مصطفى الفن …
من هي السفيرة الفرنسية بالرباط هيلين لوغال التي إتصلت بدون سابق إنذار بشكيب بنموسى المعين على رأس لجنة النموذج التنموي من طرف ملك المغرب وطلبت منه أن يقدم لها تقريرا مرحليا عن عمل هذه اللجنة ؟
المسار الديبلوماسي والمهني لهذه المقيمة العامة الفرنسية بالمغرب وخريجة معهد الدراسات السياسية بباريس مسار حافل ومليئ بالأحداث والوقائع والتجارب والمحطات.
هيلين لوغال البالغة من العمر 53 سنة تجر خلفها خبرة ديبلوماسية كبيرة هي عصارة سنوات طويلة من العمل في عدة سفارات وقنصليات بلدها في أكثر من قارة من قارات العالم.
هيلين لوغال كانت أول سفيرة فرنسية امرأة تعين بإسرائيل وشاركت في العديد من المبادرات ذات العلاقة بالصراع العربي الإسرائيلي.
بل إن هيلين لوغال كانت حاضرة وغير بعيدة من الرئيس الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين أثناء حادث تصفيته الجسدية بطلق ناري سنة 95 من طرف متطرف اسرائيلي إسمه إيجال عامير.
هيلين، التي تتحرك حاليا برتبة وزيرة مفوضة، مرت أيضا من دول إفريقية كثيرة وإشتغلت على العديد من الملفات والنزاعات ذات الصلة بالقارة السمراء مثل قضية “دارفور” وكل نزاعات دول القرن الإفريقي.
وبحكم هذا الإهتمام الكبير لهيلين لوغال بشؤون إفريقيا والأفارقة، فقد أطلق عليها الفرنسيون “مدام إفريقيا”، بل إن الرئيس السابق لفرنسا فرانسوا هولاند عينها مستشارة له في كل ما له علاقة بهذه القارة.
وهذه الخبرة الديبلومسبة الطويلة تفرض على هذه “المدام” أن تكون لبقة وديبلوماسية لا أن تكون رعناء ومستفزة في الحديث عن بلد له سيادة لا ينبغي أن تنتهك.
هذا هو المفروض اللهم إلا إذا كانت السيدة هيلين لازالت تعتبر المغرب مستعمرة من مستعمرات أجدادها السابقين وأن شكيب بنموسى المعين من طرف ملك البلاد على رأس لجنة النموذج التنموي ليس “ربما” سوى مواطن فرنسي يحمل “ربما” نفس الجواز الذي تحمله هي أيضا.
وما يرسخ “ربما” هذا الإعتقاد هو تلك “الروح الانهزامية” التي تحدث بها اليوم شكيب بنموسى الى الزملاء في موقع “ميديا 24” عن واقعة “مشاوراته” مع السفيرة الفرنسية هيلين لوغال.
بنموسى تحدث في هذا التصريح الصحفي بالأدب اللازم عن هيلين لوغال ووصفها ب”السيدة” والأخطر من ذلك أنه لم يستطع أن يقول إنها كذبت عليه خشية أن يجر عليه غضب فرنسا والفرنسيين.