شكيب بنموسى..أو لم تؤمن بعد ؟؟

Advertisement

اليوم الإثنين 27 أبريل2020، قدم محمد بنشعبون، وزير المالية بمجلس النواب أرقاما مفجعة عن المغرب الهش .
ففي شرحه للأوجه التي صرفت فيها موارد صندوق مكافحة كورونا، كشف الوزير أن ملياري درهم ( أي ما يمثل الثلث من ما أنفق من الصندوق إلى اليوم) خصصت للأسر الهشة بالمغرب وعددها 4.300.000 أسرة، منها 2.300.000 أسرة تتوفر على بطاقة المساعدة “راميد” والباقي لا تتوفر عليها. ( تراوح الدعم بين 800درهم وألف درهم شهريا لكل أسرة هشة).

وإذا علمنا أن معدل أفراد الأسرة الواحدة هو خمسة أفراد تقريبا، فمعنى ذلك أن 21 مليون نسمة تقتات من الإقتصاد الهش وغير المهيكل.أي أن 65 في المائة من مجموع المغاربة ينتمون للفئة الهشة جدا، و”عايشين على باب الله” ويضمنون قوتهم يوما بيوم، بدون أجر دائم أو ثابث، وبدون تغطية صحية أو تأمين أو تقاعد.

لكن هذا لا يعني أن 35 في المائة المتبقية تعيش في بحبوحة ورغد العيش، لأن إستقراء الأرقام الرسمية التي كشفها الوزير بنشعبون تبرز رقما آخر مؤلما. فحسب الوزير هناك 800 ألف أجير مسجل لدى الضمان الإجتماعي توقفت مقاولاتهم عن العمل(132 ألف مقاولة من أصل 216 ألف)، أي 61 في المائة من الأجراء أقعدتهم كورونا عن العمل وصرف لهم صندوق الضمان الإجتماعي تعويضا شهريا قدره 2000 درهم لكل أجير (800.000 أسرة)

وبالتالي إذا جمعنا الفئة الهشة جدا (4.300.000 أسرة) مع الفئة الإجتماعية الضعيفة (800.000 أسرة) نصبح أمام 5.100.000 أسرة بالمغرب “مهزوزة إقتصاديا وإجتماعيا”. بمعنى أن 77 في المائة من المغاربة هم في عتبة الفقر أو تحت عتبته.

وإذا إسترسلنا في تشريح الأرقام سنجد أن ماتبقى( 23 في المائة من الأسر) لا يملك أربابها الجرأة على القول: “أنهم قطعوا الواد ونشفوا رجليهم”، بحكم أن 15 في المائة منهم تنتمي للطبقة الوسطى القريبة من التفقير. لأنه في أول منعرج إقتصادي قد تنزلق هذه الطبقة بدورها لخانة الفئة الهشة، لغياب نسيج إقتصادي قوي وغياب شبكات إجتماعية متينة تحمي رب الأسرة من السقوط في براثين البؤس والفاقة.

ولا غرابة في هذه الأرقام الصادمة مادام “النموذج التنموي” الذي تبناه المغرب منذ عقود إرتكز على الريع وعلى تسمين كمشة من الأفراد وغيب الإنسان ودمر اللحمة الإجتماعية وشفط خزائن المغرب والمغاربة، ولم يكن نموذجا مبني على إنتاج الثروة وتوزيعها بشكل منصف على الفئات الإجتماعية وعلى المجالات الترابية.

فهل سيتعظ بنموسى ومن معه لصياغة نموذج تنموي يصالح المواطن مع بلده ويؤمن خروج 5 مليون أسرة من الفقر في غضون أربع أو خمس سنوات ؟

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.