وكالات نقل الأموات بإيطاليا تخرق قانون حماية المعطيات الشخصية بنشر صور ووثائق إدارية للموتى المهاجرين المغاربة على الفيسبوك ،واليوتوب ،والواتساب ،وشكايات عديدة من أسر وعائلات المتوفين ، نموذج وكالة وحيد ببيرغامو..
فرحان إدريس..
منذ بداية إنتشار جائحة كورونا بالديار الإيطالية ظهر في سوق وكالات نقل الأموات جديدة مملوكة لمهاجرين مغاربة بإيطاليا لا أحد يعرفهم من قبل ، وطرحت أسئلة عديدة عنهم ؟ هل فعلا يتوفرون على كل الشهادات الإدارية والقانونية والصحية لممارسة مهنة نقل ودفن الأموات ؟ أم أنهم فقط واجهة لشركات إيطالية مختصة في هذه المهنة ؟ أم يتوفرون على شهادات مزورة ؟
لاسيما أن الأغلبية منهم حصل على الشهادات اللازمة عن طريق دفع الآلاف من الأورو ، لدرجة أن بعضا من هؤلاء لا يستطيع كتابة ولو مراسلة واحدة بالإيطالية ، سواء للبلدية أو للجهات الصحية والقانونية للحصول على الترخيصات اللازمة لدفن موتى أفراد الجالية المغربية الذين تتوفاهم المنية بشكل عادي ، أو الذين ماتوا جراء إصابتهم بداء كورونا القاتل .
ويعتمدون بشكل كلي على شركائهم الإيطاليين لكتابة الرسائل كلها ..
المشكل الأساسي الذي كان مطروح بقوة هو حين أغلقت السلطات المغربية الأجواء في وجه الرحلات الجوية وأصدرت الأوامر من الجهات العليا بعدم إستقبال موتى المهاجرين المغاربة بالخارج كإجراء إحترازي ..
ولهذا إضطرت أسر وعائلات لدفن موتاهم إما بالمقابر الإيطالية أو في البلديات التي بنيت فيها مقابر مخصصة للجالية المسلمة ..
وهذا يعني زيادة مصاريف الدفن بشكل مضاعف رغم عدم وجود تذكرة الطيران التي غالبا ما تكون ضمن الخدمة الكاملة لنقل ودفن المتوفى ..
بطبيعة الحال ، وكالات نقل الأموات المملوكة لمهاجرين مغاربة أبقت على نفس الأثمنة وفي معظم الحالات رفعت المصاريف لحدود ما بين 3700 إلى 4000 أورو، دون مراعاة الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها معظم أفراد الجالية المغربية المقيمة بمختلف الجهات والمدن الإيطالية ولا الظروف الإنسانية لهذه العائلات والأسر المغربية التي فقدت أحبائها وفلذات كبدها ..
الغريب ، أن الذين عانوا بشكل أكبر من هذا المشكل ، هم أفراد الجالية المغربية الذين لديهم تأمين الموت مع البنك الشعبي بإيطاليا ، الذي يملك عقد يسري مفعوله منذ عقود من الزمن مع شركة إنجاد المغرب للتأمين ، الموجود مقرها في العاصمة الفرنسية باريس التي إضطرت لتغيير موكلها بإيطاليا ، الذي كان فعلا بشهادة مسؤوليها ناجح بدرجة إمتياز في أداء مهامه في جميع مراحل تحضير الميت لغاية دفنه أو إرسال جثته للمغرب ..
وهكذا تم تكليف شركة ببروكسيل للتكفل بدفن موتى المهاجرين المغاربة بإيطاليا ، والتي بدورها كلفت أحد الأشخاص المقيمن بيرغامو إحدى مدن جهة لومبارديا ويدعى وحيد للقيام بهذه المهمة المقدسة..
وفعلا ، منذ الأشهر الأولى التي تكلف هذا المهاجر بدفن زبناء البنك الشعبي بإيطاليا بدأت الشكايات تتقاطر على الإدارة العامة للموقع الإخباري ” الشروق نيوز 24 ” المختص بقضايا الجالية ..
مضمون الشكايات كانت دائما تتلخص بسوء المعاملة مع أفراد عائلات وأسر الموتى وإرتفاع تكلفة الدفن ، بلغة أوضح أنه لا يحسن التواصل مع أقرباء الميت سواء في بداية مراحل الدفن أو أثناء القيام بالإجراءات القانونية والإدارية والصحية اللازمة من أجل دفن الموتى بمختلف المقابر الإيطالية ..
صحيح ، أن أثمنة القبور مرتفعة من بلدية إيطالية لأخرى مقارنة بالأثمنة الموجودة في المدن والقرى المغربية ..
المشكل الأساسي ، أن السيد وحيد وغيره من وكالات نقل الأموات يفتقدون لروح التواصل مع أقرباء الموتى ويتعاملون معهم بشدة وقسوة غير مفهومة وبلغة جافة..
لكن المصادفة العجيبة في هذه القضية ، هو أن جميع وكالات نقل الأموات المملوكة لمهاجرين مغاربة يبثون صور ووثائق إدارية للموتى ، وينشرون أشرطة فيديو بالصوت والصورة على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ، الفيسبوك ، اليوتوب ، الواتساب ، الجنازات دون الحصول على موافقة رسمية مكتوبة من والوكلاء القانونيين للمتوفين حسب ما ينص عليه القانون الإيطالي في هذا المجال..
وبهذا الفعل والسلوك ينتهكون أحد الفصول القانونية المختصة في حماية المعطيات الشخصية للأفراد حسب القانون الجنائي الإيطالي ..
وإذا تم رفع دعاوي قضائية ضد مالكي نقل الأموات الذين إنتهكوا هذه الخصوصية من طرف أحد أقارب الموتى ممكن أن يحكم عليهم بالسجن ما بين 6 إلى 18 أشهر نافذة ..
لاشك ، أن شركة إنجاد المغرب للتأمين “Maroc Assistence ” المعروف عن مسؤوليها التواصل الجيد ، ونظافة اليد والشفافية والنزاهة و الحرص عن سمعتها وصورتها بين مغاربة المهجر ، ستأخذ بعين الإعتبار ما يحصل لزبناءها بالديار الإيطالية ، لأنها أظهرت في السابق أنها تتفاعل بإيجابية مع الإعلام الإستقصائي بصفة خاصة وتعرف دور وقيمة الإعلام الإلكتروني في القرن الواحد والعشرين .
لأن الهدف أولا وأخيرا ، هو إيجاد وكالات نقل الأموات في مستوى المسؤولية الدينية تتوفر فيها الشروط القانونية والإدارية والصحية لممارسة هذه المهنة المقدسة ، تحرص على تسويق منتوج شركة إنجاد المغرب للتأمين بشكل جيد بين أوساط مغاربة إيطاليا ، وتحترم مبادئ حقوق الإنسان العالمية في جميع مراحل الدفن ، وتتقن التواصل الجيد مع أقرباء الميت ، وتطبق بالحرف الواحد المقولة المأثورة ” إكرا م الميت دفنه ”
يتبع..
للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch