واشنطن: أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخميس، تشكيل “فريق عمل حول إيران” هدفه فرض إحترام العقوبات الإقتصادية الأمريكية ضد طهران، مع المجازفة بفرض عقوبات على الدول التي لا تلتزم بإجراءات واشنطن.
وقال بومبيو للصحافيين إن “مجموعة العمل ستكون بإدارة المبعوث الخاص لإيران براين هوك وسيكلف إدارة وإعادة تقييم وتنسيق كل جوانب نشاطات وزارة الخارجية المرتبطة بإيران”.
وصرح هوك أن الهدف هو فرض إحترام الدول الأخرى للعقوبات الإقتصادية على إيران، التي أعاد الرئيس الأمريكي العمل بها بعد إنسحابه من الإتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران القوى الدولية الكبرى.
وأوضح أن خلية العمل هذه “مصممة على القيام بجهد عالمي كبير ليغير النظام الإيراني سلوكه”. وتابع: “نريد العمل بشكل وثيق بالتزامن مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم”.
وأعادت الولايات المتحدة في آب/أغسطس العمل بمجموعة أولى من العقوبات الإقتصادية ضد إيران، وخصوصاً وقف الصفقات المالية وإستيراد المواد الأولية وكذلك إجراءات عقابية للمشتريات في قطاعي السيارات والطيران المدني. ويفترض أن تدخل حزمة ثانية من العقوبات حيز التنفيذ مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال هوك إن “هدفنا هو خفض واردات النفط الإيراني لكل بلد إلى الصفر بحلول الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر”.
وتابع المسؤول المقرب من مستشار الأمن القومي جون بولتون “نحن مستعدون لفرض عقوبات ثانوية” على الدول التي لا تحترم العقوبات الأمريكية.
وكان ترامب حذر عند إعلانه إعادة فرض العقوبات على إيران في بداية الشهر الجاري، الدول التي تواصل مبادلاتها التجارية مع طهران. وقال إن “من يتعامل مع إيران لن يتعامل مع الولايات المتحدة”.
“محض صدفة”
إحتجّت الحكومات الأوروبية الموقعة للإتفاق النووي، على هذه الإجراءات، لكن الشركات الأوروبية إنسحبت بسرعة من إيران خوفاً من تكرار تجربة “بي إن بي باريبا”.
فبعدما أتهم بمخالفة الحظر الأمريكي في بعض الدول مثل إيران والسودان، فرضت على أكبر مصرف فرنسي غرامة قياسية تبلغ 8,9 مليارات دولار في 2014، وتعليق بعض نشاطاته في الولايات المتحدة.
وأكدت إدارة ترامب مرات عدة أنها لا تسعى إلى تغيير في النظام في إيران بل تريد تغييراً في سلوك إيران.
وقد نشرت لائحة طويلة من النشاطات التي تطلب من طهران التخلي عنها وخصوصاً دعمها للنظام السوري وحزب الله الإيراني وبرنامجيها النووي ولتطوير الصواريخ وإعتقال مواطنين أمريكيين.
وقال بومبيو: “منذ نحو أربعين عاماً تحمل النظام في طهران مسؤولية سيل من العنف وزعزعة للإستقرار ضد الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا وأيضاً ضد الشعب الإيراني نفسه”. وأضاف أن “الشعب الإيراني والعالم يطالبان بأن تتصرف إيران أخيراً كبلد طبيعي”.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي: “أملنا أن نتمكن قريباً من التوصل إلى إتفاق جديد مع إيران. لكن يجب علينا أن نرى أولاً تغييرات أساسية في سلوك النظام داخل حدوده وخارجها”.
ورداً على سؤال عما إذا كان توقيت الإعلان عن مجموعة العمل تزامن عمداً مع الذكرى الـ65 للإنقلاب الذي نظمته وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) للإطاحة برئيس الوزراء الإيراني السابق محمد مصدق في منتصف آب/أغسطس 1953، قال هوك إن هذا كان “محض صدفة”.
ولم يستبعد هوك الذي أجرى محادثات حول إيران مع مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألمان الأربعاء في لندن، إجراء مفاوضات مباشرة مع القادة الإيرانيين في حال أظهروا “التزاماً” بتغيير سلوكهم.
لكن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، قال إنه لن تكون هناك حرب ولا مفاوضات مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن المشاكل التي تواجهها الجمهورية الإسلامية ناجمة عن سوء إدارة أكثر مما هي عن العقوبات الأمريكي ، وهوك أصبح الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية حول إيران.
وكان حتى الآن يشغل منصب مدير دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية. وقد كان مسؤولاً عن الجهود التي أخفقت لحشد دعم حلفاء الولايات المتحدة لقرار الرئيس دونالد ترامب في أيار/مايو الإنسحاب من الاتفاق النووي. (أ ف ب)