هل إستوعبت الحكومة المغربية الدرس ؟

Advertisement

عزيز القاسمي..روما..

أكيد أن من يجلس بمكتبه المكيف بالرباط شعاره المقولة الشعبية الشهيرة “الله يخرج سربيسنا بخير” معتمدا على التقارير التقليدية و التي تكون في معظمها مغلوطة تعتمد على أناس إعتادوا كتابة التقارير الروتينية المبنية على مقولة “العام زين”، لن يلاحظ ما سجلناه كجالية مغربية خلال أزمة معبر الكركارات.
فبعد المظاهرات الكبيرة لعناصر البوليزاريو بإسبانيا ثم بعد ذلك بفرنسا كانت لنا ملاحظات مهمة جدا، تدق ناقوس الخطر:

١- غياب المكون الريفي.

للأسف الشديد، سجلنا غياب تام لمساند تاريخي للقضية الوطنية بإسبانيا و هم أبناء الريف المغربي الذين طالما كانو سدا منيعا لأنصار البوليزاريو بالمناطق التي هاجم فيها هذا الأخير القنصليات المغربية، بل و كانت تتحاشى الإحتكاك بأحفاد عبد الكريم الخطابي لشراستهم في الدفاع عن وحدة المغرب من طنجة للكويرة.
طبعا هذا الغياب سببه السياسة التي إتبعتها الدولة بمنطقة الريف المغربي و الطريقة التي جوبهت بها إحتجاجات الريف السلمية ، و الأحكام القاسية التي صدرت في حق النشطاء وقادة هذا الحراك ، ليحرم المغرب من دعم و مساندة أحد أبناءه البررة مما يستوجب على الدولة المغربية الطي النهائي لملف معتقلي الريف و تمتيع كل النشطاء بدون إستثناء من العفو.

٢- إستياء عام من التراجع الحقوقي..

سجلت شريحة عريضة من الجالية المغربية التراجع الخطير في الحريات بالمغرب، توِّج بالأمس بتسريب فيديو خطير لزعيم حزب سياسي وهو عاري تماما من الملابس، مما شكل صدمة قوية لم تكن متوقعة بدولة من حجم بلدنا الحبيب !
إضافة للإعتقالات الكثيرة للصحفيين و المدونين و نشطاء حقوق الإنسان، ما جعل الإعلام الدولي يصنف المغرب مع الدول الديكتاتورية بالعالم، و هو الأمر الذي لم يتقبله العديد من الغيورين الذي سوقوا في الماضي القريب لدستور 2011 على أنه منقد المغاربة، فبالله عليكم كيف يمكننا أن نقنع إنفصالي البوليزاريو من الرجوع لبلده و هو يرى فيديو لزعيم حزب سياسي مجرد من ملابسه تماما و بداخل غرفة فندق الدوليز بالرباط ؟؟

٣- إحباط تام بعدما أصبح المغرب البلد الوحيد من دون برلمانيبن من الجالية..

عاشت الجالية التونسية و بعدها المصرية ثم الجزائرية عرسا ديمقراطيا بعد أن منحت بلدانهم مقاعد برلمانية خاصة بالجالية عبر الإقتراع المباشر بدول المهجر، فكان المغرب إستثناءا و بقية الدولة الوحيدة التي تقصي جاليتها من التمثيلية السياسية مما خلف إحباطًا كبيرًا وسط أبناء الجالية التي عانت في السنين الأخيرة من سن قوانين تسهل الترامي و سلب ممتلكاتها إضافتا لعديد الأمور التي لا يتسع الوقت لذكرها.

فهل ستستوعب الحكومة المغربية الدروس، و تصحح أخطاء بعض المسؤولين؟ أم أنها ستهرب كالعادة إلى الأمام و تترك الأمور على ما هو عليه إلى أن يمر “سربيسها” بخير؟
فواقع الحال لا يبشر بالخير، و البوليزاريو تربح نقاط كبيرة خصوصا بدول كإيطاليا مثلا، و التي يغرد فيها المسؤول عن ملف الصحراء المغربية خارج السرب و ينام في سبات عميق، أمام حركية كبيرة لأعداء الوحدة الترابية.
و ما زاد الطين بلة، أن مجلس الجالية الذي سيخرج مشروعا يوم الإثنين لتكوين أبناء الجالية على الترافع و الدفاع عن قضية الصحراء المغربية همشت فيها دون وجه حق اللغة الإيطالية وإكتفى باللغات الفرنسية و الانجليزة و الاسبانية و العربية ، رغم أن إيطاليا هي الثالثة من حيث عدد البرلمانيين الأوربيين بعد ألمانيا و فرنسا ما يعكس أهمية هذا البلد داخل أجهزة الإتحاد الأوروبي.

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.