفرنسية-المغربية والذي عبرت عنه صحيفة “لوبوان إنترناشيونال” في مقال نشرته الاثنين تحت عنوان: “رياح جليدية بين فرنسا والمغرب”، قالت فيه: “يبدو أن لا الرئيس إيمانويل ماكرون ولا وزير الداخلية جيرالد دارمانان مدركان لتدهور العلاقات بين فرنسا والمغرب”. وأثارت الصحيفة الفرنسية قضية قرار باريس في أواخر العام الماضي، تشديد منح تأشيرات الدخول لتونس والجزائر والمغرب، ويرى مراقبون فرنسيون أنه حتى في حال وجود مبادرة من هذا القبيل فستكون على أدنى مستوى. يمكن أن يتم تناول الموضوع خلال المحادثات الثنائية بين الرئيسين لكن ليس هذا ضمن النقاط الأساسية المدرجة في برنامج الزيارة”.
في حين أن الولايات المتحدة قد اعترفت بوضوح بالسيادة المغربية على الصحراء ووعدت بفتح قنصلية في مدينة الداخلة، فإن فرنسا، التي تعتبر مع ذلك حليفًا “تقليديًا” للمملكة، تتباطأ في هذه القضية، بينما أشاد العاهل المغربي مؤخرا بشدة بالولايات المتحدة، التي يظل موقفها ثابتًا على الرغم من “تغيير الإدارة، وإسبانيا التي لا يمكن أن” تتأثر الشراكة معها الآن”، على أنه كان ينتظر بعضًا من الشركاء التقليديون أو الجدد للمملكة “توضيح ومراجعة جوهر موقفهم بطريقة لا لبس فيها”.
لكن مسألة الصحراء ليست الموضوع الوحيد الذي يفصل بين المغرب وفرنسا اليوم. وبحسب مصادر مطلعة، تنظر باريس نظرة قاتمة للغاية إلى التقارب بين الرباط وتل أبيب. فالحليف الجديد ينظر اليه على أنه سيجلب للمغرب دعمًا عسكريًا وتكنولوجيًا كبيرا، وبالتالي يسمح له بالتحرر من الصناعة العسكرية الفرنسية. كما تخشى الإليزيه من التعاون الأمني ​​الجديد بين إسرائيل والمغرب، وذلك في ظل تعاظم نفوذ الصين وتركيا في المنطقة مقابل التراجع الكبير في الحضور الفرنسي الذي بات محل تمرد القادة الأفارقة.
وترى صحيفة “لو موند أريك” الفرنسية، على الصعيد الدبلوماسي، أن “المظلة” الأمريكية التي تستفيد منها الرباط، لا سيما في موضوع الصحراء، تغضب باريس التي ترى أن تأثيرها على محميتها السابقة يتقلص بشكل ضئيل. وقال وزير مغربي سابق للموند افريك “لم يستوعب إيمانويل ماكرون وكواي دورساي التغيير البطيء الذي حدث في تصور المغرب لبيئته الدولية”.
وانتقد الكاتب الفرنسي من أصول مغربية الطاهر بنجلون اختيار الرئيس الفرنسي ماكرون زيارة الجزائر هذا الأسبوع لأنه بصدد التضحية بالتفاهم الجيد مع المغرب على أمل الحصول على امتيازات أفضل من الجزائريين، مضيفا أن ماكرون “مخطئ”، لأن “الجيش الجزائري يصر على ريع مرتبط بالذاكرة”.
وأضاف بنجلون أن المغرب لم يعد يركز على فرنسا، وهي حقيقة لوحظت في عدة مجالات، إذ إن المغرب بدأ في تنويع علاقاته وصداقاته السياسية والاستراتيجية، بتوقيعه على اتفاقات أبراهام، ونجاحه في تغيير موقف الجار الإسباني في ما يتعلق بالصحراء، ونأى بنفسه عن فرنسا التي ظل دعمها محسوساً للغاية، خوفاً من إغضاب الجزائر.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.