المغتربون المغاربة.. قوة اقتصادية تتطلع لمشاركة سياسية..

Advertisement

الرباط- خالد مجدوب:
بدأ المغرب مطلع يونيو/ حزيران الجاري، عملية “مرحبا” لاستقبال رعاياه المقيمين في الخارج، الراغبين في قضاء عطلة الصيف مع أقاربهم وذويهم.
تعدّ عودة المغتربين المغاربة إلى بلادهم خلال عطلة الصيف، من بين أكبر عمليات التنقل في العالم، حيث يتراوح عددهم بين مليونين وثلاثة ملايين مغترب.
ورغم أن تحويلات المغتربين، تعد المصدر الأول للعملة الصعبة في المغرب خلال عامي 2020-2021، إلا أن مشاركتهم في الحياة السياسية في المملكة ضعيفة.
ولا يصوت المغتربون المغاربة بالاستحقاقات الانتخابية في بلادهم، لأسباب “مالية ولوجستية” بحسب السلطات، و”سياسية” وفق البعض، رغم أن دستور المملكة يمنحهم حق التصويت.
ويبلغ عدد المغتربين المغاربة في العالم نحو 5 ملايين، بحسب إحصاءات وزارة خارجية المملكة.

العملة الصعبة
للمغتربين المغاربة دور كبير في اقتصاد المملكة، حيث شكلت تحويلاتهم المالية في العامين الماضيين، أول مصدر للعملة الصعبة في البلاد، بعدما كانت قبل ذلك ثاني مصدر للنقد الأجنبي.
ومطلع يونيو الجاري، أعلن مكتب الصرف المغربي، أن تحويلات المغتربين في الخارج “ارتفعت 5.3 بالمئة خلال الـ4 أشهر الأولى من 2022، مقارنة بنفس الفترة في 2021”.
ووفق تقرير للمكتب، “بلغت التحويلات نحو 30.56 مليار درهم (3.08 مليارات دولار) خلال الثلث الأول من العام الجاري، مرتفعة من 29.03 مليار درهم (2.1 مليار دولار) خلال 4 أشهر الأولى من 2021”.
ورغم التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا في العالم، حافظ المغتربون المغاربة على وتيرة التحويلات المالية إلى بلدهم، بل إنها شهدت ارتفاعا مستمرا.

حركية اقتصادية
يساهم المغتربون خلال فصل الصيف في الحركية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، خصوصا في مجالات العقار والسياحة والتجارة والاستثمار، فضلا عن الجانب الاجتماعي، عبر بناء مؤسسات ومرافق تقدم خدمات اجتماعية مختلفة.
وتشهد عدد من مدن المملكة انتعاشا وحركية اقتصادية، خلال فصل الصيف جراء عودة المغتربين، وذلك بعد “كساد” طوال باقي أشهر السنة، عبر اقتناء العقارات والسفر، وهو ما ينعش الحركة التجارية، خصوصا في المناطق الساحلية والسياحية.

خطوط النقل
مطلع يونيو الجاري، أعلن وزير النقل واللوجستيك المغربي، محمد عبد الجليل، توفير عدد مهم من سفن النقل البحري، لنقل المغتربين من دول إسبانيا وفرنسا وإيطاليا نحو المغرب.
وأضاف الوزير خلال جلسة لمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، أن تلك السفن ستنظم نحو 560 أسبوعية بين ضفتي البحر المتوسط، لنقل نحو 490 ألف مسافر، و135 ألف سيارة.
وأفاد بأن 73 شركة للنقل الدولي ستوفر رحلات برية انطلاقا من دول فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، وثم التنقل عبر السفن نحو المغرب، لنقل نحو 33 ألفا و500 مغترب أسبوعيا.

غياب سياسي
رغم ما يقدمه أفراد الجالية المغربية من دعم اقتصادي واجتماعي لبلادهم، إلا أنهم “ممنوعون” من المشاركة بالانتخابات البلدية والتشريعية، بقرار من السلطات.
ويرجع مسؤولون مغاربة، عدم مشاركة المغتربين في الخارج بالانتخابات، إلى أسباب “مالية ولوجستية”، في ظل عددهم الكبير وانتشارهم في عدد من دول العالم.
وخلال جلسة برلمانية، في 13 يوليو/ تموز 2016، قال وزير الداخلية آنذاك، محمد حصاد، إن “تصويت الجالية المغربية بالخارج يطرح إشكالات، فمثلا أين سنقيم مكتب التصويت في الولايات المتحدة”.
وتابع حصاد: “قد أصدمكم إذا تساءلت أين سنقيم المكاتب في إسرائيل التي تضم بين 700 و800 ألف مغربي (إسرائيليين من أصول مغربية ويحملون جنسية المملكة)”.
فيما أعلن رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، سابقا، أن “الحكومة تعمل على استكمال الرؤية بخصوص المشاركة السياسية للمغاربة المقيمين في الخارج”.
أما عبد الإله بنكيران، رئيس حزب “العدالة والتنمية” (معارض)، ورئيس الحكومة الأسبق (2011-2017)، فصرح سابقا، بأن عدم مشاركة الجالية المغربية بالخارج في الانتخابات هو “قرار سياسي”.‎‎

(الأناضول)

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.