ياسادة يجب محاكمة هؤلاء من أجل الوطن !! ، ولأنهم خانوا المبادئ الإتحادية الحقيقية لحزب الشهيدين المهدي بنبركة وعمر بنجلون ؟؟
لا أحد يجادل أن خروج المناضل الكبير عبد الرحمان اليوسفي من الحياة السياسية المغربية ،
وبالتالي مغادرة قيادة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية كان فعلا الضربة القاضية للديموقراطية ولآمال الملايين من الطبقات العريضة من الشعب المغربي التي كانت تحلم بمغرب تسوده ثقافة التناوب الديموقراطية الحقيقية المبنية على أسس ديموقراطية حديثة عمادها نهج سياسة حقيقية للمصالحة مع الماضي “ضحايا سنوات الجمر والرصاص” بكل صدق وشفافية ونزاهة وبناء مؤسسات ديموقراطية يسودها لغة الحوار وتكافئ الفرص للجميع !!!
لكن المخزن الجديد في العهد الملكي الحالي أبى أن يضع أولى بصماته الإستبدادية وممارسة التحكم السياسي من جديد بشكل ناعم ..
مع الأسف ، هذا الوضع ساهمت فيه كل القيادات التي توالت على قيادة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ، والتي تتمثل في كل من ، محمد اليازغي ، وعبد الواحد الراضي ، وفتح الله لعلو، وغيرهم ما إن وصلت إلى كراسي السلطة حتى بدأت تلتهم كل شيء أمامها ، فخلقت لوبيات الفساد ، وأدخلت مناضلين إنتهازيين داخل الحزب وفي قلب الوزارات والمؤسسات العمومية التي تربعت على كراسيها !!!
ونخص بالذكر السيد محمد اليازغي الذي يعتبر المهندس الحقيقي لعملية الإنقلاب التي حدثت ضد آخر قيادي وطني بامتياز المناضل المناضل الكبير عبد الرحمان اليوسفي الذي قضى 40 سنةبالمنفى من أجل الوطن، بينما القيادات التي يعرفها الجميع كانت تغتني من المال العام ليل نهار !!
ولم تقدم أي شيء للطبقات الفقيرة والمتوسطة طوال فترة مشاركتها في الحكومات المتوالية التي حصيلتها ظاهرة للعيان في تغول لوبيات الفساد بالوزارات والمؤسسات العمومية ، والتراجعالرهيب لمستوى التعليم بالمغرب حتى أصبحت قطاع غزة المحاصرة إسرائيليا وعربيا ودوليا
أحسن جودة من المغرب ولا ننسى الإرتفاع المهول لمعدل الجريمة في كل المدن المغربية بلا إستثناء !!
لهذا نطرح السؤال التالي على السادة المحترمين محمد اليازغي وعبد الواحد الراضي وفتح الله لعلو والحبيب المالكي وغيرهم هل أنتم فعلا ورثة حزب المهدي بنبركة وعمر بنجلون وعبد الرحيم بوعبيد الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل الوطن والحرية والديموقراطية للشعب المغربي ؟؟ أم إنكم تجار النضال إنتهزتم ذهاب الجبال فنزلتم إلى السهول لتحصلوا على طاب لكم من الأراضي والخضر والفواكه ؟؟
هؤلاء وغيرهم هم الذين أوصلوا إلى قيادة الحزب زعيم تيار الإنتهازية المحامي إدريس لشقر الذي أعلن الحرب على المعتقدات العربية والإسلامية للشعب المغربي !!
هذا الرجل الذي أوصله تيار المخزن بالدولة عن طريق إختراق المكاتب الجهوية للحزب بالمملكة ، عملية إنطلقت منذ 1998 أثناء أول تجربة للكتلة في حكومة التناوب !!! ومهندس العملية الحقيقي في العهد الملكي الجديد يعرفه الشعب المغربي جيدا !!
للذكر أن حزب الوردة بعدما كان يحتل المراتب الأولى في كل الإنتخابات التشريعية والجهوية والمحلية التي شهدها المغرب منذ السبعينات ولغاية بداية الألفية ..
لكن منذ ظهور حزب الأصالة والمعاصرة في المشهد السياسي المغربي الذي الذي أسسه المستشار الملكي فؤاد علي الهمة من أجل مواجهة الإسلاميين ، حزب العدالة والتنمية ، وجلب إليه كل اليساريين الراديكاليين والأعيان الأميين ورجال الأعمال والمال والإقتصاد ..
وكل من رفض الدخول في هذا الحزب السياسي الإداري الجديد تم إدخاله في خانة أعداء المملكة ..
ومن أجل تعبيد الطريق أمام حزب البام تم إضعاف كل الأحزاب الوطنية بإيصال إلى كتابتها الأولى وقيادتها المركزية زعماء سياسيين شعبويين ، حميد شباط على رأس حزب الإستقلال ، ولشكر ككاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ..
ماذا يعني هذا أن التيار السياسي الذي أوصل لشقر إلى القيادة بالتزوير والإختراق والترهيب والذي ليس وهو الأغلبية بالنسبة للمناضلين الحقيقيين للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ..
ولهذا في السنوات الأخيرة إحتل المراتب الأخيرة في الإنتخابات البرلمانية والجهوية من حيث المقاعد في مجلسي النواب والمستشارين والمجالس المنتخبة الحضرية والقروية ..
وهكذا عاقب الشعب المغربي هذا الحزب اليساري الذي قاد لسنوات المعارضة السياسية لكنه حين إرتمى في حضن المخزن السياسي ، وأصبح يوجد في ذيل الترتيب على مستوى الأحزاب التي لديها نواب بالبرلمان !!
لو كانت هاته القيادات وطنية صادقة لطالبت قبل شيء الدولة بكل أقطابها وبإلحاح الكشف عن عملية الإغتيال الدولية التي تعرض إليها شهيد الأمة والشعب المناضل الكبير المهدي بنبركة الذي لحد الآن الشعب المغربي لا يعرف أين دفنت جتثه ؟؟
بل أكثر من هذا أن المسؤولين الأمنيين والعسكريين الذين شاركوا في عملية الخطف والإغتيال لازالوا لوقتنا الحاضر في مواقعهم العسكرية والأمنية على مرأى ومسمع القيادات الإتحادية جميعها..
لهذا نحن نعتب على الإخوة والرفاق المناضلين الذين لم يشاركوا في المؤتمرات الوطنية للحزب وانسحبوا من العمل السياسي ، وفتحوا الأبواب على مصراعيه أمام الإنتهازيين السياسيين للسيطرة على الحزب نقول لهم إرجعوا وراجعوا المسار النضالي للشهيد المهدي بنبركة !! ، والتاريخ النضالي للشهيد عمر بنجلون !! ، والصمود النضالي الوطني للمرحوم عبد لرحيم بوعبيد !!
في العاصمة العلمية هناك تجربة نضالية نقابية فريدة من نوعها تتمثل في الفيدرالية الديموقراطية للشغل للموظفين الجماعيين بفاس والمشور السعيد التي توجد فيها الروح النضاليةالصادقة التي كانت موجودة عند كل من الشهيدين المهدي بنبركة وعمر بنجلون ..
ويبدو ، أنها تبعث الأمل لدى العديد من المناضلين الإتحاديين الحقيقيين من رجال ونساء الذين أصابهم اليأس من الإصلاح والتغيير..
ولاسيما بين أوساط الشباب الذين مفرض عليهم أن يقاوموا هذا الإحساس القاتل بأنه لا جدوى من مقاومة الحزب الوحيد في المغرب الذي يحكم ويسيطر على كل المقدرات الإقتصادية الموجودة بالبلاد ألا وهو، المخزن السياسي والإقتصادي والإعلامي والحقوقي والإجتماعي والنقابي ..
يتبع ..
خالد حجي / بروكسيل / بلجيكا /