ياترى لماذا رجال الشرطة يلقبون إدريس المنصوري المنسق العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني ببوصمة ؟؟ هل بسبب الطغيان والإستبداد والعقوبات الإدارية المتتالية في حق رجال الأمن الشرفاء ؟؟

Advertisement

سبق وأن تطرقنا في مقال سابق إلى المسيرة المهنية للمدير العام للمديريات العامة لمراقبة التراب الوطني ،الديستي والأمن الوطني السيد عبد اللطيف الحموشي والسياسة المنتهجة في تسيير المديريتين وعلاقته بإعتقال وتعذيب المعارضين.
وهذا المقال هو تتمة للمقال السابق ، وسنعمل على سرد معاناة رجال الشرطة ، وما يتعرضون له من سوء المعاملة من طرف المدير العام وذراعه الأيمن إدريس المنصوري : أولا ، هناك القليل من موظفي الشرطة من يعرف إدريس المنصوري ووظيفته بالإدارة العامة للأمن الوطني أو بالديستي ، وعلاقته الوثيقة بالمدير العام السيد الحموشي ، ولا يعرفه إلا الموظفين العاملين بالعاصمة الرباط ، أما الباقون في المدن الأخرى يسمعون عنه فقط ولا يعرفون عنه الكثير.
ولذلك سنحاول إعطاء نبذة ذاتية مقتضبة عنه ، ثم نتطرق إلى باقي أفعاله الخبيثة اتجاه موظفي الشرطة خاصة بالعاصمة الرباط.
إدريس المنصوري هو موظف شرطة بالإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني برتبة والي أمن ، كان يشغل المدير الجهوي لمراقبة التراب الوطني بمدينة الرباط قبل أن يعينه المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي منسقا عاما للإدارتين معا بعد تعيينه سنة 2015 مديرا عاما للإدارة العامة للأمن الوطني ، وبعد الإطاحة بوالي الأمن بوشعيب بلخياط الذي كان يشغل مدير ديوان المدير العام للأمن الوطني ، وهكذا أصبح إدريس المنصوري بمثابة نائب المدير العام للامن الوطني.
منذ تعيين الحموشي على رأس المديرية العامة للامن الوطني ، وتعيين رفيق دربه المنصوري نائبا له إنقلب كل شئ رأسا على عقب بهذه الإدارة ، وأصبحت تتحكم فيها رجالات شرطة الديستي وأصبح عمل رجالات الإدارة العامة للأمن الوطني لا يخلو إلا من أعمال السخرة لدى أجهزة الإستخبارات الداخلية ..
وأصبح موظفو الشرطة بالادارة العامة للامن الوطني بين فكي كماشة أي الحموشي والمنصوري، حيث كان نهجهم الوحيد معا العقوبات الإدارية المتتالية ، والتشهير برجال الشرطة عن طريق الجرائد والصحف الصفراء المتملقة، وقد إكتوى بنيران عقوباته بشكل كبير موظفو الشرطة بمدينة الرباط، فلا يخلو يوم إلا ويعاقب موظف شرطة ولو لأتفه الأسباب ولأبسط الأفعال ..
فمثلا رجل شرطة معين في مدارة لا توفر له مظلة تقيه حر الشمس ، وإذا إنحاز قليلا إلى الظل ،ومر هذا الرجل بالقرب منه لا بد أن يعاقبه ، لأنه إستظل بظل شجرة قريبة من المدارة أو بظل بناية ، وإذا مر شخص ما سواء راجلا أو راكبا ، وزود موظف الشرطة بقنينة ماء وتمت رؤيته من طرف المنصوري لابد من معاقبة موظف الشرطة على ذلك، أوأن موظف الشرطة قام بحلق وجهه كاملا ، وترك ذقنه أو شاربه ( المستاش أو كويديمة ) لابد أن يعاقب على ذلك..
والأمثلة على ذلك كثيرة ، وكما حدث في شهر رمضان المنصرم حينما مر المنصوري بالقرب من الإقامة الملكية بسلا ، وشاهد موظفي شرطة يتناولون وجبة الفطور، فقام بمعاقبتهما والتشهير بهما على وسائل الإنترنيت ، وكأن هذين الرجلين ليسا بإنسانين ، وليست لهما حقوق ما يطرح السؤال التالي ، أين تطبيق مبادئ حقوق حقوق الإنسان العالمية التي يدعي الحموشي حرصه عليها ؟؟ .

كما أنه يعاقب رجل الشرطة بالمدارة ، لأنه لم يفتح له الطريق للمرور هو الأول حتى وان لم يراه، وهذا ماتفعله عناصر المرور كل صباح لابد أن يكونوا حرصين في الطريق وما إن تتم رؤيته إلا ويتم توقيف جميع المركبات إلى أن يمر هو الأول كأنه الملك محمد السادس أو لي العهد المولى الحسن ، ومن تجاهله لا بد له من عقوبة..
ونفس الشئ حتى في الليل أثناء إنتهائه من السهر والسمر وشرب الخمر، حيث أنه معروف بإدمانه مقارعة الكؤوس.
وقد أصبح كلا من الرجلين يتسابقان على من يحصل على عدد أكبر من الموظفين المعاقبين، والتشهير بهم ، بل دأب كل واحد منهما التكشير على أنيابه ، ويتشهى معاقبة رجل أمن ولا ترتاح له نفس إلا بالعقاب..
وهذا يذكرني ماكان يفعله الحجاج بن يوسف الثقفي في عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان في تقطيع الرؤوس لترويع الناس ، وتشتيت الخصوم وقمع الثورات وضرب الرقاب وجعل الأطفال يتامى النساء أرامل ..
وطوال سيرة الحجاج المخضبة بالدم وحكمه للعراق لم يهتز له طرف ولم ينازعه ضميره نازع حول صحة مايفعل ، رغم أنه شتان بين الحجاج الثقفي والحموشي ونائبه المنصوري ، رغم أن هؤلاء على نهج الحجاج سائرين ..
لدرجة ، أن رجال الشرطة بجهة الرباط القنيطرة وسلا يلقبون إدريس المنصوري ببوصمة نسبة إلى عبد العالي عامر ابن مدينة سلا المجرم الخطير الذي إرتكب عدة جرائم قتل من نوع خاص ودون أسباب فقط كان متشهيا للقتل وسفك الدماء ولم يترك أثرا لجرائمه ، وروع بذلك ساكنة مدينة سلا بل والمغرب كله، وهكذا أطلق هذا اللقب المستعار ادريس المنصوري بسبب تفننه في إصدار العقوبات الإدارية على رجال الشرطة ، ولم يسلم
منه إلا من رحم الله ، وبات حلم كل موظف بالعاصمة الهروب منها ومن جحيم عقوبات المنصوري حتى أبناؤها لم يعودوا قادرين على الإشتغال بها..

دون أدنى شك ، لو كان بمقدور المنصوري قطع الرؤوس والثمثيل بالجثت لفعل، وأظن أنه يقدر أن يفعل لأن ليس هناك مانع أمامه، فهو صاحب القرار داخل مديريتي الحموشي ولا من يستطيع ان يقف أمامه ضد كل خطوة يقدم عليها، لعل جرائم القتل السياسية التي حدثت في عهدهما بفعل مجهول ، قتل كل من القيادي الإتحادي الزايدي ، وحكيم العدالة والتنمية عبد الله باها ، والمرشح القوي لرئاسة جهة الدار البيضاء سطات ياسين الداودي ، وآخرهم عبد الوهاب بلفقيه أدلة قوية على إجرامهما ..
وقد بلور الرجلين مذهبهما كمستبدين واستقر عليه معتقدهما متسقا معه تمام الإتساق ، ويتحدثان عن منجزاتهما بذات الطمأنينة والتيه للصحافة الصفراء ، رغم أنهما لايظهران للعلن خاصة المدير العام عبد اللطيف الحموشي الذي تصوره الصحافة الزبلوية بالقبة الحديدية وعين الدولة التي لاتنام ، وإنما يبقى مختبئا ويرسل التقارير إلى الصحافة البوليسية المعروفة بهذا الشأن.
وللتذكير فقط لا أقل ولا أكثر ، فإن القبة الحديدية الحقيقية ، وعين الدولة التي لاتنام هم أولئك الجنود المرابطون بالحدود البرية في الصحاري والجبال ملقين بأجسامهم لكل طارئ، وخير دليل على ذلك المحنة التي يمر منها المغرب هذه الأيام، فقد ظهر من يستحق حمل لقب القبة الحديدية وعين الدولة التي لاتنام ، إنهم سكان المناطق المنكوبة بسبب التهميش والإقصاء ، إنهم رجال الوقاية المدنية ورجالات القوات المسلحة الملكية بمختلف تصنيفاتها والدرك الملكي ورجال الشرطة والقوات المساعدة الذين هم دائما في الصفوف الأمامية وافقين شامخين في السراء والضراء يفترشون الأرض ويتغطون بالسماء ، وليس من يبيت في فندق خمس نجوم ويتنغم على نغمات شاكيرا …

 

التنسيقية الوطنية لموظفي الشرطة / فاس /

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.