يا ترى من المسؤول عن إقصاء الممملكة من مؤتمر برلين حول ليبيا ؟؟ وهل فعلا الملك محمد السادس غاضب من ناصر بوريطة ومسؤولين كبار بلادجيد معروفين بعلاقاتهم مع أمراء من الإمارات والسعودية ؟؟

Advertisement

فرحان إدريس..

مرت ثلاث سنوات على تعيين ناصر بوريطة كوزير للشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي ومغاربة العالم ، وكان الجميع سواء الموظفين التابعين الوزارة أو الأعوان المحليين أو المهتمين والخبراء بالقضايا الخارجية للمملكة وعلى رأسها بطبيعة الحال قضية الأقاليم الجنوبية أو الصحراء المغربية ينتظرون أن تشهد هذه الوزارة السيادية قفزة نوعية على جميع المستويات الداخلية منها والخارجية ،بحكم أنه كما يقال الرجل إبن الدار وقضى ما يقارب 25 سنة في كواليس الوزارة ,,
هل فعلا الوزارة عرفت نقلة نوعية في التعاطي مع القضايا الخارجية للمملكة ؟؟ وهل كان الوزير بوريطة في مستوى التحركات الملكية الأخيرة سواء بإفريقيا أو بالمحيط الإقليمي والدولي ؟؟
الملاحظة الأولى ، أن السيد ناصر بوريطة منذ تسمله رأس الدبلوماسية المغربية قام على الفور بعملية تطهير واسعة لكل الكوادر والكفاءات والأطر بالوزارة السيادية الذين لديهم تجربة أكبر منه في العمل الدبلوماسي الخارجي ,,
ثانيا ، أغلبية هؤلاء تم تعيينهم سفراء للمملكة بالخارج ولم يبق بجانبه إلا أولئك المعروفين بإتقان سياسة السمع والطاعة والإنحناء دون شروط ,,
ثالثا ، لأول مرة تصدر مذكرة وزارية تمنع موظفي الخارجية والأعوان المحليين من إستعمال وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة ، وتحذرهم من العواقب الوخيمة من عدم تطبيق التعليمات ,,
رابعا ، الوزير فشل في إقناع المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا المعروفة “سيدياو” بإنضمام المغرب إليها رغم الزيارات الملكية التي قام بها لهاته الدول وتوقيع العديد من إتفاقيات من المشاريع الإقتصادية الكبرى بها ,,
خامسا ، هناك سفراء للمملكة بدول إفريقية في الأصل رجال أعمال ، ولا يعرفون شيئا عن الدبلوماسية ، بل إرتكبوا فضائح أخلاقية نشرت في جرائد أوروبية كبيرة ,,ولم يتم تغييرهم رغم أداءهم الضعيف سواء فيما يتعلق بالترويج للقضية الوطنية أو إقناع دول صديقة لضرورة أن يصبح المغرب عضوا في منظمة سيدياو ,,
سادسا ، هناك سفراء بالقارة الإفريقية قضوا أكثر من عشر إلى خمسة سنة في مناصبهم لا ندري لماذا ؟؟ في حين لم يعين لحد الآن سفراء للمملكة بدول شمال أوروبا التي تعرف نشاطا مكثفا لإنفصاليي البولساريو هناك ,,
منذ هبوب رياح الثورات المضادة بالوطن العربي بقيادة الإمارات والسعودية والدور الإقليمي للمغرب أصبح يتراجع شيئا فشيئا ، لاسيما فيما يخص القضية الليبية ليتم قصاؤه بشكل مطلق في مؤتمر برلين الأخير حول ليبيا ,,
لماذا لم يتمكن المسؤولين الكبار بلادجيد المعروفين بعلاقاتهم القوية مع أمراء من الإمارات والسعودية من جعل المملكة المغربية في وضع قوي لا يتجرأ أحد سواء من دول الخليج أوبلدان شمال إفريقيا من إخراجه بهذا الشكل المهين من الصراع الليبي ؟؟
وهل كانت دولتي الإمارات والسعودية وراء إقصاء المغرب من مؤتمر برلين ؟؟ وماذا تملكان هذه الدولتين ؟؟ ولا تملكه المملكة المغربية ؟؟
المعروف ، أن إتفاق الصخيرات كان ومازال المرجعية الأممية لطرفي الصراع في ليبيا ، الذي خرج للوجود بتعاون مسؤولي الخارجية و لادجيد ، فما هي الدوافع الخفية وراء إخراج الدور المغربي الفعال في الصراع الليبي ؟؟
هل هي الأزمة الصامتة بين فرنسا والمملكة بسبب منح الحكومة الفرنسية اللجوء السياسي لعدد من معارضي النظام السياسي بالمغرب سواء الصحفيين منهم أو الناشطين الحقوقيين ؟؟
صحيح أن المملكة في الفترة الزمنية تشهد تراجعات كبيرة على مستوى حقوق الإنسان و حرية الصحافة والرأي والتعبير، والدليل الحملة الأمنية الشرسة التي شنتها مؤخرا بإعتقال أكثر من سبعة عشر فاعل حقوقي ومدون وناشط على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة ,,,
وزارة الخارجية نفسها منذ تولي ناصر بوريطة على رأس إدارتها ، ولحد الآن لاوجود لمفتش عام ؟؟ ولا لكاتب عام ؟؟ بعد تعيين محمد علي الأزرق كسفير للمملكة بتركيا ، لماذا نهج سياسية الإفراغ من الأطر والكفاءات والخبرات التي مارسها ويمارسها لحد كتابة هذه السطور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي ومغاربة العالم ؟؟ هل هو صاحب القرار بالوزارة الوصية ؟؟ أم ولي نعمته في حكومة الظل المستشار الملكي الطيب الفاسي الفهري ؟؟
النتيجة إنتهاكات خطيرة لمبادئ حقوق الإنسان يقوم بها العديد من سفراء المملكة بالخارج ضد الخادمات والموظفين بالتمثيليات الدبلوماسية المغربية المتواجدة بمختلف دول العالم ,,
والنتيجة المباشرة لهذا الضعف الدبلوماسي المغربي هو محاولة إنهاء الحضور المغربي في العديد من الملفات الإقليمية والدولية وآخر نموذج الملف الليبي أمام صمت دول غربية حليفة للمملكة في ملف محاربة التطرف والإرهاب ,,
ألا يعد هذا تقصيرا من لدن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي ومغاربة العالم ومسؤولي لادجيد الكبار المكلفين بالملف الليبي ؟؟ ألا يجب محاسبة هؤلاء على تقصيرهم بعدم دعوة المغرب لحضور مؤتمر برلين ؟؟
السيد ناصر بوريطة لا يتعاطى مع وسائل الإعلام العمومية أو الخاصة ، وحين أراد التعيلق على عدم دعوة المملكة لحضور مؤتمر برلين توجه ” لقناة فرانس 24 ” التي تستضيف في برامجها الحوارية والإخبارية معارضي النظام المغربي المقيمين بالديار الأوروبية للإعلان عن وجهة النظر المغربية في القضية ..
لكنه قبل ذلك كان أعفى السيدة شفقية الهبطي مديرة الديبلوماسية العامة والفاعلين غير الحكوميين بوزارة الخارجية من منصبها بدعوى أنها لا تحميه بما فيه الكفاية من الحملات الإعلامية الشرسة التي تشن عليه من حين لآخر بسبب أدائه الضعيف منذ توليه منصب وزير الشؤون الخارجية ,,,
وهذا ماخلق ضجة إعلامية كبيرة لصالح الهبطي التي يشهد لها الداني والقاضي بخبرتها الطويلة في المجال الدبلوماسي مما جعل بوريطة في حرج كبير داخل أرض الوطن وخارجه ..
المعلوم ، أن ناصر بوريطة لا يتحمل أي كفاءة أو خبرة بجانبه منذ توليه رأس وزارة الخارجية ، ولهذا ترى كيف أصبح المغرب محاصرا في جميع الملفات الإقليمية والدولية ؟؟ ، ورأى جميع المهتمين والخبراء بقضايا المغرب الخارجية كيف تم بعاد الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج ؟؟ لأنه يعتبر من الخبراء الكبار في القضية الوطنية الأولى للمملكة ، وكان يتمير بالتواصل اللامحدود والكبير مع وسائل الإعلام العمومية والخاصة المرئية منها والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية ، وهذا ا يفتقد السيد ناصر بوريطة ,,
لهذا لاشك ، أن عدم دعوة المملكة لمؤتمر برلين سيطيح العديد من الرؤوس في وزارة الخارجية ولادجيد بسبب الغضب العارم بالديوان الملكي التي دفعت الملك محمد السادس للإتصال الهاتفي مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ,,,
ويبقى السؤال المطروح ،هل سيتخذ الملك محمد السادس رئيس الدولة المغربية وصاحب الكلمة العليا في السياسة الخارجية إجراءات قاسية ضد أولئك كانوا سببا في عدم دعوة المغرب لمؤتمر برلين حول ليبيا ؟؟

يتبع …

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي

……………………المديرية العامة للدراسات والمستندات (لادجيد )
…………………….رئاسة الحكومة
…………………….الأمانة العامة للحكومة
……………………رئاسة البرلمان المغربي
……………………رئاسة مجلس المستشارين
……………………رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
…………………….وزارة الشباب والرياضة
…………………….وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي
…………………….وزارة الجالية وشؤون الهجرة
…………………….وزارة العدل والحريات العامة ..
……………………المجلس الوطني لحقوق الإنسان
…………………..مجلس الجالية المغربية بالخارج

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.