مسيرة بطل رياضي في سباق الدرجات الهوائية خانه  الزمن والحظ وتخلى عنه المحامون وأحد الخبراء في تأمينات حوادث السير على الطريق في عز محنته !!

Advertisement

فرحان إدريس…

حين  يغوص أي صحفي أو إعلامي في النسيج الإجتماعي لمغاربة العالم وإيطاليا , يكتشف العجب العجاب في حجم  العديد الكبير من الكفاءات والأطر الشابة  في جميع المجالات سواء العلمية أو الفكرية والسياسية أو الحقوقية أو الإعلامية أو الإقتصادية , التي إضطرات مع الأسف للهجرة ومغادرة أرض الوطن  للبحث عن حياة كريمة أو مستقبل ناجح في المسيرة المهنية أو الرياضية ..
وفعلا من القصص التي تظهر كيف أن الجالية المغربية المقيمة بالديار الإيطالية تعاني الإنقسام والتشتت والتناحر فيما بينها على جميع الأصعدة والمستويات ؟ وكيف أن الجمعيات والمراكز الثقافية الإسلامية المنتشرة بكثرة في الجهات والمدن والبلديات الإيطالية لا تهتم بالمهاجر المغربي حين يتعرض لحادثة في الشغل  أو يتعرض لحادثة سير تؤدي لإعاقة دائمة ..؟
وهذا يشمل بطبيعة الحال , التمثيليات الدبلوماسية السبعة الموجودة بإيطاليا  التي لحد الآن لا تتوفر على طاقم مختص في الحالات الإجتماعية أو خبير نفسي يساعد الأسر والعائلات المغربية المعوزة , التي تتعرض إما للإفراغ القصري أو لحادثة سير مميتة , أو تعاني من مشاكل إقتصادية وإجتماعية نتيجة العنف الأسري بين الزوجة والزوج أو بين الأب ونجلته  نتنج عنه جرائم قتل بشعة ..
لدرجة , أنها في السنوات الأخيرة أصبحت مادة دسمة لوسائل الإعلام الإيطالية اليمينية المحلية منها والجهوية والوطنية المعادية للمهاجرين والجاليات الإسلامية بشكل خاص ..
قصة المهاجر المغربي سي مومو محمد المنحدر من مدينة  تارودانت كبرى  مدن جهة سوس ماسة الواقعة جنوب المغرب ، والمعروفة عن هذه المنطقة  وجود بها العديد من دور القرآن التقليدية التي كانت ولازالت الشريان الأساسي في تخريج العديد من العلماء وحفظة القرآن الكريم ..
هؤلاء الشباب الذين بتلاوتهم اليومية  للقرآن الكريم عشية كل صلاة المغرب في كل المساجد المغربية يحفظون المغرب والمغاربة من الكوارث الطبيعية التي لا يمكن تصورها ..
المهم , هذا الشاب المغربي دخل الديار الإيطالية في بداية الألفية بعدما قضى سنوات عدة في ممارسة رياضة الدراجة الهوائية , لدرجة أنه أصبح من أفراد  المنتخب الوطني للدراجات ولطالما شارك في السباقات الوطنية والدولية ، تجربة مليئة بالحقائق المثيرة حول الفساد الرياضي والمالي والإداري الموجود في كل الجامعات الرياضية بلا إستثناء ..
وكيف أن أي بطل رياضي يستغل بأبشع الصور من طرف المسؤولين ،  ولا يحظى بأي عناية يمكن أن تجعله في يوم الأيام بطل عالمي في هذه الرياضة ..
المسؤولون في أي رياضة سوا ء كانت فردية أو جماعية يركبون على أي موهبة رياضية من أجل السطو على الميزانيات المخصصة من طرف وزارة الشباب  والرياضة , ويحرمونها من كل الحقوق التي يحصلون عليها  بسبب مجهوداتهم الفردية والألقاب التي يفوزون بها في المناسبات الوطنية والدولية ..ولهذا ، تجد أن أغلبية الأبطال الرياضيين يهربون خارج أرض الوطن بمجرد أن  تتاح لهم الفرصة ,,
والبطل الوطني في سباق الدراجات الهوائية   سي مومو محمد لم يكن إستثناءا ،  بحيث منذ وطأت قدماه الديار الإيطالي وبالأخص مدينة ابريشيا بدأ بالبحث عن نادي رياضي إيطالي لمتابعة مشواره الرياضي لعله يصبح في يوم من الأيام من المحترفين في سباق الدراجات الهوائية ..
وفعلا تم له الأمر،  وأصبح مع مرور السنوات والممارسة والتداريب اليومية من  أحد الدراجين الناجحين الموهوبين لإحدى  النوادي الموجودة  في إحدى البلديات نواحي مدينة ابريشيا ..
لكن في شهر يوليوز من سنة 2017  ستنقلب حياته رأسا على عقب , بعدما تعرض لحادثة سيرمميتة  بسبب إصدماه بسيارة كبيرة الحجم على إحدى الطرقات الجبلية ببلدية ” Muscoline ” أثناء ممارسته  التداريب الرياضة اليومية العادية ..
النتيجة , أن حالته كانت خطيرة للغاية مما إضطر الطاقم الطبي الذيي حضر لعين المكان لنقله بطائرة هيلوكوبتر لمستشفى ” Poliambulanza ”
وهذه بعض ما كتب  عن الحادثة الخطيرة  في الصحافة المحلية الإيطالية : ” بإحدى طرقات بلدية موسكوليني الجبلية دراج مغربي يصطدم بسيارة كبيرة الحجم وحالتهخطيرة للغاية ..
يوم الخميس قبل الساعة الثالثة مساءً ، إصطدمت الدراجة الهوائية  ذات العجلتين والسيارة الكبيرة  في شارع  كافالينو ، وثم تم إنقاذ الرياضي البالغ من العمر 37 عامًا في رحلة عبر الجو لمستشفى ” Poliambulanza ”
بعد ظهر يوم الخميس 20 يوليو ، دراج مغربي يبلغ من العمر 37 عاما ، عضو في  “Biemme Garda Sport  “، يقاوم  من أجل حياته في مستشفى ‘ Poliambulanza ”  ببريشيا بعد تعرضه لحادث سير. حدث ذلك في طريق كافالينو في موسكوليني ، نواحي  بريشيا ، بالقرب من احد  تقاطع الطريق،  حيث يوجد منحنى خطير…
وفي الممر الآخر  صعودًا ، كانت تصل شاحنة يقودها رجل أعمال معروف بالمنطقة  مما نتج عنه إصطدام عنيفً وحتميً ، لدرجة أن هذا الشاب المغربي  البالغ من العمر 37 عامًا طار  من دراجته نتيجة هذا الإصطدام القوي . وعلى الفور تم تنبيه رجال الإنقاذ  الذين حلوا بالمكان  مع وسيارة الإسعاف ، ولأن الحالة كانت متدهورة تم الإستعانة بطائرة هليكوبتر على وجه السرعة  لأن راكب الدراجة الهوائية   تبين  على الفور أنه في حالة خطيرة وفاقدا للوعي. ”
وهنا ستبدأ محنة هذا المهاجر المغربي مع العناية المركزية التي ظل فيها  لأكثر من شهرين ، وكانوا الأطباء مجمعين أنه مستحيل أن يقف على رجليه ويمشي عليها ..
ظل وحيدا في غرفة الإنعاش يواجه الموت في كل لحظة لا حنين ولا رحيم , ولا أي دعم أو مواساة سواء من طرف جمعيات المجتمع المدني المغربي ببريشيا ونواحيها , أو من المراكز الثقافية الإسلامية التي يصل تعدادها حوالي 78 مسجد ولم يجد أي إهتمام أو تواصل من القنصلية العامو بميلانو ..
لكن شاءت الأقدار والحكمة الربانية , أن يشفى بعدما إلتحق به ووالده وأحد إخوته الذين ظلوا معه حتى إستطاع الوقوف على رجليه من جديد ، وهذا ما إعتبره الأطباء المشرفين على علاجه بأنه معجزة طبية بكل المقاييس ..وهذه الحالة تنطبق عليها هذه مقولة المؤثورة ” يضع سره في أضعف خلقه ” .
وحين بدا الإجراءات الإدراءات والقانونية للحصول على حقه في التعويضات التي يمنحها القانون الإيطالي فيما يخص حوادث السير ، هنا فعلا ستبدأ معاناته مع المحامين وخبراء التأمين في حوادث السير على الطريق , بحيث كل من يتسلم ملفه القانوني يماطل في بداية الإجراءات القانونية ولا يجد جواب مقنع لحد الآن ، المحامي الأول والثاني والثالث نفس النتيجة لاشيء ..
وفي الأخير ,إضطر للإستعانة بأحد الخبراء الإيطاليين من أصول مغربية في تأمينات حوادث السير على الطريق و في أماكن الشغل ، لعله ينصفه أمام شركة التأمين لذلك المواطن الإيطالي الذي دهسه بشاحنته لاسيما أنه يعتبر من الذئاب الرمادية في هذا المجال ..
يعني , أنه يتعامل مع أي قضية مهما كانت صعبة ولطالما تمكن من الحصول على تعويضات خيالية كانت من شبه من المستحيلات ..
لكن بعدما أخذ ملفه الطبي لم يعد يجيب على العديد من مكالماته الهاتفية ،وهكذا ضاعت الحقوق القانونية لهذا الدراج المغربي البطل الر ياضي الذي كان من الممكن أن يصبح بطلا كبيرا في سباق الدراجات الإحترافية بإيطاليا لولا القدر ..
أسئلة عديدة تطرح حول هذا قضية الدراج المغربي ، لماذا كل المحامين وخبراء التأمين في حوادث السير لم يتعاملوا مع ملفه الطبي عن ظاهر قلب ؟؟ ما الذي يكتشفون في الأوراق الخاصة بحادثة السير حتى لا يتعاطون معه بالشكل المطلوب ؟ ولماذا حين يسعى أي مهاجر مغربي في مثل هذه القضايا القانونية المعقدة لواحد من أبناء وطنه لا يجد فيه الآذان الصاغية واليد الممدودة لمساعدته ؟
لماذا هذا التهرب من الدفاع عن قضية دارج مغربي وبطل رياضي دخل الديار الإيطالية في بداية الألفية بشكل سليم لكن بعد حادثة السير أصبح معاق بشكل كامل ؟
لو كان وراءه مجتمع مدني مغربي قوي ومتكتل وموحد والتمثيلية الدبلوماسية المغربية لما بقي وحيدا يواجه تعقيدات القوانين الإيطالية وشركات التأمين الخاصة والمؤسسات المختصة في مجال التعويضات الإجتماعية من أجل الحصول على حقه القانوني ..
الآن قضية سي مومو محمد بين يدي إحدى المنظمات الحقوقية المعروفة بدفاعها المستميث عن حقوق المهاجر ، والتي ستفعل ما بوسعها لمراسلة الجهات المختصة ومقاضاة كل الأطراف التي ساهمت بشكل أو آخرتعطيل حصول هذا البطل الرياضي في سباق الدراجات على حقوقه الكاملة..

يتبع..

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
………………………………رئاسة الحكومة
………………………………الأمانة العامة للحكومة
………………………………وزارة الداخلية
………………………………رئاسة البرلمان المغربي
………………………………رئاسة مجلس المستشارين
………………………………رؤساء الفرق البرلمانية
………………………………وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج..
………………………………وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية
………………………………الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج
………………………………رئاسة النيابة العامة بالرباط ..
………………………………المجلس الأعلى للقضاء
………………………………مجلس الجالية
………………………………مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
………………………………الأمانات العامة للأحزاب السياسية المغربية
……………………………….السفارات المغربية بالخارج ..
………………………………السفارات الأمريكية الموجودة في كل من ، الرباط ، وإيطاليا ، وألمانيا
…………………….. وإسبانيا ، وفرنسا وبلجيكا وهولاندا …
………………………….. إلى المنظمة الحقوقية الدولية ..AmnestyInternational
……………………………..مراسلون بلاحدود ..”RSF ”
………………………………(هيومن رايتس ووتش) Human Rights Watch

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.