الطلاب العرب في أوكرانيا.. قصص مأساوية عابرة للحدود

Advertisement

يشكو معظم الطلاب العرب من تقصير حكومات وسفارات بلادهم، ويطالبونها بتكثيف الجهود لضمان سلامتهم، وضمان مستقبلهم بوصفهم طلابا.

كثيرون تقطعت بهم السبل بسبب الحرب يكافحون من أجل مغادرة أوكرانيا بعد العمليات العسكرية الروسية.

 

كييف– قوافل النزوح ممتدة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب في أوكرانيا، لكن هذه ليست صورة المأساة الوحيدة للحرب الدائرة؛ فالرعب في المدن يشمل ملايين تبقوا من سكانها، وعشرات الآلاف من الطلاب العرب والأجانب فيها، الذين تقطعت بهم السبل، وعجزوا عن إقناع العالم بأنهم بشر أيضا، ومن حقهم اللواذ بمكان آمن.

معظم الطلاب العرب جاؤوا إلى أوكرانيا من فلسطين والأردن ولبنان والعراق ومصر والجزائر وتونس وليبيا والمغرب والسودان، وجلهم يشكو لله ثم للجزيرة تقصير حكومات وسفارات بلادهم في بذل أي محاولات لإنقاذهم، على غرار ما فعلته دول العالم الأخرى.

 

خلال الأيام الماضية، تكررت مشاهد هروب الطلاب الأجانب والعرب مشيا على الأقدام، وأبرزها كان في مدينة خاركيف، التي كانت قبلة رئيسية للطلاب، قبل أن تصبح وجهة للصواريخ والدبابات.
معظمهم لا يملك وسائل نقل خاصة تقلهم، والأولوية في محطات القطارات اليوم للأسر، وللأوكرانيين بشكل عام، مما يعرض الطلاب لبعض المواقف العنصرية.

 

عالقون في السكن الجامعي والبيوت

الجزيرة نت تواصلت مع عدد من الطلاب العرب الباقين في مدينة خاركيف، وأجمع أكثرهم على رسم صورة واحدة للوضع في المدينة التي تتعرض لأعنف عمليات القصف، بالقول: “أرواحنا على أكفنا لقضاء الحوائج. نلتزم السكن الجامعية والبيوت، بانتظار رحمة الله”.
وفي مدينة سومي المجاورة، التي لم تهدأ فيها عمليات القصف أمس الخميس، يقول ليث الشوابكة، وهو أحد أفراد مجموعة إغاثية تطوعية: “المدينة تضم نحو 1650 أجنبيا، بين طلاب وعائلات، وهي محاصرة من قبل الروس، ولا يسمحوا لأحد بالخروج؛ ومن يفعل ذلك، فقد يعرض نفسه لإطلاق النار”.
وأضاف: “تواصلنا مع منظمة الصليب الأحمر، ولكن بدون نتيجة. الأمر يحتاج إلى تدخل الإعلام قبل نفاد المؤن، وتحول الوضع إلى كارثة”.

 

لجان إغاثة بإمكانيات محدودة

هذا الواقع يتكرر بصورة شبه متطابقة في معظم المدن المستهدفة أكثر من غيرها بعمليات القصف والتهديد بالاجتياح، كالعاصمة كييف، ومدن تشيرنيهيف ودنيبرو وخيرسون وغيرها.
وفي هذه المدن، بدأت تتشكل مجموعات أشبه بلجان إغاثية، من أبناء الجاليات أو المراكز الإسلامية، تقوم بتوزيع المتوفر من الطعام والدواء على المحتاجين.
يقول رئيس اتحاد الأطباء العرب في أوكرانيا، الدكتور رامي أبو شمسية، “العرب القدامى في أوكرانيا يحاولون تسهيل عمليات نزوح الأسر والطلاب قدر الإمكان”.

 

ولفت أبو شمسية إلى وفاة فلسطيني في مدينة خاركيف جراء نوبة قلبية تعرض لها في أثناء عمليات القصف الروسي، كما أعلن مركز “محمد أسد” الإسلامي في مدينة لفيف عن وفاة طفل مسلم رضيع، جراء الإصابة بالتهاب رئوي حاد، نجم عن بقائه طويلا مع والديه في قبو بارد رطب بمدينة خاركيف أيضا، قبل النزوح عنها.

 

انتظار في البرد والعراء

أما في مناطق الغرب الأوكراني، فتأخذ معاناة الطلاب العرب والأجانب شكلا آخر، حتى وإن كانوا في مناطق عُدت -حتى الأمس القريب- “آمنة”.
يقول الطالب الأردني في مدينة لفيف غرب أوكرانيا، حمزة الشياب: “لا شيء يضمن الأمن، وكلنا في دائرة الخطر”.
ويشير في سياق آخر إلى أن “كثيرا مع العرب موجودون على الحدود طمعا في الهرب؛ هناك تبرز معاناة الانتظار الطويل في العراء والبرد الشديد”.

 

وقال “نطالب السلطات المعنية في بلادنا بتكثيف الجهود التي من شأنها ضمان سلامة الجميع، وضمان مستقبلنا كطلاب”.

 

من جحيم اليمن إلى حرب أوكرانيا

وفي حرب أوكرانيا اليوم قصص مأساوية عابرة للحدود، ترتبط بداياتها بالحروب في سوريا واليمن، وبمعاناة البحث الصعب عن مكان آمن يلوذ به المهاجرون بعيدا عن تلك الدول.
عمر كريم يمني يحكي -للجزيرة نت- “أولادي كريم وأمير في أوكرانيا. أبعدتهم عن حرب اليمن ظانّا أنها ستكون بلدا آمنا. هم الآن محاصرون في قرية ما بين العاصمة كييف ومدينة تشيرنيهيف. الحرب من خلفهم ومن أمامهم. ينامون ويستيقظون على أصوات القذائف والصواريخ والانفجارات”.
وتابع: “لم يسمحوا لسكان القرية بسلوك ممر آمن للهروب واللجوء إلى مكان آخر. يا رب فك كربهم. وآمن روعهم، وأعدهم إليّ أحياء سالمين!”

 

 

Advertisement
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.